الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شارع المليون .. عنوان مميز لـ«الظفرة»

شارع المليون .. عنوان مميز لـ«الظفرة»
23 ديسمبر 2016 23:02
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) استطاع شارع المليون في مهرجان الظفرة أن يكون أحد العلامات المميزة في موقع المهرجان، ولا يمكن لزائر أو مشارك في إحدى فعالياته ألا يقصده أو يستمتع بما يفوح منه من أجواء تراثية ممتعة، كما أصبح علامة فارقة لدى أشهر ملاك الإبل في الجزيرة العربية، ليس لما يضمه من أجمل مزاينات الإبل فحسب بل لكونه ملتقى وقبلة لكل عشاق التراث والأصالة والجمال. ويجذب الشارع مقتنصي الفرص الذهبية، لشراء إبل يمكن أن ترتفع أسهمها وتحصد الملايين، وذلك بعد أن أصبح علامة فارقة في حياتهم، فمنهم من عقد صفقة العمر، وهناك من أضاع فرصة ذهبية لاقتناص ناقة متميزة ترفع أسهم إبله المشاركة، وهناك القناص الذي لم يدع أي فرصة إلا واغتنمها لتدعيم قطعانه. وأصبح من المألوف أن نجد مالك الإبل المزيونة يستعرض إبله على طول الشارع خلال فترة المساء حيث يتسابق ملاك الإبل الراغبين في شراء ما يحتاجون إليه من إبل متميزة على الالتفاف حولها في مسيرة لتكون الناقة أشبه بملكة متوجة وسط حشود من السيارات التي تطلق أبواق الفرحة داخل الشارع وعلى من يرغب في شراء إحدى النوق المزيونة أن يتابع تلك المسيرات ويحدد وجهته والناقة التي يحتاج إليها ليبدأ بعدها مرحلة من المفاوضات مع البائع لشراء تلك الناقة وعلى حسب جمال الناقة وحركة العرض والطلب يتحدد سعر الناقة والتي غالباً ما تكون بملايين الدراهم. وتتوافر على جانبي شارع المليون، الخدمات التي يمكن أن يحتاج إليها المشاركون، والتي حرصت اللجنة المنظمة على توفيرها، سواء في المجالات الصحية والعلاجية، ومركز أعلاف الرودس الذي يمد المشاركين باحتياجاتهم من الأعلاف لضمان توفير الأغذية اللازمة للإبل، وكذلك خدمات بلدية المنطقة الغربية التي قامت بتوفير الخدمات اللوجستية لرواد المهرجان. وتحول شارع المليون بفضل جهود اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، إلى مدينة متكاملة الخدمات والمرافق، تنتشر على جانبيه عزب أصحاب الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط كافة، سواء كان ذلك للمشاركة في أكبر مهرجان عالمي لمزاينة الإبل، أم لاستغلال تلك المناسبة لعرض ما لديهم من إبل متميزة للبيع، خاصة أن المهرجان يوفر فرصة كبيرة بوجود أشهر ملاك الإبل والمهتمين باقتناء أفضل السلالات وأجمل «المزيونات»، لتنضم إلى ما يملكونه من إبل تتميز بمواصفات جمالية يعرفها جيداً عشاق الإبل. شارع المليون ليس مجرد شارع عادي يقصده ملاك الإبل، ولكنه يمثل علامة فارقة لدى أشهر ملاك الإبل في شبه الجزيرة العربية، وشاهد على قصة نجاح مهرجان الظفرة الذي ولد قوياً ويزداد كل عام قوة إلى قوته ليظل متربعاً على قمة مزاينات الإبل. ويؤكد علي الدوسري مشارك من السعودية أن شارع المليون أصبحت له سمعة طيبة لدى ملاك الإبل ليس داخل الإمارات فحسب بل في جميع دول الخليج حيث لا يوجد مشارك أو زائر من الخليج إلا ويعرج على شارع المليون ليلقي نظرة عليه ويتابع ما فيه. ويعتبر صالح المري، بائع إبل، أنه جاء إلى موقع مهرجان الظفرة ليس من أجل المشاركة ولكن لعرض إبل متميزة عليه ليشتريها ملاك الإبل الراغبين في خوض منافسات البيرق وأشواط الجمل لذلك فإنه استطاع بيع ناقة بسعر جيد ويتبقى لديه بعض الإبل المتميزة التي يحرص على أن يستعرضها على شارع المليون، ورغم وجود مفاوضات حول بيعها فإنه لم يعقد اتفاقاً نهائياً لبيعها. وتعمل مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على دعم الأسر المنتجة المشاركة في مهرجان الظفرة التراثي بشكل مستمر، تشجيعاً للسيدات الإماراتيات من هذه الأسر على الترويج لمنتجاتهن اليدوية التقليدية والاستفادة المثلى من المشاركة في المهرجان، وإحياءً للمهن التقليدية القديمة التي كانت تمتهنها المرأة الإماراتية وتشكل مصدر دخل مهم لها ولأسرتها. وقال علي الحمادي، المشرف على المحال التابعة للمؤسسة في مهرجان الظفرة التراثي إن مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تأخذ على عاتقها دعم الأسر المنتجة في كافة المهرجانات التراثية، بينها مهرجان الظفرة، وذلك لكي تكون المشاركة ناجعة لهن وداعمة لمسيرتهن المعملية. وأضاف أن المؤسسة تقوم في الدورة الحالية من مهرجان الظفرة على دعم 20 سيدة يعرضن منتجاتهن في 10 محلات ضمن السوق الشعبي بالمهرجان، لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل على تأمين المحال من اللجنة المنظمة وتمنحها بالمجان لهذه السيدات دعماً للأسر المنتجة في مواصلة مشاريعها المنزلية وتطويرها ولتشجيعها على المشاركة في المهرجان التراثية وإبراز مفردات التراث الإماراتي العريق إلى الأجيال الجديدة والسواح وزوار المهرجان من داخل الدولة وخارجها. وأكد الحمادي أن المشاركة في مهرجان الظفرة مفيدة جداً لهذه الأسر، حيث تستطيع كل سيدة من خلال مثل هذا الدعم أن تعتمد على نفسها وتطور منتجاتها وتعرضها أمام الجمهور، وفي الوقت ذاته التعرف على متطلبات الجمهور وذوقه العام. وأشار إلى أن المؤسسة ارتأت أن تعرض كل سيدتين منتجاتهما في محل معاً لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من السيدات للاستفادة من المشاركة، خصوصاً وأن محال السوق العام الجاري شيدت بطريقة نظامية وبمساحات واسعة تستوعب الكثير من المنتجات وتمكن السيدات من عرضها أمام الزوار بشكل أنيق ولائق، لافتاً إلى أن المحال تعرض كل المنتجات التقليدية التي تعمل الأسر على صناعتها بنفسها مثل الدخون والطور والعود المطيب، وكذلك المنتجات الحرفية مثل السدو وسف الخوص والملابس التراثية القديمة والمشغولات اليدوية ومنتجات التمور وغيرها. وتتشارك كل من عائشة علي مصبح الشامسي ومريم علي آل علي في أحد المحال التابعة للمؤسسة في السوق الشعبي لعرض منتجاتهن، حيث تعرض عائشة في الجزء المخصص لها الدخون والعطور والعود المطيب بالمسك والعنبر، والقهوة العربية والتمر والبهارات والملابس النسائية التي تعمل على تصميمها وخياطتها بنفسها. من ناحية أخرى، تتضافر جهود الكثير من الشركات الوطنية لدعم مهرجان الظفرة التراثي، وتعمل على أن تكون عنصراً مهماً ومؤثراً في المهرجان ومساهماً كبيراً في نجاحه، سواء عبر ما تضطلع به من مهام أو عبر أجنحتها المشاركة وما تقدمه للزوار، وتعد شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك راعياً رسمياً لمهرجان الظفرة التراثي، كما تشارك في المهرجان كعارض لجزء مهم من تاريخ الإمارات. وعملت «أدكو»، إحدى شركات مجموعة «أدنوك»، بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية الجهة المنظمة للمهرجان، على بناء محال السوق الشعبي بشكله الجديد في الدورة الحالية من المهرجان، والذي أعطى المهرجان شكلاً مميزاً أرضى جميع الأسر الإماراتية المنتجة المشاركة في المهرجان. ويعمل جناح شركة «أدكو» المشارك في مهرجان الظفرة التراثي على تعريف الزوار بمجموعة شركات أدنوك والشركات التابعة لها ومهام كل منها، كما يوجد في الجناح معرض يضم عدداً كبيراً من الصور القديمة التي توضح طبيعة الحياة في أبوظبي والمنطقة الغربية في منتصف القرن الماضي. ويتسابق العديد من زوار المهرجان المقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على زيارة السوق الشعبي المقام على هامش المهرجان واقتناء المشغولات اليدوية، والمصنوعات التراثية التي تشتهر بها مبدعات من المنطقة الغربية كتذكار لهم عند زيارتهم للمهرجان، وتشكل الأفواج السياحية والوفود الأجنبية الشريحة الأكبر من المشترين لتلك المشغولات نظراً لدقة صنعها وما تتسم به من إبداع وتميز. مسيرات الإبل الفائزة تتكرر يومياً مسيرات الفرح بفوز الإبل في أشواط مهرجان الظفرة خلال فترة المهرجان الممتدة من 17 ديسمبر وحتى نهاية الفعاليات يوم 29 ديسمبر باعلان الفائز ببيرق الظفرة وهو اللقب الذي يطمح إليه ويتمناه جميع ملاك الإبل في جميع دول الخليج العربي. فمع إعلان نتائج الفائزين في كل شوط تخرج مسيرات من الفرح تضم كوكبة من سيارات مالك الابل واصدقائه ومعارفه، ومن يرغب ان يشاركه فرحه الفوز وتكون الفرحة في قمتها لصاحبة الناموس في كل شوط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©