الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

طلال سالم: ماذا قدمت المؤسسات للثقافة؟

28 يوليو 2014 01:05
شارك الشاعر الإماراتي طلال سالم في برنامج «أمير الشعراء» في نسخته الأولى، وتأهل ضمن 35 شاعراً وحصل على لقب «شاعر الشفافية». في هذا اللقاء يتحدث سالم، عن تجربته الشعرية، وعن نصادرها، سواء في معانيها الوطنية أو الإنسانية. يقول طلال سالم: إن الإمارات تعيش هذه الأيام الذكرى العاشرة لرحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مؤسس الرفاهية والحضارة. وفيها نستذكر زايد الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا واهتم بها، وكانت له أياد بيضاء على الحركة الشعرية والأدبية بالدولة. اهتم بتأسيس الإنسان وإعداده ليكون قادراً على المساهمة في البناء والتطور. زايد ذلك الامتداد إلى الجذور. . والانطلاق إلى العالم، زايد امتداد ظل النخيل وعبقرية العطاء للعطاء بلا انتهاء، رسم خارطة للسعادة ويد تمتد قبل أن تُطلب للبعيد والقريب، زايد الخير والبحر والبيئة والأرض والنخلة والصحراء والأصالة والتراث. زايد الذكرى التي لا تموت. . والاحتفاء بحياتنا كلما مرت صورته، وكلما مرت حكمته، وكلما ارتجف صوته في قلوبنا بالصدق والنقاء. زايد. . وكلما ذكرته آمنت أن العظماء لا يرحلون وأنهم يخلفون وراءهم كنوزاً من حكمة وفكر، وأنهم مدارسنا التي نحياها دون أن ندرس في فصولها وندرك مناهجها بالزمن الذي يثبت هذه الرؤى أمامنا لنقهر بها المستحيلات. وأشار طلال إلى أن الساحة الثقافية الإماراتية مليئة بالعطاء والحراك من خلال الاجتهادات الفردية والعمل المؤسسي، لكنني أرى أن العمل المؤسسي لم يرق بعد لمتطلبات التطور السريع، والسبب أن الكثير من القائمين على هذه المؤسسات لا يستوعبون تشكل الثقافة في المجتمع ولكنهم يديرون أنشطة عددية بلا تراكم ثقافي وتأثير حقيقي، والشاهد من الأمر أن هذه الأنشطة لم تتمكن من أن تخلق نجماً ثقافياً أو شاعراً كبيراً أو كاتب مقالات حقيقياً، لأنها لا تملك آلية لرعاية المواهب وتشكيلها والتسويق لها بالشكل الذي يحقق هذا التراكم المعرفي ويخلق قراء لهذا الكاتب. وأضاف طلال سالم: لفت انتباهي في الفترة الأخيرة انتشار روح شبابية في الكتابة، وأطالب اتحاد الكتاب أن يفتح باب العضوية كي تدخل هذه الدماء الجديدة في إدارة الحراك الثقافي في الإمارات، وأن يكون هناك استيعاب ونقد حقيقي لتجارب الشباب بعيداً عن المجاملات والتحطيم. عن الإبداع وماهية الإبداع يقول سالم: الإبداع هو الخروج عن السائد والبحث عن طرق جديدة للابتكار والتجديد والخوض في تحديات من خلال آفاق أو إلهام يشكل للبشرية علامة فارقة في التجديد. وأضاف: إن التفكير خارج الاعتياد يحتاج درجة معينة من الذبذبات التي يعمل بها العقل ليكون في مرحلة الإبداع، وهذه المرحلة لا تأتي إلا من خلال الراحة الجسدية والعاطفية والعقلية، والتركيز على الهدف وتوجيه العقل نحو الفكرة وتجاهل ما يحدثه الآخرون من تشتت للفكرة لجهلهم ماهية الإبداع. وتابع: نحتاج كل العقول التي تغير خارطة التفكير، نحتاج أن نوفر المناخ والآليات والوسائل لها في مدارسنا وجامعاتنا، وأن نترك مساحة كافية لأطفالنا أن يتحدثوا ويتخيلوا عالماً مختلفاً لأن نقاء الطفولة قادر على أن يخلق من الإبداع ما يغير الحياة لحياة أجمل وأروع. وأكد طلال سالم على أن بناء الفرد هو الأساس في بناء المجتمع، وتحفيز الإبداع والطموح والعطاء ينطلق من الفرد وتشجيع المجتمع، وهنا نحتاج أن نلتفت إلى كيفية تشكل شخصية الفرد في المجتمع خصوصاً المجتمعات المنفتحة على العالم لأن الإنسان الذي لا يشكل شخصية متفردة تثق برأيها وبذاتها لا يمكنه أن يشكل إبداعاً وانطلاقاً خارج الحدود المألوفة. عن التكريم والجوائز الأدبية يقول طلال سالم: إن من يرى ساحات الجوائز يجد أن الكثير من اللجان التي وضعت لتقييم الأعمال المشاركة لم تغير أسلوبها ومعاييرها التي لا تخلو من المجاملات وتهميش تيارات أدبية وعطاءات مختلفة تستحق التكريم. إن عملية التقييم تحتاج إلى أمانة وموضوعية لاكتشاف من هو المبدع الحقيقي. حتى نستطيع أن نؤسس حركة ثقافية تراكمية إبداعية تقوم على جودة المنتج الذي يشكل ثقافتنا التي ستبقى للتاريخ وسيتناقلها الأجيال. . عن أعماله المستقبلية قال طلال: أعمل حالياً من خلال مؤسستي جميرا للنشر والتوزيع على نشر الكتب واستيعاب سلعة الثقافة لتصل إلى أكبر شريحة وبأسهل الطرق وذلك كي تنتشر القراءة وتفك القطيعة بين المثقف المتقوقع والجمهور. وأضاف: وهنا نحتاج قيادات ثقافية حقيقية ونحتاج أن نتخلص من الكثير من الذين يعتلون المنابر دون استحقاق وبالتالي تتشكل صحافة ثقافية حرة خارج المجاملات والمحسوبيات التي تملأ الصحافة الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©