الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش الأميركي والتدريب على «العمليات واسعة النطاق»

10 أكتوبر 2010 21:13
مظلاتهم مجهزة، وأسلحتهم مؤمَّنة، ومؤونة ثلاثة أيام من الطعام والإمدادات مربوطة بأجسامهم... هكذا بدا حال مئات من المظليين من الفرقة الثانية والثمانين، الذين كانوا مجهزين بعتاد الحرب، قبيل لحظات على انطلاقهم في الجو من سماء ولاية كارولاينا الشمالية بسرعة 23 قدماً في الثانية. وبعد هبوطهم، ارتطموا بالأرض بقوة وأخذوا يركضون، وبنادقهم جاهزة. كان ذلك مجرد تدريب، ولكن بالنسبة للمظليين الذين عادوا للتو من أفغانستان والعراق كانت تلك لحظة عودة إلى المستقبل، وجزءا من تركيز جديد في التدريب يتطلع إلى ما أبعد من الحروب ضد حركات التمرد التي تخوضها أميركا حالياً. فلأول مرة منذ سنوات، بدأ جنود الجيش يتدربون على "عمليات واسعة النطاق" - شن ضربات كبيرة ضد كل أنواع الأعداء، وليس المتمردين فقط. ولكن المظليين بين أشجار "البلوط" الكثيفة في قاعدة "فورت براج" لم يتدربوا على خطب ود زعماء وأعيان القبائل، عبر المساعدة على بناء الجسور أو الطرق، أو تدريب أفراد الشرطة والجنود المحليين وهي مهامهم الرئيسية في أفغانستان والعراق قبل العودة إلى قاعدة "نورث كارولاينا" في الأسابيع الأخيرة، بل كانت مهمتهم تتمثل في السيطرة على مطار افتراضي في الخارج وقتل أو إبعاد قوات عدو متخيَّل. وقد بدأ الجيش، الذي أُنهك بجهود كسب العقول والقلوب في العراق وأفغانستان، يعيد التركيز على مقاتلة العدو وقتله، وليس على بناء الدول. وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع "روبرت جيتس"، في مقال كتبه مؤخراً بمجلة "فورين أفيرز": "إنه من المستبعد أن تكرر الولايات المتحدة مهمة من حجم تلك التي في أفغانستان أو العراق قريباً أي تغيير الأنظمة بالقوة ثم بناء الدول وسط الحرب". وبدلًا من ذلك، فإن القوات الأميركية سيُنادى عليها على الأرجح من أجل تقديم المساعدة لجيوش بلدان أخرى للدفاع عن نفسها، وبخاصة ضد هجمات إرهابية، أو ضد جيوش تقليدية. ومن جانبه، قال "لورانس كورب"، مساعد وزير الدفاع السابق الذي يتابع عن قرب التخطيط العسكري : "إننا لن نقوم بعمليات محاربة حركات التمرد مرة أخرى... فنحن لسنا جيدين في ذلك"، مضيفاً أن مهارات المعارك الكبرى لدى العديد من الوحدات باتت قديمة وضعيفة بسبب التركيز على عمليات محاربة حركات التمرد. وقد سبق للعديد من المظليين الذين قفزوا من طائرات الشحن العسكرية (سي- 130) بقاعدة "فورت براج" أن خدموا لعدد من النوبات في أفغانستان والعراق. والآن، يقول العقيد "كريستوفر لانيفي"، الضابط المسؤول عن عمليات الفرقة بينما كان الجنود يحملون أسلحتهم ومظلاتهم ليصعدوا على متن الطائرة: "لقد بدأنا نركز على الأمور الأساسية من جديد: العمليات العسكرية واسعة النطاق". ويضيف "لانيفي" قائلاً إن "وتيرة العمليات" -التي يقصد بها في القاموس العسكري الطلب المستمر على جنود محاربة التمرد في أفغانستان والعراق- لم تكن تتيح وقتا لمزيد من التداريب التقليدية. أما اليوم، فقد عادت الفرقة الثانية والثمانين بالكامل، التي يبلغ قوامها 22 ألف جندي، إلى قاعدة "فورت براج" لفترة طويلة، وذلك لأول مرة منذ 2001. ويقول الرائد "جايسون براون" من الكتيبة الثالثة من الفرقة التي شاركت في التداريب: "إننا لن نعود إلى الوراء، ولكننا ننظر إلى الماضي حتى يساعدنا على العودة إلى ما نجيده أكثر من غيره، ألا وهو الاشتباك مع العدو وتدميره". والواقع أن عقيدة الجيش التي تقوم على "عمليات على نطاق واسع" قد نشرت في 2008، ولكن معظم الجنود لم يبدؤوا التدرب عليها إلا الآن بعد أن بدأت مستويات الجنود الأميركيين في العراق تتقلص. وحسب العقيد "بيتر أوتلي"، فإنه حتى في حال كان من المخطط لإحدى الوحدات أن تذهب إلى أفغانستان أو العراق، "فإنهم سيدرَّبون على القتال والفوز في بيئة عمليات واسعة النطاق". والجدير بالذكر هنا أن عمليات محاربة التمرد، التي كانت محور الاهتمام، لم تعد اليوم سوى واحد من العديد من سيناريوهات التدريب، حيث يقول أوتلي: "إن على المرء أن يكون قادراً على التعاطي مع أي تحد يجده أمامه". وعندما تتجه الكتيبة إلى مركز التداريب في قاعدة "فورت بولك" بولاية لويزيانا الشهر المقبل، فإن العدو المتخيَّل لن يكون متمردي أفغان أو عراقيين، وإنما جنوداً من بلد متخيَّل يدعى "كورتينا"، وستتضمن السيناريوهات معارك واسعة النطاق. وفي حال اندلعت أزمة عالمية لها تأثير على الأمن القومي الأميركي، فإنه من شبه المؤكد أن أول وحدة أميركية ستتلقى أوامر بالتحرك هي الفرقة الثانية والثمانين. ذلك أن هذه الفرقة هي "قوة الرد في العالم" المخصصة في البلاد - أو ما يسميه المظليون (رقم الطوارئ الرئاسي 911)؛ حيث يمكن أن يتلقى المظليون أوامر بدعم قوات خاصة تحاول إنقاذ مدنيين يحتجزهم إرهابيون، أو مساعدة جنود بلد حليف في أزمة عسكرية. كما يمكن أن يتم إرسالهم لمساعدة المدنيين في إحدى الكوارث الطبيعية أو أزمة إنسانية. ويقول "كورب" إن مظليي الفرقة الثانية والثمانين يمكن أن يجدوا أنفسهم في مواجهة مع جيش تقليدي، ولاسيما أن كوريا الشمالية على خلاف مع الولايات المتحدة بسبب الأسلحة النووية، يمكن أن تستعمل جيشها الضخم لغزو كوريا الجنوبية، حيث سيحتاج الـ28 ألف جندي أميركي الموجودون هناك لمساعدة فورية. وعلاوة على ذلك، فإن الشرق الأوسط دائم الاضطرابات يمكن أن ينفجر في أي لحظة. ديفيد زوتشينو قاعدة براج بولاية نورث كارولاينا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©