الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاقتصاد.. «كعب أخيل» دوتيرتي

5 نوفمبر 2017 22:36
تمتع الرئيس الفلبيني بمعدلات تأييد شعبي ممتازة منذ أن جاء إلى السلطة قبل أكثر من عام، حيث تؤيد أغلبية ساحقة من الفلبينيين حملته الشعواء على تجار المخدرات على رغم عمليات التصفية الاعتباطية أحياناً لمئات الأشخاص، ولكن هناك ما يشير إلى بدء انخفاض معدلات التأييد تلك، ويرى بعض المهتمين في وسائل الإعلام والمجتمع المدني أن النهج القاسي للرئيس، قد يؤثر في نهاية المطاف على رئاسته، ولكن ليس هذا هو تماماً مربط الفرس في الواقع.فقد قطع دوتيرتي كثيراً من الوعود أثناء حملته الانتخابية العام الماضي. ووصف الرئيس السابق بينينو أكينو الثالث بأنه كسول، وأشار إلى فشله في القضاء على الفساد. وكان تعهد دوتيرتي بأن يحسن الوضع الاقتصادي للفلبينيين العاديين من العناصر البارزة في خطاب حملته الانتخابية، ووفقاً لعدد من المقاييس، فقد ورث دوتيرتي اقتصاداً في حالة صعود جيدة على الأقل وفقاً لتقارير السلطات الحكومية ومراكز البحث وأصحاب الأعمال الذين يميلون عادة إلى نسيان أن ربع سكان البلاد ما زالوا يعيشون تحت خط الفقر. وهناك عدد كبير للغاية من السكان يوفرون احتياجاتهم بشق الأنفس، وكثيرون من هؤلاء أيدوا على الأرجح دوتيرتي على أساس وعوده بالحصول على قسط أكثر عدلاً من ثروة البلاد، وحتى الآن لم يحدث هذا ببساطة، ولم يتحسن الاقتصاد. ووفقاً لمركز «محطات المناخ الاجتماعي» البحثي انخفضت الثقة والرضا في شخصية وأداء دوتيرتي إلى أدنى مستوى في فترة رئاسته. وانخفض المعدل الصافي للرضا عن رئاسته 18 نقطة ليصل إلى 48 نقطة على مدار شهر سبتمبر، بينما انخفض معدل الثقة الصافي 15 نقطة ليصل إلى 60 نقطة بعد أن احتج آلاف الفلبينيين ضد قتل مراهق في غمرة الحرب على المخدرات التي أودت بحياة 3900 شخص حتى الآن، وأشار مسح لمركز «نبض آسيا» إلى أن 80% من الفلبينيين قالوا إنهم يثقون في دوتيرتي ويؤيدونه، وهي نسبة أقل قليلاً عن تلك التي بلغت 81% فيما يتعلق بالثقة و82% فيما يتعلق بالتأييد في شهر يونيو الماضي، ولكن انخفاض تأييد دوتيرتي ما زال طفيفاً بشكل عام في استطلاعات الرأي، وما زالت معدلات التأييد جيدة للغاية، وربما يحسده عليها كثير من الزعماء الآخرين مثل الرئيس دونالد ترامب. صحيح أن دوتيرتي فاق التوقعات في استهداف تجار المخدرات على رغم عدم الاكتراث أحياناً ببعض قيود القانون، وربما حتى قتل أبرياء محتملين ودون مبالاة بمعاناة أسر القتلى، ولكن نهجه في مجال الاقتصاد ظل متخلفاً، وقد صرحت «تشاريتو بلازا»، المدير العام لمصلحة المنطقة الاقتصادية في الفلبين، بأن نحو 500 مليار «بيزو» أي ما يعادل 9.7 مليار دولار من الاستثمارات معرضة للخطر نتيجة العراقيل البيروقراطية، وأن هذا قد يتمخض عن انتقال المستثمرين إلى بعض الدول المجاورة، وأضافت: «إن بعض هؤلاء المستثمرين أخبروني بأن رؤساءهم طلبوا منهم بالفعل أن ينظروا إلى فيتنام أو ينقلوا إليها استثماراتهم». وذكر منتقدون أن التخلص من مسؤولي الحكومة الفاسدين يتم أحياناً على أساس الانتماءات والتحيزات السياسية وليس بالضرورة بدافع إنهاء الفساد. وفي تاريخ الفلبين جراح ذاكرة صعبة وخاصة في عهد فيرديناد ماركوس الذي كان نظامه الاستبدادي الفاسد، واستخدامه للجيش والقانون العسكري، سبباً في أن تُقارن البلاد ببعض الديكتاتوريات البغيضة في أميركا الجنوبية في ثمانينيات القرن الماضي. ومن الواضح أن الفلبينيين قد يتسامحون إلى حد كبير مع بعض العنف والشدة من طرف السلطة، ولكن الواقع الاقتصادي هو الأهم بالنسبة لهم، وقد لا يتسامحون مع زعيمهم في هذا، وإذا استمر الاتجاه الحالي، فقد يكون الاقتصاد هو «كعب أخيل» دوتيرتي في النهاية. *مراسل جنوب وشرق آسيا لدورية «ذا دبلومات» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©