الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة اليوسف تروي قصة هدم منزلها في لوحات ضوئية

فاطمة اليوسف تروي قصة هدم منزلها في لوحات ضوئية
20 يناير 2012
تشارك المصورة الفوتوغرافية فاطمة اليوسف في الدورة الثانية من معرض “تعابير إماراتية 2011”، التي تنظمها شركة التطوير والاستثمار السياحي، إلى جانب تسعة فنانين إماراتيين يقدمون أعمالهم في المعرض، الذي افتتح أكتوبر الماضي، وتتواصل فعالياته حتى 28 يناير الجاري، وهي نتاج ورشة عمل دامت أربعة أشهر تحت الإشراف الفني للمصور العالمي ستيفن شور. ويهدف المعرض إلى تعزيز مكانة الفنانين من خلال التركيز عليهم من قبل مؤسسات المنطقة الثقافية في السعديات، ورعاية مواهبهم عبر التفاعل مع خبراء الفن العالميين. أهمية الفكرة صور اليوسف تعبر عن حالة إنسانية عاطفية إذ استفزها مشهد البيت، الذي ولدت فيه وعرفت فيه أبجديات الحياة الأولى وهو يتهدم، فرأت تأريخ اللحظة وعرضها لتناقش في معرض “تعابير إماراتية”. وتوضح أنها كانت بدأت التقاط الصور التي شاركت بها في معرض “تعابير إماراتية” قبل التحاقها بدورات شور التدريبية، حيث استفزها منظر البيت الذي ولدت وتربيت فيه، وهو يهدم ليحل مكانه بيت جديد، فكانت ترى أن جزء من الذكريات العزيزة على قلبها ستنمحي، ورأت أن تجديد البيت وإعادة بنائه سيدخل الحداثة، ويدمر كل ما هو تقليدي، ويطمس تاريخاً يعني لها الشيء الكثير. إلى ذلك، تقول اليوسف “التدريبات التي تلقينا على يد شور ركزت على الرسالة من الصور، إذ أذكر أن شور قال خلال هذه الورشات إنه يقوم بمساعدة الفنانين على إيجاد أسلوبهم الخاص في التعبير عن مسارهم الفني، لهذا فإن الصور التي تم التقطتها وشاركت بها في المعرض، هي عبارة عن حالة إنسانية، ملتقطة من الروتين اليومي، إذ صورت بيتنا وهو يتهاوى، ولم أصنع أي سيناريو ولا رتبت بشكل مسبق لطريقة التصوير، بل كنت أرقب الكبار والصغار من سكانه يتوافدون عليه ويتطلعون أحياناً من الشرفة، وكأنهم يتطلعون للمستقبل، وانسابت الصور معبرة عن هذا الشعور الذي أظنه سكن كل واحد من أهل البيت، لكن هناك من عبر عن إحساسه، وهناك من فضل الصمت، أما أنا فسكبت مشاعري في هذه المجموعة”. وتضيف “رأيت أن كثيراً من الذكريات والأحداث والتفاصيل التي حفرت على كل زاوية من زوايا هذا البيت، تكاد تنطق، وربطته بالحياة كلها، فاليوم نحن هنا وغداً لا نعلم أين، وهكذا جعلت الكاميرا تتحدث عن أحاسيسي، وأنوي تصوير البيت الجديد، لعمل مقارنة بين البيت القديم والحديث، وهذا يعتبر توثيقاً تراثياً مهماً بالنسبة لي وللأجيال القادمة”. أبلغ من الكلمات تعتبر اليوسف الصورة أبلغ من الكلمات، وتغني عن الحبر والورق، وتقول إنها تتحدث من خلال مجموعتها المعروضة عن موضوع مهم بالنسبة لها، مشيرة إلى أنها تنوي توثيقه من خلال التصوير. وتضيف أن هذه الصور هي نتاج توجيهات شور، وتنبع من صميم إيمانه بأن المصور يجب أن يطرح أفكاراً ويثير أسئلة من خلال أعماله، وينقل واقعاً غير مرئي بالنسبة للمتلقي، فقد تكون الصورة أحياناً محرضة عن البحث والتنقيب في فكر الفنان، ويواصل بحثه في إطار يقرأ الواقع ولا يلغي جمالية الصورة، وتوضح أن شور شدد من خلال الدورات التي قدمها للمصورين المشاركين في تعابير إماراتية على أن تحمل هذه الصور رسالة للمتلقي، وتثير تساؤلات عند المسؤولين أيضا. في هذا السياق، تقول اليوسف، الموظفة في مؤسسة “twofo r54”، إنها تلقت دروساً في فن التصوير على يد الأستاذ طارق الغصين في الجامعة الأميركية بالشارقة، والذي تدين له بمشاركتها في معرض تعابير إماراتية. وتضيف “جاءت مشاركتي في تعابير إماراتية من خلال أستاذي الغصين، الذي كان يقدم دروساً ودورات في فن التصوير الضوئي، ورغم تخرجنا في الجامعة، فإنه تابع مع بعض طلابه الذين أبدوا اهتماماً بهذا الفن ولاحظ شغفهم به، فأخبرنا بالمعرض، وبالورشات التي تسبقه، فقدمت مجموعة من أعمالي، وتم قبولي للدخول في دورات شور”. وتوضح اليوسف أن “شور قال خلال الدورات، الذي سبقت المعرض التي كان يحضرها الفنانين المصورين على مدار أربعة أشهر، إنه يجب التركيز على البحث عن الصورة التي تثير المتلقي تطبيقا لهدف هذه الدورة من “تعابير إماراتية”، حيث تم التركيز على مفهوم الأفكار أكثر من التقنية”. وتضيف “تعلمنا تقنيات جديدة واستعملنا أدوات قديمة، فمثلا دفعنا شور لتجريب الكاميرا الفلمية، وهذا كان مدهشا بالنسبة لي، حيث لم يسبق لي استعمال هذا النوع من الكاميرات”. وتضيف “تعلمت من شور أن المصور هو مرسل الحقائق التي من شأنها التأثير على فهم جديد لواقع مختلف، وذلك لتشكيل هوية إماراتية فنية، وهكذا فإنه استطاع أن يجعلنا نجسد عالمنا وأفكارنا وواقعنا ومخاوفنا أيضا من خلال الصور، ولم يعتمد كثيراً شور على توضيح التقنيات وآليات الصورة بقدر اعتماده على الأفكار والرسالة، حيث كان يقول “أكتبوا يومياتكم من خلال الصورة، وأرسلوا رسائل للآخرين عن الأشياء التي قد لا يولونها عناية ولا ينتبهون لها”، علمنا أن لقطة معينة تثير النقاشات وتفتح أبواب التساؤلات، بل قد تحدث تغيراً في المجتمع، وهو ما نطمح إليه من خلال تعابير إماراتية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©