الشارقة (الاتحاد)
عرضت مساء أمس الأول الجمعة، على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة مسرحية «بابا بارني» لمسرح دبي الأهلي من تأليف عبد الله صالح وإخراج عبد الله بن لندن، وذلك في ثاني أيام الدورة الثانية عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل.
تدور حكاية المسرحية حول شخصية عذاري وهي البنت الوحيدة لأبويها، الذين يحبانها حبا شديدا، ومع انشغال أبويها في شؤون الحياة تتعلق هي بالألعاب، التي أخذت تشغل كل وقتها وتصرفها عن الاهتمام بواجباتها المدرسية، فتقرر الأم سحب جميع ألعابها من غرفتها، لكي تتفرغ مما أصاب البنت بصدمة، تحولت إلى عجز عن النطق، وأصبحت تمتنع عن الخروج من غرفتها.
بدأ الأبوان رحلة مضنية للبحث عن علاج لابنتهما، وأمرهما يعيدا لها الألعاب كجزء من العلاج، وبدأت بشائر التعافي عندما حلُمت في الليل أن «بارني» الشخصية الكرتونية المحببة للأطفال، جاءها، وقد لعبا كثيرا وضحكا، وفي الصباح بدأت تتكلم بصعوبة، وقصت حلمها على أمها، وأصبح أبواها يتنكران دون علمها في زي بارني وغيره من الشخصيات الكرتونية، ويأتيان إليها، ويلعبان معها، فكانت تفرح بذلك.
يبدأ الأبوان في قراءة كل شيء عن ما يتعلق بمرضها، وبتربية الأطفال عموما، فيكتشفان أنهما كانا على خطأ في طريقة تعاملهما مع ابنتهما، فقد أهملاها، وعاملاها بجفاء وغضب، وأكثر من ذلك كان شجارهما الدائم، وخصامهما في حضورها، مصدر قلق وخوف لها.
وتحت تأثير تلك القراءات يصبح الأبوان لطيفين مع ابنتهما، يوليانها الاهتمام، ويلعبان معها، ويحرصان على أن لا يقع منهما شجار وخصام في حضرتها، وعن طريق الألعاب يحببان إليها القراءة، والمذاكرة، ومع الوقت تشفى، ويصبح اهتمامها بالمذاكرة وحل الواجبات المدرسية أكبر.
اتسمت المسرحية بالإحكام الدرامي، ولم تغب عن بعض مواقفها الكوميديا الجميلة، وقدمت رسالة أخلاقية واضحة، وتميزت بأنها قدمت مشكلات التعامل مع الطفل في واقع الأسرة الإماراتية الراهنة، بشكل مباشر، ومن دون أية رمزية أو قناع.
عدد اليوم
