بيروت - الاتحاد: كثفت لبنان جهودها أمس باتجاه عواصم القرار الدولي في مسعى لوقف تدمير لبنان، ولكنها اصطدمت بشروط وشروط مضادة، دون بروز اية معطيات تؤشر الى امكانية التوصل الى قرار لوقف اطلاق النار في القريب العاجل·
وكشف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عن تعثر الحلول، متهماً اميركا وعواصم القرار الدولي بالمسؤولية عن تدمير لبنان·
وقال بري: ''قالوا انهم يحرصون على لبنان، فبدلا من ان تصطف البواخر وتنظم القوافل لنقل الرعايا، كان بالامكان وقف اطلاق النار، ام ان المطلوب ان يصبح اهل لبنان جميعهم رعايا للخروج منه وتسليمه ساحة في الجنوب لاسرائيل وملاحة في الشمال للغرب· بينما تستثمر اسرائيل على الوقت الممنوح لعدوانها اقليميا ودوليا من اجل استكمال حربها ومجازرها ودمارها· واضاف: استقبل لبنان نهارا جديدا بعدما كان ينتظر المسعى الدولي لوقف الحمم عليه، حمل معه انباء الكوارث واخبار مجازر جديدة لاسيما في صريفا وسلعا والنبي شيت والنبطية حيث تدك المنازل على رؤوس الاطفال والنسوة والشيوخ·
وتساءل بري: ''الم يعد في العالم صوت صارخ في البرية، ان هؤلاء من فصيلة الانسان؟ الامم المتحدة ومنظمتها التي حديثا حولت الى مجلس لرعاية حقوق الانسان كانت تجربتها الاولى امام لبنان وها هي تركع كالعادة عندما يتعلق الامر باسرائيل لان هذه دائما استثناء لا تطبق عليها القرارات والمعايير الدولية·'' وقال بري: ''اننا نعتبر ان هذه الحرب بين الطائرة والمنزل في لبنان ليست سوى حرب ضد الانسان ونحمل مسؤوليتها ونتائجها للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وفي الطليعة الولايات المتحدة الاميركية، ليس لان السلاح اميركي فحسب ولكن لانها تحمي اسرائيل دائما وعلى مر الزمن بحق النقض الذي تملكه·''
ووجه بري كلامه الى الشعب اللبناني وقال: هل صدقنا جميعا الآن ان حرب اسرائيل على فريق منا ام على كلنا؟ هل صدقنا الآن انه وبنظر اسرائيل المقاومة غير شرعية والجيش شرعي؟ الجواب في وحدتكم والا فلنخرج من التاريخ''· وكرر السفير المصري في لبنان حسين ضرار بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية أمس موقف بلاده الداعي الى وقف فوري لاطلاق النار وحقن الدماء· وقال السفير الفرنسي برنار ايمييه بعد لقائه السنيورة: الجهود لا تزال مستمرة·
وكانت ردود الفعل المحلية قد توالت على العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، وارتفعت اصوات كثيرة تستنكر الصمت الدولي حيال مؤامرة تدمير لبنان وقتل مواطنيه·
وفي هذا الاطار ندد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك بالمجازر البشعة التي ترتكبها اسرائيل في حق اللبنانيين، واستهجن استهداف اماكن العبادة من كنائس وجوامع وسيارات الاسعاف، مؤكدا ''ان وقفة التضامن التي قام بها جميع اللبنانيين في هذه المحنة القاسية هي الرد الحقيقي على هذا العدوان وافشال اهدافه وغاياته خصوصا بالالتفاف حول الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة الذي برهن عن قدرات كبيرة وكفاءات عالية في استيعاب الكارثة الحاصلة والضغوط الخارجية بالتماسك الداخلي حكوميا ورسميا وشعبيا''·
عدد اليوم
