الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التكنولوجيا الكورية تواجه نقصاً في الكفاءات

شركات التكنولوجيا الكورية تواجه نقصاً في الكفاءات
19 يوليو 2006 23:05
إعداد - محمد عبدالرحيم: يبدو أن النقص الحاد في أعداد المهرة من الباحثين والمهندسين بالإضافة الى الحاجة الماسة لوجود عمالة أكثر عدداً حجماً في أعمال البحث والتطوير قد أجبرت عدداً متزايداً من شركات التكنولوجيا في كوريا الجنوبية للتحول باتجاه الكفاءات الأجنبية من أجل المحافظة على الزعامة التي اكتسبتها الدولة في مجال صناعة المعلومات والتكنولوجيا· إذ يقول لي جاي هون في المؤسسة الكورية للتكنولوجيا ''لقد أصبحنا نشهد خللاً فيما يتعلق بالطلب والعرض حيث آثر العديد من المهندسين الهجرة الى الخارج للعمل هناك، وكنتيجة لذلك أصبحنا في طلب متزايد للمهندسين الأجانب''· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً ففي نوفمبر الماضي قام لي هي كوك الرئيس والمسؤول الأول عن التكنولوجيا في شركة إل جي الكترونيكس المصنع الأكبر للمعدات المنزلية الإلكترونية في كوريا الجنوبية بزيارة الى روسيا للإشراف على عمليات الشركة في المنطقة· وأثناء تواجده هناك استضاف أحد السمنارات التكنولوجية الذي انصب هدفه الرئيسي على استقطاب أفضل العناصر والكفاءات الروسية في المجال للعمل في مراكز البحوث والتطوير الخاصة بشركة إل جي· ويقول لي ''في هذه البيئة التجارية الدائمة التغيير فإن المحافظة على القوة التنافسية تصبح تحدياً قاسياً· لذا فإن اكتشاف المواهب الصغيرة من كل ركن من أركان المعمورة ليس مسألة خيار وإنما مسألة أساسية من أجل البقاء''· والى ذلك فقد درجت الحكومة على منح تأشيرات خاصة للأجانب من العاملين في مجال التكنولوجيا والتي تسمح لهم بالدخول ومغادرة الدولة بحرية طوال فترة ثلاث سنوات وتتيح لهم العمل في الدولة· وفي خلال فترة الأربعة أشهر الأولى من هذا العام تقدم 88 أجنبياً بطلبات لنيل ما يسمى بـ''الكارت الذهبي'' وفقاً لمؤسسة التكنولوجيا الكورية· أما في العام الماضي كان قد تقدم 30 شخصاً بطلبات للتأشيرة معظمهم من المهندسين والباحثين اليابانيين المتقاعدين وكبار المحترفين في مجال التكنولوجيا من روسيا· وعلى الرغم من أن كوريا الجنوبية أصبحت ورشة تكنولوجية عالمية بعد أن تمكنت شركات مثل سامسونج وإل جي أن تتقدم في طليعة الشركات التي تقود ثورة المتوحد الرقمية، إلا أن الدولة ما زالت تعاني من النقص في الأفذاذ من الباحثين والمهندسين بسبب جزئي يعود الى تردد الشباب من الطلاب في التخصص بهذا المجال· ولكن النقص في أعداد الخريجين في هذا المجال ليس هو السبب الرئيسي في معظم المشاكل التي تحيط بالصناعة وإنما نوعية وكفاءة هؤلاء الخريجين والتي جعلت الشركات تزعم أنهم غير مزودين بالمهارات والخبرات المناسبة التي تؤهلهم للعمل في المواقع· ووفقاً لدراسة أجرتها وزارة التجارة في العام الماضي فهنالك حوالى 400 ألف مستخدم يعملون في قطاع التكنولوجيا وهم يشكلون 14,6 في المائة من إجمالي القوى العاملة في الدولة· وبرغم ذلك فإن الدولة ما زالت في حاجة لـ 30 ألف مهندس وباحث إضافي· كما أن هذا النقص أكثر حدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات حيث تشير تقديرات الطلب على مطوري برامج المعلومات الى نقص بحوالى 10 آلاف مهندس· وكانت كوريا الجنوبية قد أعلنت عن نمو سنوي غير مسبوق في الاستثمارات في مجال البحث والتطوير لعام 2004/2005 بمعدل بلغ 40 في المائة· وعلى سبيل المثال فإن شركة سامسونج إلكترونيكس أكبر شركة تكنولوجية من ناحية القيمة في كامل القارة الآسيوية زادت من إنفاقها على البحث والتطوير الى أكثر من الضعف وبمستوى 5400 مليار وون خلال فترة السنوات الخمس الماضية وبنسبة تشكل 9,4 في المائة من إجمالي إيراداتها السنوية· وتستخدم الشركة حالياً 30 ألف باحث ومطور يمثلون 38 في المائة من إجمالي القوى العاملة وهي تتطلع الى توظيف 4 آلاف باحث إضافي في هذا العام· ويشار أيضاً الى أن كلاً من شركتي سامسونج وإل جي تدير مراكز للبحث والتطوير فيما وراء البحار لتطوير المنتجات المفصلة على مختلف أذواق المستهلك ومن أجل استخدام وتوظيف المهارات المحلية· كما أن سامسونج لديها 10 مراكز للبحوث في وراء البحار بما فيها قواعد في الولايات المتحدة والصين والقارة الأوروبية· أما شركة إل جي فلديها 12 مركزاً للبحوث في الأسواق الخارجية تدير عدداً من البرامج المصممة خصيصاً للمواهب في تلك الدول· ففي الهند درجت شركة إل جي على توظيف الخريجين من معهد بنجالور لتكنولوجيا المعلومات في الهند والخاص بتطوير برامج معلومات الموبايل في مركز البحوث التابع لها هناك· أما في روسيا فقد عمدت الشركة لتوظيف باحثين للعمل في مركز أجهزة الموبايل الخاص بها في مدينة سانت بطرسبرج· إذ يقول يون دو هوم مسؤول الاستخدام في إدارة البحوث والتطوير في شركة إل جي ''نحن في حاجة ماسة الى جعل تطوير منتجاتنا أكثر محلية في تلك الدول حتى نخرج بمنتجات تناسب جميع الأسواق في العالم''· على إن سوق الوظائف الكوري في تكنولوجيا المعلومات من المرجح أن يبقى على حاله يعاني من النقص في الكفاءات لفترة السنوات القليلة القادمة وفقاً لاستبيان أجرته بوابة البحث من الوظائف المحلية ''انكرويت'' على الإنترنت· وكشف هذا الاستطلاع عن أن 74 في المائة من شركات تكنولوجيا المعلومات المسجلة في الدولة والبالغ عددها 103 شركات ذكرت بأن لديها خططا لتوظيف المزيد من العمالة في هذا العام· ولكن النقص في العمالة التكنولوجية الأعلى مهارة أصبح أكثر خطورة في الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بسبب افتقادها للأموال اللازمة· وكنتيجة لذلك فقد أصبحت الحكومة تخطط لتدريب 30 ألف مهندس في مجال الصناعة خلال فترة السنوات الخمس القادمة· ولكن أحد المراقبين مضى يقول ''إن المسألة لا تتعلق بالكمية بقدر ما تختص بالنوعية والكفاءة، إذ أننا نحتاج الى المزيد من الباحثين على المستوى العالمي''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©