الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التباطؤ الاقتصادي يهدد مشروع تجميل القاهرة

التباطؤ الاقتصادي يهدد مشروع تجميل القاهرة
19 فبراير 2009 23:11
يكسو الغبار والأوساخ مباني وسط القاهرة المبنية على طراز (الباروك) الفرنسي وتحول لونها إلى الأسود وتكسر درجها المصنوع من الرخام كما باتت شرفاتها المصنعة من الحديد المشغول متداعية· وتم مؤخراً تعيين سمير غريب (54 عاما) مسؤولاً عن تنفيذ خطة لتجديد الشوارع والمباني التي بنيت في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين لمحاكاة باريس· غير أن التباطؤ الاقتصادي يمكن أن يعطل المشروع فيما تعيد الحكومة المصرية ترتيب اهتماماتها وتراجع ميزانياتها، لكن غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري يقول إنه عازم على المضي قدماً· وقالت الحكومة المصرية مؤخراً إن معدل النمو السنوي تباطأ إلى 4,1 بالمئة في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر الماضيين من السنة المالية 2008- 2009 وذلك مقارنة مع 7,7 بالمئة في الفترة ذاتها من السنة السابقة بفعل تراجع عائدات قناة السويس والنشاط الصناعي· ويقول ''محمد علي حاول يوماً تحديث مصر لكننا الان نجعل الزمن يرجع إلى الوراء'' مشيراً إلى محمد علي باشا الذي حكم مصر في مطلع القرن التاسع عشر، وأضاف غريب ''تأخرت المحاولة بالفعل لكن من الافضل ان نبدأ الان بدلاً من الا نبدأ على الإطلاق''· وأحبطت الحرب والركود الاقتصادي جهوداً سابقة لتجديد وسط العاصمة المصرية التي يسكنها نحو 17 مليوناً، وساعد الانتعاش الاقتصادي في السنوات الأربع الماضية في إحياء فكرة انقاذ المنطقة، لكن الميزانية التي كانت مخصصة لمشروع تجديد وسط القاهرة والتي كانت تبلغ عشرة ملايين جنيه (1,8 مليون دولار) تقلصت إلى النصف كما أن أثرياء القاهرة الجدد هم أكثر اهتماماً بالهرب من وسط المدينة من اهتمامهم بإعادة بنائه· وقال غريب لرويترز في مقابلة ''أنهينا صراعنا مع إسرائيل حين كنا لا نستطيع إنفاق الأموال على التراث ثم كان المجتمع الاستهلاكي الذي يركز على أمور أخرى والان لدينا طبقة غنية جديدة بلا ثقافة''· ويرجع أحد أسباب إهمال وسط القاهرة الذي يكتظ بحافلات متهالكة وسيارات أجرة قديمة وعربات تجرها الحمير في الساعات المبكرة من الصباح الى النزوح الجماعي للشريحة العليا من الطبقة المتوسطة التي كسبت من وراء النمو الاقتصادي للسنوات الأربع الأخيرة· وانتقل هؤلاء إلى تجمعات سكنية محاطة بأسوار مداخلها محكومة بنيت على أرض صحراوية وتحمل أسماء مثل هايد بارك وبيفرلي هيلز ويوتوبيا وايفر جرين· وأنشأت وزارة الثقافة المصرية الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في عام 2004 لتنسيق عملية إنقاذ وسط العاصمة واستدعت غريب من منصبه في العاصمة الإيطالية روما حيث كان رئيساً لأكاديمية الفنون المصرية ليرأس الجهاز· وقال غريب إنه شاهد القاهرة القديمة أول مرة في الفجر بعد وصوله في قطار قادم من مسقط رأسه أسيوط في جنوب مصر، وأضاف ''كنت تسير في الشوارع الضيقة وتشاهد النساء بملابسهن التقليدية (ملايات اللف) وتتساءل عما يدور داخل هذه المنازل ووراء المشربيات'' مشيراً الى القاهرة الفاطمية التي بنيت في القرن العاشر الميلادي وما بعده، وتابع ''كان كحلم''· ويعمل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري على تجديد واجهات المباني وإعادة طلاء المباني القديمة وتركيب مصابيح إضاءة بمناطق من بينها القاهرة الفاطمية حيث المشربيات لا تزال تغطي بعض النوافذ· وقرر غريب البدء بوسط العاصمة المصرية الذي بني في القرنين التاسع عشر والعشرين قبل أن ينتقل إلى القاهرة الفاطمية ومنها إلى ضاحية مصر الجديدة في شمال شرق القاهرة التي بناها رجل أعمال بلجيكي عاشق للاثار المصرية في مطلع القرن العشرين· وقال غريب الذي يقع مكتبه ذو السقف المصنوع من الخشب بالقرب من قلعة صلاح الدين التي بنيت في القرن الثاني عشر ''الحالة الحضرية في القاهرة تعكس كل شيء في حياتنا؛ علينا أن ندرك أن هناك صلة بين شكل الحضر واقتصادنا والسياحية ومشاكلنا الاجتماعية'
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©