لندن- سيف الشامسي:
بعد اقل من خمسة أيام من الان وتحديدا يوم الأحد القادم ينطلق سباق دبي الدولي للخيول العربية الأصيلة في ضاحية نيوبري بالعاصمة البريطانية لندن برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة·
ويبدو أن سباق دبي الدولي للخيول العربية نجح في اللعب على كافة المتناقضات بالجمع بين البعد الثقافي والاجتماعي من جهة والبعد الاقتصادي والترويجي من جهة أخرى وهي في العادة أبعاد لا تلتقي بسهولة ، كلنا يعرف ان الحسابات الاقتصادية التي تقوم على مبدأ الأخذ وتحقيق الكسب تسير في اتجاه مغاير للحسابات الثقافية والتي تقوم على مبدأ العطاء ·
لكن السباق الذي يحمل رسالة الإمارات في رعاية الخيول العربية الأصيلة وإعادة بعثها من جديد لتأخذ مكانها الذي يليق بأصالتها وتاريخها العريق والذي يمتد لسبعة آلاف سنة استطاع تحقيق هذه المعادلة الصعبة عن طريق توظيف المناسبة الرياضية باقامة معرض ترويجي وتراثي مصاحب لفعاليات السباق ·
ومن الإنصاف القول أن يوم دبي الدولي للخيول العربية في مضمار نيوبري تعدى كونه مجرد سباق ، وأصبح مهرجاناً متكاملاً مخطط له بعناية لتحقيق مجموعة من الأهداف يتقدمها المساهمة في إعادة نشر سباقات الخيول العربية على خارطة العالم ، وأهمية هذا الهدف لا تخفى على احد من منطلق أن الخيول العربية تمثل جزءاً من الهوية الثقافية للإنسان العربي ، كما أن للحصان العربي الأصيل مكانة مميزة في التاريخ باعتباره أصل الخيل ، وهي المكانة التي تراجعت في السنوات الماضية أمام تعاظم التركيز على الخيول المهجنة ·
كما أن هدفه الرئيسي الثاني يتمثل في الترويج للدولة ، حيث لم يكتف القائمون على الحدث بتنظيم السباق ولكن تعدوه إلى إقامة معرض مصاحب يشهد مشاركة نخبة من كبريات الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية للمشاركة في المعرض تعرض أحدث برامجها ومشاريعها التنموية· وعلى الصعيد الاجتماعي والترفيهي أصبح السباق ملتقى اجتماعياً لعشاق الخيل الذين يستمتعون بالفعاليات المتنوعة التي توفرها اللجنة المنظمة ويتضح ذلك من الحضور الجماهيري للسباق في العام الماضي والذي زاد على 15 ألف متفرج وهو رقم قياسي في تاريخ سباقات الخيل بمضمار نيوبري الذي يعد أحد أفضل عشرة مضامير في المملكة المتحدة·
وتشير كل التوقعات الى تسجيل رقم قياسي جديد في الحضور الجماهيري هذه السنة من منطلق ان السباق خلال مسيرته سجل نموا متواصلا وزادت مكانته وشعبيته ليصبح أفضل سباق للخيول العربية في العالم ، حيث يشهد إقامة ثلاثة أشواط للفئة الأولى·
وسباق دبي الدولي في حد ذاته يملك تاريخا طويلا من التنظيم يزيد على عقدين من الزمن واستمراره بنجاح متواصل طوال تلك الفترة خير برهان على مدى اهتمام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في توثيق مكانة الخيول العربية ووضعها في الدرجة التي تستحقها ·
بداية الانطلاقة للسباق كانت عام 1984 بمضمار كمبتون بارك وخلال مسيرته استطاع السباق ان ينتقل الى واحد من المضامير الرئيسية في بريطانيا وهو مضمار نيوبري والذي يعتبر من المضامير الكبيرة في انجلترا حيث يتمتع بعضوية الاثنى عشر مضمارا الكبار في بريطانيا وهي المضامير التي تستأثر بتنظيم السباقات الكلاسكية والبطولات الكبرى وبلاشك فإن نقل السباق من كمبتون بارك إلى مضمار نيوبري يعتبر نقلة مهمة للسباق وأكدت ان للسباقات العربية مساحة في المضامير الاوروبية وكانت بداية الانطلاقة للخيول الاصيلة في اقتحام أشهر وأكبر المضامير العالمية بعد أن ظلت مثل هذه المضامير حكرا على سباقات الخيول المهجنة ·
عدد اليوم
