الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجديد الخطاب الديني ضرورة لمواكبة العصر ومواجهة التطرف والإرهاب

تجديد الخطاب الديني ضرورة لمواكبة العصر ومواجهة التطرف والإرهاب
9 يوليو 2015 00:50
هالة الخياط (أبوظبي) دعا الدكتور عبدالحميد الأنصاري أستاذ الدراسات الشرعية بجامعة قطر علماء الدين إلى التفرغ لتجديد الخطاب الديني؛ ليواكب العصر، وليقضي على التطرف والإرهاب، ولتبني ثقافة في المجتمعات العربية المسلمة تهدف إلى نشر منهج قبول الآخر والتسامح بين الجميع. جاء ذلك خلال محاضرة قدمها مساء أمس الأول في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان «منهج الإسلام في معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية»، بحضور سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وعدد من الدبلوماسيين والكتَّاب والمفكرين والصحفيين. واستعرض الدكتور الأنصاري، خلال المحاضرة، المخاطر التي تهدد مجتمعاتنا العربية والإسلامية، في ظل تحديات كثيرة أهمها التعصب والطائفية وانتشار أفكار التكفير والهدم والقتل بغير وجه حق. ودعا إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني بسبب ظهور خطابات دينية متطرفة، وقال: «إننا بحاجة اليوم لخطاب ديني جديد متصالح مع العصر، وإن الخطاب التقليدي غير متصالح مع العالم، ودائماً يستشعر أن هناك مؤامرات من الخارج». وأضاف: «نريد خطاباً دينياً متسامحاً مع العصر، ويحترم الإنسان فقط كونه إنساناً، ويخاطب الإنسان ليس المسلم فقط لأن الإنسان خلقه الله وكرمه دون النظر لكونه مسلماً أو رجلاً أو امرأة»، مشيراً إلى أن التعليم لا ينفصل عن الخطاب الديني، بل هو مكمل له. وأوصى بضرورة الاهتمام بالتعليم، حيث استشهد بمقولات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي عن أن الابتكار في التعليم لبناء أجيال أمر ضروري ولا غنى عنه. وأكد الأنصاري أهمية وضع استراتيجية خليجية مشتركة لتحصين البيت الخليجي وتطوير المنظومة التعاونية، موضحاً أن الجميع يواجه خطر الإرهاب، وهو عدو للجميع، ولا بد من تعاون بين كل الدول العربية، ولا تجدي الحلول الفردية لمواجهة التحديات العابرة للحدود؛ ولأن الشؤون الداخلية تؤثر في الخارج والعكس، وهذه تحديات غير مسبوقة، ولا بد أن يكون هناك جهد مشترك، وتفعيل الحوار العقلاني الناضج، وعدم اتهام الآخرين بالتسبب في الوضع الراهن. وأضاف أنه لا بد أن تعيد المجتمعات العربية النظر في الصور الذهنية للشعوب الأخرى، وأن نهتم بتنمية أجيالنا فكرياً وثقافياً، وضرورة التخلص من الخوف الدائم، والبعد عن نظرية المؤامرة والخوف من الآخر. وأوصى الأنصاري بضرورة انتهاج سياسة إنشاء شرطة لرقابة المواقع الإلكترونية التي تبث أفكاراً تكفيرية وتستقطب الشباب وتغذيهم على العنف والتطرف، لافتاً إلى أن هناك من استشعر الخطر الإلكتروني في دول أوروبية، وبالفعل قاموا بإنشاء هذه الرقابة الشرطية، مشيراً إلى أن هناك خطراً خفياً من «الإنترنت» بسبب مواقع استقطاب الشباب ونشر الأفكار المتطرفة، ولا بد من إدراك ذلك. واستشهد بمقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، في أهمية دور الإعلام، وأن يكون مسؤولاً، حيث أكد الدكتور الأنصاري أهمية دور الإعلام في عدم التهويل، وضرورة حفظ سلم المجتمعات، وعدم الإثارة، وبث روح الفرقة والفتنة. وقال الأنصاري: إن الإسراف ظاهرة في مجتمعاتنا الإسلامية في شهر رمضان في كل أوجه الحياة الشراء والكهرباء والمأكولات والمشروبات، وإهدار الطعام والوقت، واعتبار شهر الصوم هو للراحة والنوم، والظواهر الاجتماعية لا تعالج بالخطب والمواعظ لكن يجب علاجها بالتربية من الأم والأب، لا سيما أن سلوك الأسرة يتعارض مع خطباء المساجد، مما يؤدي إلى أن يعيش الطفل ازدواجية بين مجتمعه وأسرته التي تفرط وتبذر وتتبع سلوكيات سلبية في الاستهلاك، بينما الدولة تريد ترشيد الاستهلاك. وأشار إلى أن هناك افتقاداً للقدوة الحسنة في ترشيد الاستهلاك، والكرم لا يتعارض مع الترشيد، وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، كريماً في رمضان، لكن كان حكيماً ورشيداً، وأن شهر رمضان هو شهر إنتاج وليس راحة والانتصارات الإسلامية حدثت في رمضان، مستشهداً بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رمضان يوقي عزيمتنا للعمل والإتقان». كادر 3 // الانصاري لا معروف أكبر من العدل الثوابت المجتمعية والأعراف هي من تحدد هل الظواهر سلبية أم إيجابية ؟ ، وفي النهاية هناك أشياء عامة تعتمد عليها المجتمعات في تحديد هذه الظواهر، وهناك ثوابت دينية وأخلاقية، من الأساس الشرطة الدينية عمل خطأ من الأساس ودينيا لا وجود له نجد أن الإمام محمد عبده قال إن لا معروف أكبر من العدل، ولا منكر أكبر من الظلم، ولا يوجد في الإسلام هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن أجهزة الدولة تعمل على ذلك مثل البلديات الشرطة وكيف يمكن تنظيمها في المجتمع وليس بالضرورة أن تكون هناك شرطة دينية تحبس أنفاس الناس.  ومثال أن إجبار النساء على تغطية وجوههن لا وجود له في الدين أصلاً، وأن وجه المرأة ليس عورة، أما بقية أمور الدنيا والحياة، فإن الرسول، صلى الله عليه وسلم، حسمها بحديثه أنتم أعلم بشؤون دنياكم، والإسلام يدعو إلى اتباع مناهج العلم في مختلف مناحي الحياة مثل الطب والاجتماع وما شابه. وفي رد على تساؤلات الحضور، أكد الأنصاري أن هناك العديد من الظواهر التي يجب علاجها من خلال علم النفس الاجتماعي، وعدم إقحام الدين في علاج الظواهر الاجتماعية السلبية. وفي رده على سؤال طريف خلال المحاضرة بشأن علاقة الجن بالحوادث المرورية، قال الدكتور الأنصاري، إن العديد من الناس يرجعون المشكلات إلى الشيطان، وينسون أنفسهم وتصرفاتهم، وهذا أمر خاطئ، ولا بد من مراجعة أنفسنا في حياتنا اليومية لتحديد أسباب المشكلات والعمل على حلها. كادر 2 // الانصاري تفجير المساجد أكد الدكتورعبد الحميد الأنصاري أنه لا بد من مراجعة النفس والتسامح والحوار بين مختلف الفئات والطوائف بين السنة والشيعة، لا سيما أن الإرهاب وصل إلى تفجير المساجد أو ما يسمى بإرهاب المساجد، وقال: كفانا خطابات دينية وإعلامية وتشريعية، ولا بد من إعادة النظر والمراجعة في أساليب تربية الأطفال لتحصينهم من التطرف ولقبول الآخر، وعدم زراعة التطرف في نفوس الأطفال والأجيال الجديدة، وأن تتم تنشئته على قبول الآخر أياً كان دينه ومذهبه، وأن ما يحكم بين الناس هو الله عز وجل الذي خلق الناس في اختلاف، ولا يوجد دين يسود العالم؛ لأن هذا التباين هو سر عمارة الأرض والعمل في تنافس على بنائها. والاختلاف حكمة إلهية عليا. كادر //1 // الانصاري الفوضى المرورية خلال رمضان أشار الدكتورعبد الحميد الأنصاري إلى ظاهرة الفوضى المرورية، خلال شهر رمضان، حيث تزيد الحوادث المرورية، وذلك بسبب السلوكيات العامة لقيادة السيارات في الشوارع العربية، خاصة بعد الإفطار، وتزيد المخالفات والحوادث، والوقوف في الممنوع، والتزاحم على المحال التجارية والمطاعم في أوقات السحور وتعريض حياة الناس للخطر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©