الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أجواء ليبيا بين عيون «أواكس» وأهداف «اف-16» وتجنب ارتكاب الأخطاء

12 يوليو 2011 23:52
بروكسل (ا ف ب) - ترصد مطاردتان من طراز “اف-16” موقع قاذفات صواريخ في حي سكني في طرابلس فتطلبا الإذن بإلقاء قنبلتين زنتهما 250 كيلو جراماً عليه، فيما تنصب كل الجهود على متن طائرة “اواكس” فوقهما على هدف واحد هو تجنب وقوع خطأ. وتتلقى طائرة مراقبة من طراز “اواكس” مزودة برادارات متطورة الطلب وترسله على الفور الى فريق محللين ومستشارين قانونيين مجتمعين في مركز مراقبة في وسط إيطاليا. ومهمة الفريق تحديد ما إذا كانت الضربة المقررة يمكن أن تؤدي الى ضحايا من المدنيين. وبعد ساعة، يحصل طيارو المقاتلات على الضوء الأخضر. ويعلن طيار مقاتلة “اف-16” بعد ثوان على موجة لاسلكي آمنة “الصواريخ أطلقت، الارتطام بعد ثلاثين ثانية”. وبعد نصف دقيقة من الصمت، تؤكد طائرة أميركية من دون طيار تصور المنطقة أن الهدف أصيب تماماً بحسب العسكري الذي يوجه هذه الطائرة عن بعد. على هذا النحو تتم عمليات الحلف الأطلسي في الأجواء الليبية. وكان الهدف من إحداها والتي تمت ليل السبت الأحد بحضور صحفيين على متن طائرة “اواكس” إظهار طريقة التحكم بتحركات مقاتلات الحلف واتخاذ القرارات بكل من الغارات التي بات عددها يفوق الـ2500 والتي بدأت قبل أربعة اشهر ضد النظام الليبي. الا أن كل هذه الاحتياطات لم تحل دون وقوع أخطاء وهي ما يخشاه الحلف لأن من شأنها أن تقوض شرعية التدخل وتزعزع التحالف الذي يقود العمليات بالإضافة الى استغلالها الى أقصى حد من قبل النظام الليبي. والشهر الماضي، اضطر الحلف الى الإقرار في غضون أربع وعشرين ساعة بوقوع خطأين مع غارة أسفرت عن مقتل عدة مدنيين في طرابلس، بالإضافة الى غارة أخرى استهدفت ثواراً. وتؤدي طائرات “اواكس” وهي عبارة عن طائرات “بوينج 707”مجهزة برادارات على هيئة قرص على سطحها، دورا اساسيا في تنسيق الطلعات اليومية التي يقارب عددها الـ150 فوق ليبيا والبحر المتوسط. وفي تلك الليلة، حلقت طائرة المراقبة طيلة ثماني ساعات فوق خليج سرت لتنسيق تحركات 40 طائرة بين مقاتلات وطائرات تزويد بالوقود ومروحيات وطائرات بدون طيار. وعلى ارتفاع 30 ألف قدم فوق سطح البحر، تلوح أضواء مدينة مصراتة الساحلية التي يسيطر عليها الثوار من قمرة القيادة. ومن وقت الى آخر، تخترق ظلمة السماء خطوط ضوئية هي على الأرجح تبادل لإطلاق النار بين القوات الموالية للقذافي والثوار بين زليطن ومصراتة. وفي مؤخر الطائرة، ينكب المراقبون على كمبيوتراتهم. وهم يشيرون الى خارطة لليبيا والبحر المتوسط حيث تتحرك نقاط زرقاء وصفراء تمثل مقاتلات الحلف الأطلسي التي تشارك في العملية. وقال أحد المراقبين وهو دنماركي يدعى رون لم يكشف بقية اسمه لأسباب أمنية “انها رؤية من الجو، فنحن نرى الأرض من فوق ويمكننا رؤية كل ما يتحرك على هيئة نقاط صغيرة”. وذلك المساء، حلقت أربع مقاتلات “اف-16” وطائرتان من دون طيار من طراز “بريداتور” فوق طرابلس حيث أغارتا على هدفين في غضون ثلاث ساعات. وفي مكان آخر، انطلقت مقاتلات “ميراج 2000” فوق التلال العالية جنوب العاصمة، بينما قامت مقاتلات “اف-18” بمراقبة مصراتة. وأوضح اللفتنانت كولونيل الهولندي المسؤول الفني عن الفريق المؤلف من 18 عنصراً على متن طائرة “اواكس” “أن الليل مضى على خير.. لقد حددنا عدة أهداف على الأرض تمكنا من مهاجمتها وهي دبابتان قتاليتان ورادارات وصواريخ”. وليس تفادي ارتكاب أخطاء على الأرض الهدف الوحيد للحلف الأطلسي. فعليه ايضاً تفادي حوادث الاصطدام العرضية بين مختلف المقاتلات بالإضافة الى نقل رسائل بين المقاتلات ومركز القيادة وتوجيه الطائرات للتزود بالوقود. ويعتمد الحلف الأطلسي الذي لا ينشر قوات على الأرض الى حد كبير على عيون “الأواكس” والصور التي تنقلها. الا أن القرار النهائي بالقصف يتم في مكان آخر، داخل مركز العملية المشتركة في بوديو ريناتو بإيطاليا الا إذا كان الطيار واثقاً بعدم وجود مدنيين على مقربة من الهدف. وفي إحدى قاعات مركز العمليات المشتركة، تبث شاشة عملاقة صور فيديو مباشرة من موقع في ليبيا. وهي من الدقة بحيث يمكن رؤية رجل يسير على قدميه أو حتى قطة أو كلب”، بحسب مسؤول في الحلف الأطلسي. لكن ذلك لا يمنع إمكان ارتكاب أخطاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©