بيروت - الاتحاد: وفي اليوم السابع للعدوان الاسرائيلي الواسع النطاق على لبنان، ظلت الجهود الدبلوماسية والسياسية المحلية والدولية لوقف اطلاق النار تراوح في دائرة الشروط والشروط المضادة، ولم تبرز الى العلن اية بوادر ممكنة لحل الأزمة·
فرئيس الحكومة فؤاد السنيورة استدعى مجدداً سفراء اميركا جيفري فيلتمان وفرنسا برنار ايمييه وبريطانيا جيمس واط الى مكتبه في السرايا الحكومي صباح امس، وعرض معهم الجهود المبذولة لوقف اطلاق النار· وطلب منهم حث حكوماتهم للعمل على مساعدة لبنان ووقف العدوان المتمادي عليه·
ورفض السفراء الثلاثة الادلاء بأي تصريح بعد اللقاء، فيما اجرى السنيورة اتصالات عاجلة بكل من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال انجيلو سودانو، وتداول معهم في آخر التطورات· طالباً المساعدة الدبلوماسية العاجلة والطبية والغذائية لمساعدة المنكوبين·
وناشد السنيورة المجتمعين الدولي والعربي السعي لوقف إطلاق النار في لبنان وأبلغ سفراء فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا احتجاج الحكومة على ''تصاعد العدوان''· وقال السنيورة في بيان: ''إزاء الجرائم الإسرائيلية المستمرة أكرر مناشدتي المجتمعين العربي والدولي العمل على وقف فوري لإطلاق النار''· ولفت السنيورة المجتمع الدولي الى أن اسرائيل ''ترتكب كل يوم جرائم حرب بشعة ضد الإنسانية''· وقال: ''لليوم السابع على التوالي تستمر آلة القتل الإسرائيلية البربرية باستهداف كل وجوه الحياة في لبنان''، موضحاً أن آخر الاعتداءات استهدفت ''هدم مصانع المواد الغذائية ومحطات الوقود والطرق والأبنية السكنية الآمنة وقوافل المؤن، وفجر اليوم ثكنات الجيش اللبناني حتى غير القتالية منها''· وأضاف ''ان تصاعد العدوان بهذه الصورة الهمجية يؤكد أن إسرائيل قررت إعادة لبنان 50 سنة الى الوراء''·
وكان رئيس البرلمان نبيه بري بدوره قد تابع اتصالاته مع المعنيين وتبلغ من الامين العام للمجلس الاعلى السوري نصري خوري قرار القيادة السورية بوضع كل امكانياتها بتصرف الشعب اللبناني لمواجهة العدوان·
وتلقى بري اتصالات تضامن من الرئيس اليمني ورئيس الحكومة العراقية ورئيس كتلة ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون، وكانت مناسبة للتأكيد على وحدة الصف والموقف والاصرار على ضرورة البدء بوقف فوري لاطلاق النار· وشارك نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في حركة الاتصالات، واجرى اتصالات مع الرؤساء الثلاثة طالباً الاهتمام بالنازحين·
وقال الشيخ قبلان في تصريح بعد هذه الاتصالات: ''علينا ان نكون اقوياء ومتحدين لجبه المخاطر المتربصة بنا من العدو الاسرائيلي الذي يشكل خطرا ليس على لبنان وشعبه فحسب بل على السلام العالمي وعلى الانسانية جمعاء، ونستغرب كثيرا الموقف الدولي، الذي بعدم ادانته للبربرية الاسرائيلية وعدوان اسرائيل المتصاعد على لبنان وتدمير كل مؤسساته ومنشآته وبناه التحتية، يشجع اسرائيل على التمادي في هذا العدوان الذي يستهدف البشر والحجر والشجر والحياة في لبنان''·
وحمّل وزير الداخلية اللبنانية بالوكالة احمد فتفت العالم بأسره مسؤولية ما يجري في لبنان من عدوان اسرائيلي وحشي مدمر· وقال: ان المجتمع الدولي يتجاهل ما يجري في لبنان من مجازر وتدمير وكأنه وضع هذا البلد على طاولة الذبح، وجعله لقمة شهية لاسرائيل غير المستعدة لسماع اي صوت لوقف عدوانها·
وقدر فتفت عدد الضحايا بأكثر من 300 شهيد و600 جريح وحوالي نصف مليون نازح من المناطق التي تتعرض للتدمير الممنهج والرامي الى ايجاد منطقة محروقة بعمق 20 كلم الى الشمال من الخط الازرق الحدودي·
عدد اليوم
