السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المخلفات تشوه جمال الأماكن العامة

المخلفات تشوه جمال الأماكن العامة
28 يوليو 2014 14:24
بعد انتهائها من معايدة ذويها وأهل زوجها وبقية الأقارب، لم تجد شيخة متنفسا للترفيه خلال إجازة العيد الطويلة إلا في أحد المراكز التجارية المكيفة، وقررت قضاء وقت ممتع بين اللعب في صالة الألعاب وتناول وجبات غذائية مع صغارها الثلاثة في ركن المطاعم، وشراء ألعابهم المفضلة. قضى أطفال شيخة أربع ساعات في صالة الألعاب، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالجوع، وطلبوا من أمهم الذهاب إلى ركن المطاعم، لاختيار وجباتهم المفضلة، وفوجئت بازدحام المكان بالأسر والعائلات، ووقفت في إحدى زواياه تنتظر فراغ طاولة من زبائنها، وبعد مرور ربع ساعة تقريباً، أخلت عائلة طاولة، لتهرول شيخة وأطفالها إليها خشية أن يسبقهم أحد. استاءت شيخة من مشهد الطاولة التي تناثرت عليها بقايا الطعام والعصائر وأوراق «كلينكس»، ولم تجد خياراً آخر سوى الرضوخ والجلوس على طاولة غير نظيفة، ولم تنتظر النادل لتنظيفها، فقامت هي بما تقدر عليه، وما أن انتهت من التنظيف حتى جاءها أحدهم معتذراً لتأخره في القدوم لانشغاله بتنظيف طاولات عدة. بعد أن قضت العائلة وقتها بين شراء طلبات أطفالها، وتناول ما يرغبون من الوجبات والانتهاء منه، قرر الجميع الانتقال إلى محل بيع ألعاب الأطفال للتنزه فيه، وبدا الوجوم على وجه شيخة عندما همت بالنهوض من الكرسي نتيجة لالتصاق طرف شيلتها بأعلى ظهر الكرسي، وحين حاولت فك الشيلة إذا بعلكة ملتصقة بها، ولسوء حظها عطبت شيلتها التي اشترتها بمبلغ كبير، وذهبت قيمتها أدراج الرياح، لعدم قدرتها أو حتى الخياط على إصلاحها. لا تخلو أي إمارة في الدولة من المرافق العامة لمرتاديها، حيث تنتشر «مراكز التسوق» بأجوائها الجميلة والجذابة، ما يدفع الناس للخروج إليها بحثاً عن الراحة والاستجمام والترفيه خلال إجازة العيد. ورغم ما تقدمه هذه الأماكن لزوارها، نجد في المقابل إهمالاً من بعض الأسر في الحفاظ على النظافة وإلقاء الفضلات في الممرات متناسين أهميتها والعودة إليها مرة أخرى للترفيه. نسرين معين، موظفة، وأم لطفلين، تقول: خلال تجوالي بالمراكز إهمال بعض الأسر الجالسة في ردهة المطاعم في الحفاظ على النظافة حيث يتركون الطاولة بعد انتهائهم من تناول وجبات الطعام مليئة بالفضلات والمخلفات لتنتشر فوقها، وتحتها في منظر غير حضاري، ويتحول المكان إلى مكب للنفايات، رغم احتوائه على أحدث وسائل الراحة والديكورات، ليتحول مع هذا المشهد إلى مكان غير جذاب. إهمال الأسر أما عماد عناني فيرى أنّ غياب رقابة أولياء الأمور على أطفالهم والخادمات والمربيات هو السبب في التصرفات الطائشة بإلقاء مخلفات الحليب وعبوات الشيبسي والحلوى الفارغة على أرضيات المول. وقال إن الأسر المهملة تعزز وترسخ ثقافة عدم المحافظة على نظافة الأماكن العامة في عقول أطفالها، ولهذا تشهد المراكز التجارية خلال إجازة العيد تكدساً لمخلفات مرتاديها رغم أن عمال النظافة يمارسون مهام التنظيف على مدار الساعة، ولكنهم غير قادرين على ملاحقة الزبائن المهملين وتنظيف مخلفاتهم. ويضيف: مشاهد إلقاء النفايات والمخلفات في أركان المطاعم في المراكز، تتسبب في أزمة نفسية، مما يدفعني إلى عدم الإحساس بالراحة في تلك الأركان لعدم نظافتها وقد يكون عامل النظافة قام بتنظيفه بشكل سريع، ولهذا أفضل التنزه فقط في المراكز التجارية وشراء وجبات غذائية وحملها معي إلى المنزل بعيداً عن الأماكن غير النظيفة. عزوف عن المراكز وتفضل صابية علي، البقاء بطفلتيّها في المنزل وسط أجواء العائلة خلال إجازة العيد، وترفض ارتياد المراكز التجارية لتحولها لمكب نفايات لأطفال بعض الأسر، في حين تنشغل الأمهات بالأحاديث مع أزواجهن أو صديقاتهن من دون الاكتراث بمراقبة أطفالهن الذين يعتقدون أن إلقاء نفاياتهم أمر طبيعي. وترى مريم المازمي، موظفة، أن الأسر اعتادت خلال موسم الشتاء التنزه في الأماكن المفتوحة، واستغلال هذه الفترة في الترفيه عن الأبناء وإتاحة الفرصة أمامهم للعب في مساحات شاسعة حيث يترك لهم العنان للتصرف على أهوائهم، يلقون مخالفاتهم براحة، وقد بات ذووهم للأسف يمارسون ذات السلوك غير الحضاري، ونظرا لارتفاع درجات الحرارة خلال إجازة عيد الفطر، فإنّ أولئك الذين اعتادوا ممارسة سلوكيات بعيدة عن النظافة في الأماكن المفتوحة يعودون إليها في المراكز التجارية. وتؤكد أنها تحاول اغتنام فرصة العيد والترفيه عن نفسها وقريباتها في التنقل بين المراكز التجارية، التي أنفقت الدولة عليها مبالغ باهظة، من أجل راحة الناس وسط أجواء نظيفة. وتقول لطيفة محمد راشد، رئيس قسم التغذية في مستشفى القاسمي: تتفاعل بقايا الأطعمة ومخلفاتها مع ارتفاع درجة الحرارة، لتتحول بعد ذلك إلى بيئة نشطة لتكاثر البكتيريا الضارة بصحة الإنسان الذي يلامسها، إذ قد يصاب بأمراض فيروسية عدة مثل الإسهال والاستفراغ والزكام وغيرها. وأضافت: يتوجب على الذين يشوهون الأماكن العامة التي يرتادونها بإلقاء مخلفاتهم وفضلاتهم، عدم إغفال مسألة مهمة تتعلق بتأثيرات ايجابية عدة لارتياد تلك الأماكن واستخدام مرافقها لا سيما في الجو الحار، فعندما يخرج الفرد إلى هذه الأماكن يشغل ذهنه وسلوكه في كيفية قضاء وقته داخل المكان الذي وجد فيه، ويتأثر هذا الانشغال بما حوله من مناظر جميلة والتواصل بين أفراد أسرته والمحيطين به، إضافة لاكتساب الفرد سلوكيات الآخرين من مرتادي المركز المتسمة بروح الجماعة. ولفتت إلى أن الدولة تركز على توفير الخدمات التي ترفه عن الناس، وتسهم في الاستمتاع وقضاء أجمل الأوقات عبر رصد ميزانيات لإنشاء أفضل المراكز التجارية. وطالبت بضرورة عمل الأبوين على تثقيف أبنائهم في شأن المحافظة على بيئة المكان الذي يرتادونه، وتزويدهم بمعلومات حول سلبيات إلقاء المخلفات على الأرضيات. إدارات المراكز التجارية وقال عبدالله الخميس، مدير الموارد البشرية والاتصال الحكومي في مركز ميجا مول: إلقاء بعض مرتادي المراكز التجارية النفايات ظاهرة مجتمعية نتمنى التخلص منها، حيث يتوجب ترسيخ ثقافة المحافظة على نظافة المكان الذي يرتاده الإنسان من البيت أولا، فعندما يتم تدريب الطفل على نظافة الحدائق العامة والمولات، فسيمارسها تلقائيا عندما يكبر لتصبح مسلكاً حياتياً حضارياً. ويرصد مشاهد عدة لبعض الأسر، بالقول: مشهد الأطفال وهم يلقون الأوساخ على الأرض مع عدم اكتراث الأبوين لسلوكياتهم أكثر المشاهد التي نصادفها بشكل يومي فما بالك بموسم عيد الفطر، وإدارة المركز لا تستطيع سوى تنبيه حراس الأمن لمسألة منع الأطفال من إلقاء النفايات، والمؤسف حيال ذلك أنّ رد فعل الأبوين يتسم بالسلبية والعصبية ومناشدة رجال الأمن عدم إخافة أطفالهم وأنهم لا يملكون الحق بتنبيه أطفال صغار، الأمر الذي يضطرنا إلى التزام الصمت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©