الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«برادات الشوارع» في رأس الخيمة صدقات جارية بمياه «ملوثة»

«برادات الشوارع» في رأس الخيمة صدقات جارية بمياه «ملوثة»
11 يوليو 2013 18:28
وصف مواطنون في رأس الخيمة، مياه البرادات المنتشرة في الشوارع وقرب المساجد بأنها غير صالحة للشرب، خاصة مع احتوائها الكثير من الطحالب والرواسب التي تتزايد داخلها مع بدء فصل الصيف. بالمقابل، أكدت البلدية أن هذه البرادات خارج نطاق عملها، خاصة أنه لا يوجد لها رخص ممارسة نشاط، الأمر الذي لا يمكّن المفتّشين من مراقبتها، مكتفية بالقول: “إن المصدر الرئيسي لمياه هذه البرادات هو محطات التحلية التي تخضع لرقابة مشددة”. وناشدت البلدية أصحاب محطات تحلية المياه التي تتولى مد هذه البرادات بالمياه بشكل دوري، بتنظيف خزاناتها للتخلص من الطحالب والشوائب التي توثر سلباً على صحة مستخدميها. لكن أصحاب محطات تحلية المياه قالوا: “إن العقود الموقعة بينهم وأصحاب هذه البرادات لا تتضمن تنظيفها، حيث اقتصر التعاقد على مدها باحتياجاتها من المياه”. وانتشرت فكرة إنشاء البرادات بالشوارع في الثمانينيات كصدقات جارية، يقوم عليها محسنون، وتمتد إلى معظم المناطق، لتروي عابري السبيل وعمال البلدية والأشغال، وغيرهم. بداية، قال زاكير حسين عامل بدائرة الأشغال والخدمات العامة برأس الخيمة، إن كل عمال الدائرة تقريباً الذين يعملون في الشارع يشربون من هذه البرادات، فيما يحمل الكثير منهم احتياجاتهم من المياه منها إلى مساكنهم. وأشار محمد خان (عامل) إلى أن البرادات الموجودة في المساجد هي الأفضل، حيث يقوم عمالها بتنظيف الخزانات بشكل مستمر، لكنهم يضطرون خلال ساعات العمل إلى استخدام برادات الشوارع، لافتاً إلى أنه يحصل وزملاؤه على احتياجاتهم من المياه مساء من البرادات القريبة. من ناحيته، نوه راشد الشحي بأن فكرة البرادات في الشوارع والمنتشرة في أنحاء الإمارة، بدأت في الثمانينيات، وانتشرت في معظم المناطق، حيث يقوم عليها محسنون، يتفقون على مدّها بالمياه بشكل دوري خدمة لعابري السبيل. وأضاف أن العديد من البرادات المثبتة قريباً من مساكن الذين أقاموها، يتم تنظيفها بين فترة وأخرى، لكن المشكلة تأتي من البرادات المقامة في الشوارع والقريبة من المساجد. إلى ذلك، أوضح محمد الزعابي أن تنظيف خزانات البرادات لا يقل أهمية عن مدها بالمياه، داعياً المحسنين الذين أقاموا هذه المشروعات الخيرية إلى الاهتمام بها وتنظيف خزاناتها بشكل دوري. ونوه بأن غالبية عابري السبيل من العمال الذين لا يستطيعون شراء مياه الشرب يلجأون إلى مثل هذه البرادات، فيما يستعين آخرون بهذه المياه في مساكنهم، حيث ينقلونها في زجاجات كبيرة لاستخدامها منزلياً. وأشار أحمد راشد من منطقة دهان، إلى أنه يحرص كل الحرص على تنظيف خزان البراد الذي قام بتركيبه قريباً من منزله منذ سنوات، وأنه يوصي عمال الشركة التي تزود البراد بمياه الشرب بتنظيفه في الأوقات التي يكون فيها خارج البلاد. وأضاف: “أعرف كثيرين يتعاقدون مع شركات تحلية المياه على تنظيف الخزانات ضمن العقد الذي يتم توقيعه مع هذه الشركات، لضمان سلامة المياه التي تقدمها هذه البرادات”. في السياق نفسه، أكد أصحاب محطات تحلية المياه أن العقود الموقعة بينهم وأصحاب هذه البرادات لا تتضمن تنظيفها، حيث يقتصر التعاقد على مد هذه البرادات باحتياجاتها من المياه كل فترة. وقال محمد جاسم (صاحب محطة الجزيرة لتحلية المياه)، إنه يلزم عمال محطته بتنظيف خزانات البرادات المتعاقد أصحابها مع المحطة بين فترة وأخرى لضمان سلامة المياه. وأضاف أن غالبية التعاقدات مع محطته تخص برادات موجودة في مساجد أو مدارس، حيث يتولى المسؤولون عنها، بالتنسيق مع العمال الذين يقومون بتوصيل المياه إليها، عمليات التنظيف. وأضاف أن آلية مد هذه البرادات بالمياه تتم بالتنسيق بين المحسن وإدارة المحطة، بحيث يتم مدها بالمياه كلما احتاج الأمر، مشيراً إلى أن هناك شكاوى من تبديد مياه برادات الشوارع، حيث يقوم عمال بنقلها لاستخدامها داخل المنازل، في حين أن الهدف منها تلبية احتياجات عابري السبيل. وقال إن محطته التي تعمل منذ عام 1992 تلتزم بكامل الاشتراطات الصحية، ويعمل بها 22 عاملاً، حيث تضم أجهزة لقتل الميكروبات، أستخدمها قبل أن تلزم البلدية بقية المحطات بها. وتابع أن مياه المحطات في حد ذاتها آمنة جداً، وتخضع لرقابة البلدية بشكل مستمر ومطبق بها نظام “الهاسب”. في المقابل، قال خليفة محمد المكتوم مدير إدارة الصحة العامة والبيئة، إنه لا سلطان للبلدية على أصحاب هذه البرادات، حيث إنها لا تتبع الدائرة، ولا يوجد لها رخص ممارسة النشاط، بما يمكن المفتشين من مراقبتها. وأضاف أن جميع البرادات المنتشرة في كل أنحاء الإمارة أقامها محسنون أو شركات، فيما تتولى شركات التحلية مدها بالمياه بشكل دوري، حيث تقوم بعض هذه الشركات بعملية تنظيف الخزانات، فيما لا تلتزم أخرى. وأضاف أن المصدر الرئيسي لمياه هذه البرادات يأتي من محطات التحلية البالغ عددها 45 محطة، منتشرة في جميع أنحاء الإمارة، وتخضع لرقابة مشددة من جانب إدارة الصحة والبيئة.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©