بيت لحم، الأراضي الفلسطينية المحتلة، عواصم (وكالات)
بدأ المسيحيون أمس في مختلف أنحاء العالم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، مع بدء الاحتفالات في مدينة بيت لحم الفلسطينية مهد السيد المسيح. ويحيي العالم ليلة عيد الميلاد هذه السنة وسط تأهب أمني مشدد في القارات الخمس تحسبا من هجمات محتملة لمتشددين على غرار ما حصل الاثنين الماضي عندما دهم متشدد ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي بشاحنة سوقا لعيد الميلاد في برلين الألمانية موقعا 12 قتيلا وعشرات الجرحى ومثيرا الرعب في كل أنحاء العالم من هجمات مماثلة.
وتدفق عشرات الفلسطينيين والسياح إلى ساحة المهد في مدينة بيت لحم المحتلة. وشهدت المدينة، وفق التقليد المسيحي، ولادة السيد المسيح، وفيها كنيسة المهد التي نُظم فيها قداس منتصف الليل أمس.
وبدأ البعض بالتقاط صور في ظل شجرة الميلاد الضخمة المزينة بالأضواء الذهبية في ساحة المهد، على وقع استعراض فرق الكشافة. وبثت أغاني وترانيم الميلاد باللغة العربية. فيما تم نشر قوات أمنية فلسطينية.
وقالت فاليريا (21 عاما) التي جاءت من ويسكونسن الأميركية «إنه شعور عظيم للغاية. هذا أول عيد ميلاد اقضيه بعيدا من منزلي.. ولكن من الرائع جدا أن أكون في بيت لحم».
وقدم جوزف الدرزي، وهو مسيحي من الأردن، مع طفليه الى الأراضي الفلسطينية لقضاء عطلة عيد الميلاد مع عائلة زوجته في قرية جفنا المسيحية قرب رام الله. وقال الرجل «هذه زيارتي الأولى لبيت لحم ولفلسطين، الشعور لا يوصف. الأجواء رائعة للغاية. نحن فرحون باستعراضات الكشافة الجميلة..».
واعرب السائح الكندي بول الذي قدم مع مجموعة من أصدقائه لقضاء عيد الميلاد في بيت لحم، عن تأثره بوجوده في المدينة. وتابع «هذا أمر قرأنا عنه كثيرا منذ أن كنا صغارا للغاية. قرأنا عنه في الكتاب المقدس ولكن أن تكون هنا أمر يصعب وصفه».
ووصل المدبر الرسولي لبطريركية القدس لطائفة اللاتين بيار باتيستا بيتسابالا إلى ساحة المهد على وقع تصفيق المؤمنين.
وترأس المدبر الرسولي قداس منتصف الليل بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين أجانب. وتم توزيع نحو 2500 تذكرة للقداس. ويتطلع الفلسطينيون الى موسم أفضل للأعياد هذا العام بعد موسم مخيب للآمال العام الماضي بسبب أعمال العنف. وتوقع مسؤولون في قطاع السياحة أن يزور عشرات الآلاف من الزوار المواقع الدينية في القدس وبيت لحم والناصرة في فترة الأعياد. والعام الماضي، اندلعت أعمال عنف منذ الأول من أكتوبر 2015 ما أدى الى استشهاد 246 فلسطينيا في مواجهات مع قوات الاحتلال.
وفي العراق، تدفق مئات من المسيحيين أمس إلى بلدة برطلة في شمال العراق التي استعيدت من تنظيم (داعش) في الآونة الأخيرة وذلك للاحتفال بعيد الميلاد لأول مرة منذ 2013 لكن سعادتهم شابها الحزن على انتهاك حرمة كنيستهم.
ودعا بطريريك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية العراقية لويس روفائيل ساكو أمس المجتمع الدولي الى حماية العراقيين المسيحيين ومساعدتهم على العودة الى ديارهم. وفي حلب أيضا احتفل المسيحيون بعيد الميلاد. ودقت كنائس أجراسها بعد أن كانت أصوات القذائف تغطي على كل صوت يضج بالحياة. وتحت درجة حرارة تتخطى الصفر بقليل تحلّق المئات من سكان حي العزيزية في وسط حلب ليلا حول شجرة ميلاد أضيئت هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ خمسة أعوام.
وفي الولايات المتحدة استرجع الرئيس الأميركي باراك أوباما والسيدة الأولى ميشيل أوباما في مخيلتهما ثماني سنوات في المنصب، وهما يهنئان من البيت الأبيض الشعب الأميركي ويتمنيان له «عيد ميلاد سعيد».
وقال أوباما في خطابه الأسبوعي: «غدا، سننضم للمرة الأخيرة كأسرة أولى، لرفاقنا المسيحيين في جميع أنحاء العالم للابتهاج بميلاد مخلصنا.. وسنعيد رواية قصته من تلك الليلة المقدسة، وسنتذكر رسالته الخالدة، رسالة الحب والرحمة والأمل بلا حدود».
وحثت ميشيل أوباما الأميركيين على تذكر رسالة السيد المسيح حول رعاية الآخرين بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه، أو كيف يمارسون شعائرهم الدينية».
وقال خبراء الأرصاد إن عاصفة شتوية تهب على شمال غرب المحيط الهادي ستتسبب في ثلوج كثيفة وأمطار متجمدة ورياح عاتية مع اجتياحها مناطق كثيرة بالولايات المتحدة في مطلع الأسبوع مما يجعل السفر خلال عطلة عيد الميلاد ينطوي على مخاطر جمة. وبدأ تأثير العاصفة أمس في منطقتي الغرب والغرب الأوسط.
وفي إيطاليا، عززت الشرطة الأمن في أنحاء البلاد وفي الفاتيكان مع بدء عطلة عيد الميلاد الطويلة بعدما قتلت قوات الأمن رجلا يشتبه بأنه المسؤول عن هجوم الشاحنة في سوق برلين. ومنعت شرطة روما عربات الفان أو الشاحنات من دخول وسط المدينة ونصبت شرطة مكافحة الإرهاب حواجز لغلق الطرق المؤيدة إلى المواقع السياحية الشهيرة التي تموج بالحشود في العادة.
وفي الفاتيكان حيث احتفل البابا فرنسيس بليلة عيد الميلاد، انتشرت سيارات شرطة وعربات جيب عسكرية في كل مئة متر تقريبا على امتداد الشوارع المؤدية للفاتيكان. وعززت الشرطة إجراءات الأمن في ميلانو وغيرها من المدن الإيطالية خاصة قرب الكنائس الرئيسية التي يتردد عليها المحتفلون.
وفي بريطانيا عززت السلطات الأمن، فيما استخدمت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي رسالتها الافتتاحية بمناسبة العيد لدعوة البريطانيين للوحدة بعد عام من الانقسامات حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.
في كولومبو، حازت سريلانكا أمس على لقب بناء أطول شجرة عيد ميلاد اصطناعية في العالم، لتتخطى رقما قياسيا حققته الصين العام الماضي. وتم وضع الشجرة في المتنزه الأخضر، وهي منطقة على شاطئ البحر في العاصمة شهدت أيضا عقد البابا فرنسيس القداس الرئيسي خلال زيارته إلى سري لانكا العام الماضي.
عدد اليوم
