الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جناح اليمن.. عراقة الماضي فـــــي «زايد التراثي»

جناح اليمن.. عراقة الماضي فـــــي «زايد التراثي»
24 ديسمبر 2016 21:39
اليمن السعيد حضارات ضاربة في عمق التاريخ، حيث مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير، كل هذا يظلل الجناح اليمني في مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنتجاته، فالعسل اليمني المعروف بالجودة والنقاء، والعقيق بأشكاله المختلفة والعطور والملابس القديمة والخناجر اليمنية التي ترجع إلى أزمان قديمة، ففي جناح اليمن كان يطل عبق التاريخ ورائحة الماضي بين الدكاكين التي اتخذت أشكالاً تراثية وراح روادها يتفاعلون مع جمهور المهرجان بجمال وود يعرضون جزءاً عريقاً من أحوالهم وعاداتهم وتقاليدهم ومنتجاتهم اليدوية التي صنعتها الأيادي الماهرة التي لا تزال تغزل السجاد بألوانه المختلفة وتنمق المسابح والعقود التي تتألق بالعقيق. أشرف جمعة (أبوظبي) تلمع في أجواء المكان والزمان عبر رحلة ممتدة من التقاء الحضارات والثقافات في «زايد التراثي» في منطقة الوثبة في أبوظبي، الذي يجمع الشعوب في بوتقة الموروثات الشعبية الأصيلة ويعمِّق ثقافة الحضور ويدفعهم إلى الالتقاء عبر التراث الذي يشف عن منابع الجمال عند كل المشاركين، لآلئ اليمن السعيد، وتغوص في أعماق الماضي بموروثها وحضارتها الممتدة عبر الزمن. حرف أصيلة بدت على الجناح اليمني في مهرجان الشيخ زايد التراثي ملامح البهاء، حيث الجمهور الذي تدفق في ساحته يبحث عن الصناعات التقليدية التي تميز بها الحرفيون في اليمن السعيد، حيث يقول مشرف الجناح خالد سرور: «يجمع الجناح اليمني في مهرجان الشيخ زايد التراثي نحو 15 عارضاً تنوعت منتجاتهم اليدوية التي تشتهر بها اليمن والتي تتميز بغزارة الصناعات اليدوية لاشتمالها على حرف أصيلة أتقنها السكان وأصبحت من التراث العريق الذي يميزها عن غيرها، ويعد العسل اليمني من المنتجات الشهيرة المعروفة حيث تتعدد أنواعه الطبيعية نظراً إلى أن النحل يعيش في بيئة نقية وهو ما ينعكس على جودة العسل، وقد تفاعل الزوار مع هذه المنتجات عبر الدكاكين التراثية التي تعرضه في أروقة الجناح اليمني. ويلفت سرور إلى أن اليمنيين اهتموا بتربية النحل وإنتاج العسل منذ القدم، وهو يستخدم كعلاج لكثير من الأمراض وللغذاء والتقوية بشكل عام نظراً لمنافعه الكثيرة خصوصاً أن النحلة اليمنية تتمتع بخصائص مختلفة، فضلاً عن أماكن تربية النحل والغذاء الذي يعتمد عليه وهو ما تجلى في المعروضات التي قدمتها بعض الدكاكين في الجناح اليمني، كما أن العسل نفسه هو الأغلى سعراً خصوصاً الأنواع النادرة منه. مواد خام ويشير سرور إلى أنه من ضمن معروضات الجناح اليمني في المهرجان العقيق بأنواعه الذي يعد كنزاً من الكنوز وهو من الأحجار الكريمة التي اشتهرت بها اليمن وهو بالنسبة إلى اليمنيين ثروة، حيث يتمتع بألوانه الأخّاذة وأحجامه النادرة إلى جانب الزخارف التي يحتوي عليها من صور وأشكال ورسومات متعددة، فضلاً عن الرونق الجمالي الذي يضيفه على المصنوعات الذهبية والفضية عندما تُطعَّم به، ومن أنواع العقيق، الروماني الأحمر والعقيق المزهر وحجر المزهر وحجر الشمس، فضلاً عن أنواع كثيرة تلقى رواجاً، إذ تزخر بها الدكاكين المنتشرة في الجناح اليمني في المهرجان. ويحتوي الجناح اليمني على تشكيلات من الفضة التي تُصنع يدوياً، فضلاً عن المشغولات اليدوية التي تُصنع من مواد خام وتعبر عن كل منطقة في اليمن، وكذلك الملابس التراثية والبهارات بأنواعها والعطور والبخور ومخلطات العطور اليمنية والأعشاب والصناعات التقليدية والمفروشات والسجاد والمنسوجات بوجه عام، ويؤكد سرور أن العارضين في الجناح اليمني يشعرون بالامتنان للمشاركة في مهرجان زايد التراثي ومن ثم الرعاية التي يحظون بها منذ انطلاق المهرجان. علب العسل يطل الجناح اليمني بتميزه الشديد من بين الأجنحة الأخرى التي تعبّر عن منظومة التراث لدى الكثير من الشعوب المشاركة في هذا الحدث الكبير، وفي واجهة الجناح كانت علب العسل تأخذ مكانها على طاولة تتقدم الدكان الذي حمل اسم «وادي دوعن للعسل اليمني» ومن خلفها يقف عبدالله محمد اليافعي يبين للزوار أهمية العسل اليمني، ويورد أنه يبيع العسل منذ زمن بعيد، حيث يدرك أن اليمن اشتهرت منذ آلاف السنين بإنتاج العسل وتصديره، مشيراً إلى أنه من ضمن الأسباب التي تجعل العسل اليمني في الصدارة قلة نسبة الرطوبة فيه مع احتفاظه بخصوصيته الطبيعية من حبوب اللقاح وغذاء الملكات وغذاء النحل، بالإضافة إلى نوع النحل البري الصغير وتنوع التضاريس في اليمن ما بين السهول والجبال وتنوع المصادر النباتية، مبيناً أن هذه الميزات جعلت العسل له قوة علاجية فائقة وقيمة غذائية عالية وأعطته طعماً مستساغاً ولوناً داكناً جميلاً. ويشير إلى أن أنواع العسل اليمني المعروضة في مهرجان الشيخ زايد التراثي، وأهمها عسل السدر الملكي «العصيمي» الذي يمتاز بأنه مستخرج من وسط الخلية ومن المناطق الجبلية المرتفعة جداً ومن أشجار السدر وبعض نباتات الجبل الموسمية مما يجعله في صدارة الأنواع وهو علاج فعَّال ومجرَّب لبعض الأمراض مثل القولون العصبي والتهاب الكبد وأمراض الكبد والقلب كما يقوي عضلة القلب. عطور تقليدية لا يزال أهل اليمن يتقنون صناعة العطور التقليدية وبخاصة البخور العدني الذي له أسراره ومكوناته المستخدمة في صناعته، ويتميز دكان «مسك الخلود للعطور» في الجناح اليمني بأنه يستخدم مستحضرات عطرية طبيعية مصنوعة بطرق تقليدية تعبر عن الأصالة، ويبين سعيد المنصوري (صانع عطور)، أن هناك تبايناً في صناعة العطور نظراً إلى الخلطات التي يعمل على تجهيزها لتصبح عطراً له رائحته الأخاذة، مشيراً إلى أن الخبرات التي اكتسبها جاءت بعد مجهودات كبيرة بذلها، ويرى أن العطور اليمنية التقليدية تتمتع بحضورها الجذاب في مهرجان الشيخ زايد التراثي، وأن الزوار يُقبلون عليها بشكل يومي، موضحاً أنه يحاول أن يُرضي جميع الأذواق من خلال منتجاته من العطور والبخور أيضاً، إذ يرى أن البخور العدني متميز جداً ويكثر الطلب عليه خصوصاً أن مثل هذه المنتجات تحافظ على هويتها رغم مرور الأيام والسنين، ويورد أنه حرص على عرض المخمريات وزيوت الشعر اليمنية الطبيعية التي تُصنع بطريقة يدوية خالصة ولها فوائد كثيرة مع وجود زيت الحجر الأسود، بالإضافة إلى المسك بأنواعه ودهن العود الكمبودي، ويرى المنصوري أن مهرجان الشيخ زايد التراثي يسهم في تقديم رسالة مهمة من أجل الحفاظ على الموروثات الشعبية للدولة وهو ما نجح فيه عن جدارة. أكلات شعبية الأطعمة اليمنية والخليجية كانت بين أيدي زوار الجناح اليمني في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث حرص ناصر صالح وفضل العلوقي على تقديم مثل هذه المأكولات والحلويات التي جذبت الحضور برائحتها المميزة وطعمها الحلو المستساغ، ويبين ناصر أن المطعم يعرض للزوار بشكل يومي وجبات مثل دجاج المندي، «والروبيان»، ومدفون ومكبوس وسبموسة وباخمري وكنافة وهريس والكثير من الأطعمة اليمينة، ويؤكد العلوقي أن المأكولات اليمنية الشعبية تلقى رواجاً من زوار المهرجان نظراً لتميزها، مبيناً أن هناك أيضاً زواراً يمنيين يحرصون على الحضور للجناح اليمني بصورة يومية خصوصاً أن المهرجان يجمع كل ألوان التراث. مطرزات شعبية تنوع المطرزات الشعبية اليمنية في المهرجان جذب الكثير من الزوار نظراً لحياكتها بالطرق التقليدية، ويذكر إبراهيم محمد القاضي أن الحياكة التقليدية للسترات اليمنية تحتاج إلى تدريب من نوع خاص ليس لأنها تنفذ بطريقة يدوية فقط ولكن لكون القماش الذي تصنع منه السترات الداكنة التي تتلاءم مع موسم الشتاء يحتاج إلى حساسية في التعامل سواء في أثناء التصميم أو البدء في الخياطة والتطريز، ويشير إلى أن هناك أقمشة معينة تصنع في اليمن هي التي يتم تصميمها وتطريزها بطريقة يدوية خالصة من خلال الحرفيين اليمينين، ويوضح أنه تعلم هذه الحرفة من أسرته وظل محافظاً عليها ويشارك بوجه عام في المهرجانات التراثية التي تحتفي بالموروث الشعبي، ويري أن مهرجان الشيخ زايد التراثي حقق نجاحاً منقطع النظير وأن الجناح اليمني حظي بحضور الزوار الذين تفاعلوا مع المنتوجات الأصيلة التي تعبر عن ثقافة وتراث اليمن. عطور ودخون يبين صانع العطور عادل أحمد حسان، أنه تعلم عن كثب مهنة صناعة العطور وهو ما أكسبه حساسية خاصة في التعامل مع أنواع العطور حتى استطاع بعد ذلك أن يحضر خلطات معينة وهي التي تميز العطور والدخون التي تعرض في دكان «النخبة للعود والعطور» في الجناح اليمني، ويوضح حسان أن الجناح اليمني الذي يتميز باحتوائه على منتوجات تقليدية مصنوعة بطريقة يدوية سجلاً حضوراً باهراً في مهرجان الشيخ زايد للتراث وأن المهرجان بوجه عام له طبيعة خاصة ويرسخ لمفاهيم تراثية مهمة، مشيراً إلى أنه يشعر بسعادة غامرة لوجوده فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©