السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم لبنانية تصرخ: أين أطفالي؟

19 يوليو 2006 01:50
بيروت-ا ف ب: العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل على لبنان تسبب في العديد من المآسي، منها مأساة أم حسن التي تصرخ متسائلة وهي تنتحب في إحدى الحدائق العامة في بيروت بعدما اضطرت إلى الفرار من الضاحية الجنوبية التي تتعرض إلى قصف إسرائيلي متواصل: ''أين أطفالي؟·· هل هم مطمورون تحت الركام؟ الله وحده يعلم''· وتبكي هذه الأرملة المحجبة بملابسها السوداء منذ سبعة أيام متكئة على شجرة في حديقة الصنائع بين وسط المدينة وحي الحمراء· وتروي: ''كنت في العمل حين بدأ القصف الإسرائيلي وحين عدت إلى المنزل وجدته أنقاضا· قالوا لي علي أن اغادر المنطقة على الفور ومضت الآن سبعة أيام وأنا أجهل إن كان أولادي مطمورين تحت الركام أم أنهم سالمون''· وتقول وهي ترفع يديها إلى السماء ''لم يعد لدي الآن أحد ولا شيء، لم يعد لي سوى الله''· وأم حسن من بين عشرات الآلاف الذين نزحوا من جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية· ولم يتمكن العديد من النازحين مثل أم حسن من إيجاد مأوى في المدارس التي فتحت لهم أبوابها في بيروت والجبال المجاورة فافترشوا العشب في حديقة الصنائع التي يرتادها عادة هواة رياضة الجري· ويحتسي رجال جالسون أرضا قهوتهم في الصباح وهم يستمعون إلى نشرات الأخبار لمتابعة آخر تطورات الهجوم الإسرائيلي· ويجري العديد من الأطفال وهم في الملابس الداخلية فيما نشرت ثيابهم المغسولة على أغصان الأشخار لتجف· وفيما تبقى الألعاب المتوزعة في الحديقة فارغة وحزينة، يتجمع الأطفال بثيابهم المتسخة على العشب وعيونهم تائهة وحمراء من شدة التعب ومن قلة النوم وأرجلهم ملطخة بالوحل· وتقول مريم دياب وهي تتأمل ولديها عبد (ثلاث سنوات) وهادي (سنة ونصف) ''لا يمكن لأحد أن ينام، حتى الأولاد''· وتقول ''يستيقظ عبد باستمرار وهو يبكي خشية أن تكون الطائرات الإسرائيلية في السماء· ما زال تحت صدمة الغارات الجوية التي طالت جيراننا في الضاحية''· وعلى أحد مقاعد الحديقة تجلس امرأة عجوز وهي تضغط على أسفل ظهرها مقطبة من الألم· وتقول شاكية ''نمت على الأرض لأنه لم يعد هناك مكان على العشب· عظامي تؤلمني· إضافة إلى ذلك رطوبة الأجواء في الليل والحشرات''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©