الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

40 عملاً فوتوغرافياً ترصد زرقة السماء والبحر في الحياة التراثية والعصرية

40 عملاً فوتوغرافياً ترصد زرقة السماء والبحر في الحياة التراثية والعصرية
13 يوليو 2011 00:16
يقام في غرفة صناعة وتجارة كلباء، حالياً معرض “أزرق x أزرق” ضمن فعاليات “صيف الفنون”، مشتملاً على أربعين عملاً تصويرياً فوتوغرافياً لمنتسبي دورات وورش التصوير الضوئي التي أقامتها إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في المنطقة الشرقية خلال النصف الثاني من العام الماضي والأول من هذا العام. تركز أعمال المعرض الذي يشارك فيه أربعون منتسباً، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، على تفاصيل الحياة اليومية غالباً، أكثر من تركيزها على المشاهد الطبيعية الجامعة والبعيدة، في سياق من التنوع الذي يُبرز هذه التفاصيل ما بين الذهاب نحو مفردات الحياة التراثية الإماراتية التقليدية والأخرى، الحياة العصرية، وذلك في حين أن اللون الأزرق هو الغالب على ما عداه من الألوان في هذه الأعمال التي جرى التقاط أغلبها خلال النهار أو عولجت تقنياً، حيث بدا الأزرق طاغياً في العمل، ومن هنا جاءت تسمية المعرض “أزرق x أزرق” وذلك فضلاً عن أن الأزرق بتدرجاته الطبيعية المختلفة يملأ المكان سواء في البحر أو السماء أو انعكاسهما على يوم الناس في المنطقة الشرقية، حتى لكأنه جانب من الجوانب التي تطبع مزاج الناس هنا بالكثير من الهدوء، وربما الاسترخاء أيضاً. مفردات معمارية في هذا السياق، يشتمل المعرض على الكثير من الأعمال التي تصور مفردات معمارية، تبدو لافتة لعين الناظر إلى أعمال المعرض أكثر من سواها، ففي إحداها وتحمل توقيع سعيد محبوب، هناك طابع رومانسي شتائي في عمله الذي يُبرز جانباً من نمط معماري تقليدي، حيث تشتمل الصورة على جانب من أكثر من مبنى، يفصل بينها الزقاق المرصوف بالحجارة وقد تعتقت حجارته في الوقت الذي تعكس فيه السماء على الأرض شدة التماعها الأزرق، وقد اغتسلت للتو بماء المطر، فبدا اللون الترابي لجدران الأبنية التي من الطين والجص أكثر قرباً إلى اللون الذهبي في التماعته وشدة الإضاءة التي تتوهج منه. الأمر الذي يقترب بالعمل كثيراً من نَفْس الناظر إليه ويجعله أكثر انسجاماً مع جمالياته الطبيعية بل الفطرية، خصوصاً أن العمل يخلو من أي معالجة تقنية. في عمل آخر أيضاً، يلتقط سليم عطية السيد صورة لسبّاح أثناء سباق، تبدو فيها الكتل البشرية هلامية بعض الشيء، غير أن مهارة التصوير في هذه الالتقاطة تتجلى في نزعة المصور إلى التقاط حركة الماء التي تتحرك بسبب أجساد المتسابقين على نحو يجعلها مضطربة، غير أن المصور ينجح في تثبيت هذه الحركة المضطربة في لقطة ثابتة وبميل واضح إلى عزل الماء بوصفه مفردة جمالية عن ما عداه من المفردات المحيطة به، وهذه الدقة أو المهارة في الوصول إلى هذا الثبات في اللقطة هو الذي يمنح الصورة جماليتها الخاصة. سعة المشهد وتبدو سعة المشهد البحري، حيث عين الكاميرا تأخذ المشهد من داخل الماء، فيجتمع البحر والسهل بالجبال الجرداء في الأعلى، وقد اشتبكت قممها بأزرق السماء أكثر إغواء للمصور، هذا بالإضافة إلى أن خطوط الماء الممتدة طولياً، إذ تتقاطع مع خطوط العمارة الممتدة عمودياً، ينكسر إيقاعها بترددات مختلفة لخطوط الأفق التي تصنعها الجبال فتجعل من المشهد لوحة “موسيقية” متعددة الإيقاع على الرغم من أنها ثابتة. وجوه الناس أيضاً اختار العديد من المصورين أن يكون الناس في يومهم العادي أبطالاً للصورة، ففي لوحة محمد ربيعة، مثلاً لا حصراً، نلحظ ذلك الأثر الذي تتركه الكاميرا وفكرتها على تعبيرات وجوه الناس وردود أفعالهم التلقائية، خاصة العيون والأيدي، ففي حين تعبّر العيون عن ما في دواخل البشر من مشاعر إنسانية تتأرجح بين الألم والحزن، فإن الأيدي تجعل من وضع الجسد تعبيرية جمالية بدأت ردّ فعل تنزع بالجسد إلى الهروب من أمام الكاميرا لتصبح وضعاً جمالياً فيه من التلقائية ما يثير إدهاش الناظر إلى هذا العمل. إن معرض “أزرق x أزرق” يمثل فرصة أمام مصورين مبشرين وواعدين لتطوير مواهبهم أكثر والاشتغال لا على التقنيات الحديثة المتاحة في عالم التصوير، بل الاحتكاك بأساليب التصوير واتجاهاته الفنية والفكرية التي تنعكس مباشرة على طريقة أدائهم في التصوير، مثلما تنعكس على مواقفهم من مجتمعاتهم ومحيطهم والبيئة التي يحيون فيها.
المصدر: كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©