الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المافيا تصطاد اليخوت الفاخرة في الريفيرا الفرنسية

19 يوليو 2006 23:19
إعداد ـ محمد عبد الرحيم: ازدادت سرقة الزوارق في الريفيرا الفرنسية بعد أن اكتسبت عصابات المافيا من أوروبا الشرقية المزيد من الجرأة واندفعت مؤخراً في سرقة اليخوت الفاخرة· ولم تكن عمليات ''اختطاف الزوارق''، كما أسماها أحد المقيمين في الساحل اللازوردي، معروفة في المنطقة قبل عقد من الزمان لكنها أصبحت الآن تمثل تهديداً حقيقياً لملاك اليخوت ومنظمي العطلات والرحلات بالإضافة إلى قوات خفر السواحل الفرنسية التي عمدت إلى مضاعفة جهودها من أجل التصدي للقراصنة الجدد· وكما ورد في صحيفة الديلي تيليغراف مؤخراً يقول الكولونيل دومينكو جريمالدي قائد قوات خفر السواحل في البحر الأبيض المتوسط ''بالقليل من المعرفة فإن اختطاف ''يخت فاخر'' يصل طوله إلى 25 متراً أصبح أكثر سهولة من سرقة دراجة بخارية''· وأضاف: ''لا يحتاج الأمر من اللص سوى القيام بكسر باب الكابينة ثم سحب كيبل التشغيل فيندفع الزورق مبحراً''· وفي الوقت الذي كان فيه الكولونيل جريمالدي يمسح الأفق بمنظاره المكبر من على منصة في زورقه كان هناك يخت يبلغ طوله 40 قدماً يتجه من سانت تروبيز باتجاه البحر المفتوح وسرعان ما قفز اثنان من قوات حرس السواحل إلى زورق حكومي بدأ في مطاردة اليخت قبل أن يتمكنا في دقائق معدودة من الوصول إليه· ويقول احد أفراد القوة بعد عودتهم من المهمة: ''كانت لدينا معلومات تشير إلى امكانية سرقة احد اليخوت بنفس هذه المواصفات لكنها لم تكن عملية سرقة''· وفي غضون فترة السنوات الخمس الماضية تمت سرقة 1000 زورق من هذه المارينا البحرية وبشكل رئيسي على طول الساحل ما بين مدينة نيس وكان معظمها من الزوارق الصغيرة· ويضم العدد 32 يختاً فاخراً وعبارات صغيرة فخمة يبلغ متوسط سعرها حوالي 3 ملايين جنيه استرليني· ولأن المياه الإقليمية لكل دولة تنتهي بعد 12 ميلاً وتصبح بعدها مطاردة المجرمين شأناً دولياً، فإن الأمر لا يستغرق من عبارة تبحر بسرعة 20 عقدة سوى 45 دقيقة فقط لكي تجتاز المياه الإقليمية الفرنسية· وبمجرد أن يختفي صاحب الزورق عن الأنظار في مهمة للتسوق أو تناول وجبة في مطعم على الساحل، يقفز اللصوص إلى الزورق ويبتعدون به إلى المياه الدولية· وقال الملازم جين مكارك موجير نائب قائد القوة ''ظلت هذه العصابات تسرق الزوارق في عمليات منظمة حيث ينفذون عمليات استطلاع مسبقة ولديهم معلومات كافية عن الموعد الذي يصبح فيه الزورق جاهزاً عند غياب أصحابه· ولديهم أيضا خريطة جاهزة لمسار الهروب كما أنهم يأتون وهم مزودون بكميات كافية من الوقود''· وبمجرد أن يصبح اللصوص بمأمن من مطاردة الشرطة عادة ما يبحرون إلى دول أخرى على البحر الأبيض المتوسط، ثم يقومون ببيع السفن المسروقة بعد إعادة طلائها وتسجيلها باسم آخر إلى شبكات العصابات الإجرامية الروسية والأوكرانية· وقال الكولونيل جريمالدي ''انه نوع من غسل الأموال'' وهذه اليخوت المسروقة يتم استخدامها أيضا في عمليات الإتجار في المخدرات والأسلحة· ولا يزال احد رجال العصابات من ليتوانيا مطلوباً للعدالة بتهمة تهريب المهاجرين إلى داخل بريطانيا على يخت تم سرقته من سانت تروبيز في الريفيرا الفرنسية· ولإحباط عمليات القرصنة الواسعة الانتشار تقترح قوات خفر السواحل الفرنسية تركيب أنظمة مبسطة تعمل على إطلاق إنذارات للشركات المتخصصة في أعمال المراقبة عبر هاتف الموبايل بتكلفة لا تزيد على كسر من تكلفة الزورق· كذلك فإن تركيب نظام يعمل بالأقمار الاصطناعية لتحديد المواقع يمكن أن يحدد موقع الزورق المسروق في اللحظة المناسبة وفي ظل غياب أجهزة الإنذار فإن قوات خفر السواحل لا تعلم في معظم الأحيان عن عملية السرقة إلا بعد أسابيع طويلة خاصة في موسم الشتاء عندما يسافر أصحاب اليخوت إلى الخارج· وكما يقول الكولونيل جريمالدي: ''إذا توفر لنا أن نعلم عن عملية السرقة في الوقت الذي تتم فيه فسيصبح بإمكاننا جلب زوارق الدورية وحتى الطائرات العمودية من أجل إيقاف اللصوص· أما بخلاف ذلك فإن التحقيقات قد تستغرق سنوات بأكملها وتتطلب التعاون من دولة ثالثة ربما تكون على غير علم بالحادثة في أغلب الأحيان!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©