السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آثار العدوان الإسرائيلي تتعدى لبنان

20 يوليو 2006 23:34
بيروت - د ب أ: مع انطلاق أول رصاصة إسرائيلية في اتجاه لبنان الاسبوع الماضي، أجمع المراقبون على أن الاقتصاد اللبناني سيكون أول الخاسرين في هذه المواجهة· ومما زاد من قوة هذا اليقين تركيز الهجمات الاسرائيلية على منشآت البنية الاساسية في لبنان من طرق وجسور ومحطات توليد الكهرباء والاتصالات· وكان مطار بيروت الدولي على رأس الاهداف التي وجهت إليها إسرائيل صواريخها منذ البداية ليصبح لبنان معزولا جويا عن العالم· كما فرضت القوات البحرية الاسرائيلية حصارا على الموانئ اللبنانية وضربت طريق بيروت دمشق لاحكام الحصار البري وهي كلها أمور لها تداعياتها الاقتصادية الباهظة على لبنان· وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها منذ بداية الحرب كما أوقفت البنوك خدماتها· وخوفا من التعرض لازمة سيولة قررت البنوك وضع حد أقصى للسحب من الارصدة بمقدار ألف دولار فقط لكل شخص· وقال مسؤول في بورصة بيروت للاوراق المالية إن القصف الاسرائيلي منذ البداية لميناء بيروت حيث توجد البورصة على مسافة قريبة منها أجبر إدارة البورصة على إغلاقها· وصرح وزير المالية اللبناني جهاد أزعور لوكالة الانباء الالمانية في محادثة هاتفية بأن الهجمات الاسرائيلية ضربت الموسم السياحي الصيفي في لبنان ووجهت ضربة قوية إلى قطاع السياحة الذي يشكل أهم قطاعات الاقتصاد اللبناني· وأضاف أنه يعتقد أن تحقيق معدل النمو الاقتصادي المستهدف للعام الحالي ويتراوح بين أربعة وخمسة في المئة بات مهمة صعبة جدا· وقد تبدد حلم الحكومة اللبنانية في جذب 6ر1 مليون سائح خلال العام الحالي للتخفيف من وطأة الازمة الاقتصادية· ورغم ذلك أكد الوزير اللبناني أن الاقتصاد مازال ''مستقرا'' وأنه لا يوجد خطر يهدد قيمة الليرة اللبنانية التي عادة ما تدفع ثمن الازمات السياسية والعسكرية التي يتعرض لها لبنان من وقت إلى آخر· وقبل أن تشن إسرائيل حملتها العسكرية الحالية ضد لبنان كان الاقتصاد اللبناني قد حقق تحسنا ملموسا سواء على صعيد خفض الدين العام الذي يشكل العقبة الابرز أمام تقدم الاقتصاد اللبناني أو الوصول بمعدل النمو إلى خمسة في المئة العام الماضي وزيادة جاذبيته للاستثمارات الاجنبية وبخاصة العربية منها· ولكن الدمار الواسع الذي تعرضت له البنية الاساسية في لبنان يلقي بظلال قاتمة على مستقبل الاقتصاد اللبناني· ومما يزيد من أهمية البعد الاقتصادي لما يجري في لبنان ما أكد عليه العديد من المحللين من تأثير الحرب على الاقتصاد العالمي ككل· وجاء تصاعد العنف بين إسرائيل ولبنان أو مقاتلي حزب الله على وجه التحديد في توقيت حرج للغاية بالنسبة للاقتصاد العالمي الذي يمر بمرحلة حساسة في ظل تنامي مشاعر القلق تجاه آفاق هذا الاقتصاد· فقبل اشتعال الموقف في لبنان على نحو يهدد الاستقرار الاقليمي في واحدة من أهم المناطق بالنسبة للاقتصاد العالمي كان المعنيون بالاقتصاد يتابعون بقلق اتجاه الاقتصاد الامريكي وهو أكبر اقتصاد في العالم نحو التباطؤ واتجاه البنوك المركزية الرئيسية من الولايات المتحدة إلى اليابان ومنطقة اليورو نحو زيادة أسعار الفائدة وما يعنيه ذلك من انكماش متوقع في الانفاق سواء الاستهلاكي أو الاستثماري نتيجة لارتفاع أسعار النفط· وبالطبع فالهجوم الاسرائيلي على لبنان والمستمر منذ نحو أسبوع يشكل خطرا داهما على أسواق النفط العالمية التي تعتمد على إمدادات النفط من الشرق الاوسط لتلبية ما يقرب من ثلثي احتياجاتها· وتقول باربرا لامبريخت الخبيرة في شؤون اقتصاديات الطاقة بمصرف كوميرتس بنك الالماني إنها لا تستبعد وصول سعر برميل النفط قريبا إلى مستوى قياسي جديد قدره 80 دولارا في ظل المخاطر الجيوسياسية القائمة في العالم
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©