الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بريطانيا وألمانيا وفرنسا تجلي رعاياها من ليبيا

بريطانيا وألمانيا وفرنسا تجلي رعاياها من ليبيا
28 يوليو 2014 01:15
تصاعدت المعارك الدامية بين الميليشيات الليبية المتنافسة أمس حيث سقط عشرات القتلى والجرحى في طرابلس وبنغازي، وهو الأمر الذي دفع المزيد من البعثات الدبلوماسية وفي مقدمها بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى دعوة رعاياها للمغادرة فوراً. وقال مصدر أمني «إن المعارك احتدمت بين الميليشيات الإسلامية المدعومة من كتائب مصراتة من جهة وكتائب الزنتان التي تسيطر على محيط منطقة المطار من جهة ثانية، وقد استخدم الجانبان مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية». وأكد سقوط عدد من القتلى والجرحى في القصف الذي طال إضافة إلى المطار، عدة أحياء في جنوب العاصمة، لكن لم يحدد أي أرقام. فيما أفادت حصيلة نشرتها وزارة الصحة الليبية عن مقتل 97 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 400 آخرين بجروح منذ بدء المعارك بين الميليشيات في 13 يوليو، وذلك استناداً إلى تقارير من 8 مستشفيات عامة في طرابلس وضواحيها. من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إلى مقتل 23 عاملا مصرياً بقذيفة على منزلهم في العاصمة الليبية. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن علاء حضورة رئيس الجالية المصرية في ليبيا قوله «إن العمال لقوا مصرعهم بعد سقوط صاروخ جراد على مسكنهم بإحدى المزارع بمنطقة الكريمية في طرابلس ما أدى لمقتلهم جميعاً». وأوضح عبدالعاطي أنه جار التنسيق مع وزارة الداخلية الليبية لنقل جثامين المصريين خارج منطقة الاشتباكات بطرابلس، ومن ثم فحصهم والتعرف على هويتهم، تمهيداً لإعادتهم لأرض الوطن في أسرع وقت ممكن، متابعاً أن الوضع في منتهى الفوضى بالعاصمة الليبية، مناشداً المصريين بسرعة اللجوء لمناطق أكثر أماناً أو الاتجاه فوراً إلى الحدود الليبية التونسية عند منطقة رأس جدير. وأشارت وزارة الخارجية المصرية إلى وجود طاقم قنصلي مصري علي الجانب التونسي من الحدود لتسهيل عودة المصريين وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات التونسية مع الالتزام بتعليمات الجانب التونسي بضرورة حمل تذكرة طيران من تونس للقاهرة ومبلغ محدود من المال. وأهابت برعاياها مجدداً بالامتناع الكامل عن السفر إلى ليبيا في هذه الظروف الأمنية الصعبة التي يخاطر فيها الفرد بحياته. وفي بنغازي، سقط 38 قتيلا و50 جريحاً خلال معارك بين ميليشيات متطرفة وقوات من الجيش. وقال مصدر عسكري «إن مجموعات متشددة شنت هجوماً على مقر كتيبة القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني جنوب وسط المدينة وتلت ذلك معارك مع الجنود بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وأبلغ مصدر من القوات الخاصة «رويترز» أن الاشتباكات شملت طائرات مقاتلة تضرب مواقع المسلحين من أعضاء جماعة أنصار الشريعة وجماعة أخرى في المدينة. وأضاف المصدر العسكري الذي طلب عدم كشف هويته أن الهجوم كان يهدف للاستيلاء على المعسكر الذي يضم نخبة الجيش الليبي، وأشار إلى أن عدداً من القتلى والجرحى في صفوف العسكريين سقطوا خلال دفاعهم عن المعسكر الذي يعد خط الدفاع الأخير عن بنغازي»، لافتاً إلى أن سقوطه يعد سقوطاً للمدينة في أيدي المتشددين، وتابع «لقد تمكن هؤلاء الثوار السابقون والذين معظمهم ينتمون للتيار الإسلامي من الاستيلاء على مقرات تابعة للجيش وللقوات الخاصة والصاعقة منذ أسبوع، ولم تتوقف هجماتهم منذ ذلك الحين». وقال مصدر طبي «إن مركز بنغازي الطبي تلقى خلال الساعات الماضية جثث 28 شخصاً بينهم مدنيون وعسكريون إضافة إلى قرابة الخمسين جريحاً آخرين». وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «أن العسكريين قتلوا وأصيبوا خلال الاشتباكات في محيط معسكر القوات الخاصة فيما قتل عدد من المدنيين وجرح آخرون منهم جراء سقوط قذائف صاروخية عشوائية على منازلهم». إلى ذلك، دعت بريطانيا رعاياها إلى مغادرة ليبيا فوراً، لاسيما بعد مهاجمة موكب لسفارتها في طرابلس، لكن دون سقوط ضحايا. وقال المتحدث باسم السفارة بوب فيليبسون «تعرض موكب للسفارة إلى محاولة سرقة سيارة، وأطلقت أعيرة نارية على عرباتنا، لكن جميع العاملين بالسفارة بخير ولم يصب أحد». فيما جاء على موقع وزارة الخارجية البريطانية الإلكتروني في التوصيات الموجهة للمسافرين «بسبب كثافة المعارك في طرابلس وعدم الاستقرار في كل أنحاء ليبيا، تحذر وزارة الخارجية من أي سفر إلى ليبيا. وعلى الرعايا البريطانيين في ليبيا أن يغادروا الآن»، وأضافت «أن سفارة بريطانيا لا تزال مفتوحة لكن مع عدد قليل من الموظفين. . إن قدرة السفارة على تقديم مساعدة قنصلية في ليبيا محدودة جداً». ودعت ألمانيا أيضاً كل رعاياها إلى مغادرة ليبيا، وقالت وزارة الخارجية «إن الوضع بالغ الغموض وغير مستقر، وأضافت «أن الرعايا الألمان يواجهون خطر التعرض المتزايد للخطف والاعتداءات». كما طلبت فرنسا من رعاياها في ليبيا المغادرة بسبب تدهور الوضع الأمني، ودعت وزارة الخارجية في بيان جميع رعاياها إلى الاتصال بأسرع ما يمكن بسفارتها في طرابلس». وكانت الولايات المتحدة التي توجد سفارتها بطرابلس على طريق المطار حيث تدور معارك، أخلت موظفيها الدبلوماسيين السبت براً تحت غطاء جوي. وأوصت بلجيكا اعتباراً من 16 يوليو رعاياها بمغادرة ليبيا. كما أصدرت كل من تركيا وإسبانيا ومالطا التوصيات نفسها. ونصحت دول أوروبية مثل البرتغال والنمسا ورومانيا وسويسرا وهولندا والسويد والنرويج والدنمارك وفنلندا رعاياها بتجنب السفر إلى ليبيا. وأعرب رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني عن بالغ أسفه لقرار الولايات المتحدة تعليق عمل سفارتها في طرابلس وسحب جمع موظفيها من البلاد، وقال إن العملية جرت بالتنسيق الكامل مع حكومته، وأضاف أن الولايات المتحدة تستمر في دعم ليبيا، مؤكداً أنها الدولة الوحيدة التي قررت سحب بعثتها بشكل مؤقت. وناشد المجتمع الدولي تقديم الدعم الذي تحتاجه ليبيا من أجل إخراجها من أزمتها الأمنية. بينما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن العاملين بالسفارة الأميركية في طرابلس سيعودون إلى هناك لممارسة مهامهم عندما ستسمح الظروف الأمنية بذلك. وعبر مندوبون من الجامعة العربية والولايات المتحدة ودول أوروبية عن قلقهم من الوضع في ليبيا وقالوا إنها بلغت مرحلة حرجة ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار. وجاء في بيان بعد اجتماع في بروكسل «ينبغي أن تلعب الأمم المتحدة دوراً بارزاً في التوصل لوقف إطلاق نار بالتنسيق مع الحكومة الليبية وغيرها من الأطراف الداخلية وبدعم كامل من المبعوثين الدوليين ونامل أن توافق على البدء في حوار سياسي شامل». (طرابلس، عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©