الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فارس حميد: العيد موسم فرح وتسامح

فارس حميد: العيد موسم فرح وتسامح
28 يوليو 2014 23:10
يعود الوالد فارس حميد بخيت بالذاكرة إلى الزمان الماضي، واصفا احتفال الناس في الفجيرة بقدوم العيد، خلال تلك الحقبة التي تتجاوز ستين عاما، بالفرح الكبير. وعلى الرغم من مرور السنون الطويلة إلا أن الوالد فارس يتذكر أدق التفاصيل عن تلك الفترة التي وصفها بالجميلة. وكان أهم ما يميزها كما يقول ذلك الترابط العائلي الحميم والتراحم والبساطة في كل شيء، مشيرا إلى أن الاحتفالات بقدوم عيد الفطر السعيد تبدأ مع دخول العشر الأواخر من رمضان حيث تنطلق الفعاليات من خلال إقامة فن الرزيف وبشكل خاص العيالة؛ فبعد صلاة التراويح يتجمع الناس حتى منتصف الليل، ويبدأ استعراض هذا الفن الأصيل والذي يرجع تاريخه إلى مئات السنين، ويقام أكثر من احتفال حسب المناطق. كرنفال خاص يوضح فارس «من أشهر المناطق التي تنظم العيالة مدينة الفجيرة القديمة بالقرب من مقر الحاكم وحي الغرفة، وهي من أقدم وأشهر مناطق الفجرة ويتم خلال هذا الاستعراض ذكر مناقب الحاكم والاعتزاز بالأرض والوطن والتمسك بالقيم الأصيلة ومعظم كلمات فن العيالة تقوم على الحماسة والشجاعة والفخر»، لافتا إلى أن العيالة تستمر طوال ليالي العشر من رمضان من بعد التراويح حتى منتصف الليل، بعدها يتجه كل شخص إلى بيته ليصلي ما كتب الله له من صلاة القيام. ويؤكد فارس أن يستمر الاحتفال بقدوم العيد حتى ثالث أيام العيد، مشيرا إلى أن الفجيرة تتحول خلال أيام العيد إلى كرنفال خاصة بعد صلاة العيد فبعد السلام على الأرحام والوالدين يتجه الناس إلى مقر الحاكم لتقديم التهنئة بالعيد، بعدها تتشكل مجموعات حسب الأحياء السكنية والمرور على المنازل ومصافحة الجيران والأقارب والأرحام، وإذا كان هناك خصومة بين الأشخاص تتم المصافحة والتسامح في هذا اليوم السعيد، ولا تمر أيام العيد إلا والكل أصبح متراضيا، بل بعض الأحيان يتدخل الأعيان وكبار القوم من أجل المصالحة بين المتخاصمين وهذه من الصفات النبيلة التي كانت تميز المجتمع المحلي خلال تلك الفترة. فنون أصيلة عن برنامج أيام العيد في الفجيرة، يقول فارس «يتجمع الناس بعد صلاة العصر في ساحة مدينة الفجيرة ويتم استعراض فن الرزيف وهو كذلك من الفنون الإماراتية الأصيلة، وفي ثاني أيام العيد يتجه الناس سيرا على الأقدام إلى كلباء والقرية وسكمكم ومربح وقدفع وخورفكان للسلام على الناس بالعيد وزيارة الأهل والأصدقاء والمعارف، وهكذا تمضي أيام العيد والناس بكامل البهجة والفرح». أما بخصوص الأكلات المشهورة في تلك الفترة، فيقول فارس «كانت فوالة العيد مكونة من الساقو والبلاليط وخبز البر والكامي والعسل والعرسيه والتمر. أما الغداء فيختلف من بيت إلى آخر فالشخص المقتدر ينحر الذبائح ويعزم مجموعة من المقربين والجيران، والأشخاص الذين أحوالهم لا تسعفهم يكتفون بغداء يسير مثل عيش وسمك أو مالح»، مشيرا إلى الدور الكبير الذي كانت تقوم به المرأة خلال تلك الفترة لاسيما في أيام عيد الفطر المبارك؛ فيقول «كانت المرأة تجهز كل الأمور المتعلقة في البيت من الفرش وتنظيف المجلس وإعداد فوالة العيد والإشراف على ملابس الأسرة من الزوج إلى الأولاد فهي أول من يستيقظ من النوم قبل أذان الفجر بوقت كاف وتعد كل صغيرة وكبيرة في البيت». ويؤكد فارس ضرورة المحافظة على القيم الأصيلة والتمسك بالعادات الحسنة، مشيرا إلى أنه على جيل اليوم أن يكون أكثر حرصا على اتباع نهج الآباء والأمهات في السنع والتربية والخصائل الطيبة الحميدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©