الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الهجينة حلبة سباق

19 يوليو 2006 23:18
إعداد - عدنان عضيمة: في عالم صناعة السيارات تكون الغلبة في الأسواق لصاحب الأفكار الجريئة التي يمكنها أن تحقق مجموعة مجتمعة من الغايات والأهداف المدروسة· وكانت (تويوتا) الشركة الأولى التي تبادر إلى تصميم وبناء سيارة تحمل ميزات غير مسبوقة تتفق مع الظروف الاقتصادية لأضخم شريحة من مستهلكي السيارات في العالم؛ ومن أهم هذه الميزات انخفاض تكاليف التشغيل والصداقة مع البيئة· وظهرت (بريوس) Prius كأول سيارة هجين تعمل بمحركين أحدهما يعمل بحرق البنزين والآخر كهربائي يستمد طاقته المحركة من مجموعة بطاريات· وكان لهذه الفكرة أن تصطدم في بداية الأمر بالكثير من المشاكل والمعوقات ومنها ارتفاع تكلفة تصنيع السيارة ذاتها بسبب كثرة الأجهزة الإضافية المعقدة الخاصة بتشغيل نظام الدفع الكهربائي، إلا أن رهان شركة تويوتا على أسواق الدفع الهجين كان يمثل استراتيجية بعيدة المدى وحيث توقعت منذ البداية أن تتمكن من تجاوز هذه المشكلة عندما سيزيد الطلب على بريوس للدرجة التي تحوّل خسائرها إلى أرباح ضخمة· ظروف الأسواق وكتب لسلسلة من الأحداث الكبرى التي يشهدها الاقتصاد العالمي أن تعمل لصالح شركة تويوتا، ومن أهمها الارتفاع الكبير في أسعار النفط، وتزايد الأصوات المطالبة بالحفاظ على سلامة البيئة، وصدور القوانين التي تفرض على شركات صناعة السيارات في الدول المتقدمة أن تستجيب منتجاتها للشروط الصارمة المتعلقة بالصداقة مع البيئة· ولهذه الأسباب، سارعت (تويوتا) إلى ترسيخ أقدامها في أسواق سيارات الدفع الهجين عندما عمدت إلى تصميم وبناء أول نسخة هجينة من فئة السيارات الفخمة هي (لكزس آر إكس هايبريد( Lexus RX Hybrid وأطلقتها في الأسواق خلال العام الجاري· وما لبثت أن أعلنت عن نسخة تصورية هجينة أخرى هي (لكزس جي إس 450 هايبريد) بحيث يتم إطلاقها في الأسواق العام المقبل؛ ثم أتبعتهما بأول سيارة هجينة في العالم من فئة رباعيات الدفع· وصدرت مؤخراً تقارير تفيد بأن العديد من صنّاع السيارات عمدوا إلى وضع الخطط التي تنهي عهد استئثار واحتكار تويوتا لأسواق السيارات الهجينة؛ وجاء في تقرير كتبه خبير السيارات هيلتون هولوي مؤخراً في مجلة (أوتوكار) الإنجليزية أن العديد من كبار صنّاع السيارات الأوروبيين بدأوا يستفيقون من غفلتهم وانصرافهم عن هذه السوق الواعدة· ويركز التقرير على مشاريع في هذا الاتجاه تتولى تنفيذها شركات عملاقة لصناعة السيارات مثل: بي إم دبليو وديملر كرايسلر وجنرال موتورز· وأفاد مصدر خبير بأن هذه الشركات الثلاث تنشغل الآن في تصميم نظام جديد لنقل الحركة وصف بأنه سيحقق ثورة جديدة في صناعة سيارات الدفع الهجين· وبما أن الهدف الأساسي من هذه التكنولوجيا يكمن في اقتصاد الوقود إلى أقصى الحدود، فإن الشركات الثلاث تعقد على هذا الابتكار الآمال الكبيرة لتحقيق نجاح يحقق لها التفوق على شركة تويوتا في الأسواق· وأشارت هذه المصادر أيضاً إلى أن السيارات الهجينة التي يتم تطويرها بناء على النظام الجديد تضم سلسلة من المحركات الكهربائية الأصغر من تلك التي كانت تستخدم في السيارات الهجين التي تبنيها تويوتا، مما يحقق فرصة تخفيض حجوم الأدوات في هذا النوع من السيارات· مشاريع ويتضح من هذا السجال أن تطوير السيارات الهجينة أصبح ميداناً لتنافس حامٍ بين كبريات الشركات العالمية· مما ينبئ بأن هذه الصناعة سوف تحقق المزيد من التطور في المستقبل القريب· وتتركز الجهود الآن على تطوير (الدفع الهجين بالنظام الثنائي) الذي يقصد منه تحسين الأداء وتخفيض الطاقة المستهلكة في كل من نظامي الدفع بمحرك الاحتراق الداخلي والكهربائي وبحيث لا يتطلب الأمر استخدام بطاريات ضخمة لاختزان الطاقة· ولم تكن مرسيدس غائبة عن هذا السجال التقني المثير، بل عمدت إلى (تطعيم) سيارتها الفاخرة ذات الاستخدامات الرياضية (إم-كلاس) M-Class بنظام الدفع الهجين الثنائي بعد أن عمد عشرات الخبراء والمهندسين إلى تطوير كل من المحرك وعلبة السرعة من أجل تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والتكيف مع نظامي الدفع بطاقة محرك الاحتراق الداخلي ومجموعة المحركات الكهربائية· ومن المنتظر أن تكون أولى السيارات المجهزة بنظام الدفع الهجين الثنائي التي سيتم إطلاقها في الأسواق، كل من سيارة الاستخدامات الرياضية (دودج ديورانجو) و(شيفروليه تاهو)، لتتبعهما بعد ذلك النسخة الصالون من سيارة (كاديلاك سي تي إس) ثم نسخ المرسيدس (إم، وجي، وإس -كلاس)· وتبقى ضرورة الإشارة إلى أن (الدفع الهجين بالنظام الثنائي) بالغ التعقيد من النواحي الميكانيكية، وللدرجة التي تجعل الحديث عن طريقة عمله يمثّل متاهة علمية حقيقية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذا لا يغير أبداً من الحقيقة التي تفيد بأنه سيحدث ثورة حقيقية في عالم صناعة السيارات الهجينة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©