تسابق بين شركات محلية وعالمية لإنشاء مواقف سيارات آلية بأبوظبي

يتسابق عدد من الشركات المحلية والعالمية للفوز بمناقصات مواقف السيارات الآلية “الأوتوماتيكية” ومتعددة الطوابق في أبوظبي التي طرحتها دائرة النقل بالعاصمة مؤخراً. وأكد مسؤولون بعدد من الشركات المتخصصة في إنشاء مواقف السيارات الأوتوماتيكية أهمية اتجاه أبوظبي إلى إنشاء هذه المواقف لمواجهة أزمة ازدحام المواقف بالعاصمة. وقالوا لـ”الاتحاد” على هامش معرض الشرق الأوسط الثالث لحلول مواقف السيارات، الذي بدأت فعالياته بمركز أبوظبي الوطني للمعارض أمس ويستمر حتى يوم غد الثلاثاء، إن هذه المواقف تقدم حلولاً متطورة لأزمة المواقف بالعاصمة، فضلاً عن اعتبارها أكثر أماناً مقارنة بمواقف السيارات المنتشرة بالشوارع. وأوضح مشاركون بالمعرض أن مواقف السيارات الأوتوماتيكية تتميز أيضاً بدورها في توفير الوقود، حيث يتم حمل السيارات إلى الأدوار العليا دون حاجة صاحب السيارات للبحث عن موقف لسياراته، فضلاً عن توفير الإضاءة. وشهد افتتاح المعرض عبدالله راشد العتيبة، رئيس دائرة النقل في أبوظبي وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال من الإمارات والمنطقة. وأوضحت دائرة النقل في بيان صحفي أمس أن المعرض الذي تشارك فيه ممثلة بقسم “مواقف” يوفر الفرصة أمام الجهات المشاركة من جميع أنحاء العالم لاستعراض أبرز الخبرات التي تتميز بها وتبادل الأفكار ووجهات النظر في مجالات متعددة تشمل تخطيط وتصميم مواقف السيارات، والتمويل والاستثمار، الإدارة وتشغيل المواقف، وأحدث التقنيات في هذا المجال. وتتخلل المعرض جلسة خاصة حول أنظمة مواقف السيارات الآلية. بنية تحتية وقال المهندس خالد محمد هاشم، المدير التنفيذي لإدارة النقل بدائرة النقل في كلمته الافتتاحية للندوة المصاحبة للمعرض إن أبوظبي تشهد حالياً نمواً اقتصادياً وحضارياً غير مسبوق مما يتطلب تعزيز البنية التحتية في العاصمة أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فإن إدارة مختلف نواحي المدينة خاصةً في ما يتعلق بمواقف السيارات وشبكة النقل تأتي في طليعة أولوياتنا. وقال هاشم للصحفيين على هامش المعرض إن الدائرة بصدد إنشاء موقفين آليين ونحو 6 مواقف متعددة الطوابق، موضحاً أن هذه المواقف توفر نحو 4 آلاف موقف سيارة، بواقع 500 موقف بكل مبنى، وذلك لمواكبة الزيادة السنوية في أعداد مالكي المركبات في أبوظبي والتي تبلغ 16%. وأكد أن نظام المواقف المدفوعة الذي تم تطبيقه منذ العام الماضي في إمارة أبوظبي، أسهم في خفض نسبة الحوادث المرورية التي تنجم عن مواقف السيارات بمقدار 24%، مشيراً إلى مواصلة الدائرة سعيها لترتيب آلية توزيع مواقف السيارات في البنايات الخاصة، حيث لا تزال تستقبل الوثائق المطلوبة من مالكي البنايات تمهيداً لدراسة الوضع بشكل دقيق وضمان حصول السكان على المواقف في البنايات الخاصة بشكل عادل. وأوضح هاشم أن الدائرة بصدد الإعلان عن آلية جديدة خلال الأسبوعين المقبلين لتوفير المواقف المدفوعة للسكان خلال أوقات الإعفاء والإجازات، مشدداً على اهتمام الدائرة بالنظر بجدية للشكاوى التي تردها من الجماهير، حيث يتم تشكيل لجنة داخلية للبت في كل شكوى على حدة وإعطاء صاحب الشكوى حقه في حال ثبتت صحة شكواه. خطة «مواقف» من جانبه، قال المهندس نجيب الزرعوني، مدير عام “مواقف” في دائرة النقل إن خطة “مواقف” تندرج ضمن الاستراتيجية الشاملة الرامية إلى الارتقاء بمدينة أبوظبي إلى مصاف العواصم العالمية، وتعزيز مكانتها على الخريطة العالمية كواحدة من المدن المفضلة للعيش، حيث توفر نظاماً متكاملاً ومترابطاً لخدمات النقل من ضمنه خطة تنظيم مواقف السيارات في المدينة تجسيداً للخطة الشاملة للنقل البري والتي رسمت خطوطها العريضة “خطة أبوظبي 2030”. ويغطي نظام المواقف المدفوعة مسبقاً الذي يوفر العديد من خيارات الدفع، معظم مناطق وسط مدينة أبوظبي ويضم مساحات واسعة لتسهيل وصول سيارات الطوارئ، وتتم حالياً دراسة خيارات إضافية تشمل مواقف السيارات الآلية والمواقف ومتعددة الطوابق. وبادرت دائرة النقل بإطلاق خطة النقل البري الشاملة (STMP) في ضوء الاهتمام المتزايد الذي يشهده قطاع النقل في المنطقة عامة وأبوظبي خاصة، ويشكل الدليل مرجعاً بارزاً لتعزيز الوعي البيئي وتسهيل حركة النقل وتخفيف الازدحام في العاصمة انطلاقاً من خطة أبوظبي 2030. حلول مبتكرة من جانبه، قال عمير سعود الظاهري، رئيس شركة مدائن القابضة إن الشركة تقدم من خلال مشاركتها بالمعرض أبرز حلولها المبتكرة في مجال المواقف متعددة الطبقات وأحد أهم الأنظمة التكنولوجية لحلول مواقف السيارات والتي تسهم على تعزيز القدرة الاستيعابية الحالية في أبوظبي إلى ما يزيد على 25 ضعفاً، على أن تتم جميع عملية توقيف السيارة أوتوماتيكياً في 60 ثانية واسترجاعها في المدة نفسها الزمنية. وتعد تكنولوجيا المواقف الجديدة التي تطلقها مدائن نتاج شراكة مع مجموعة هيونداي إحدى كبريات الشركات المتخصصة في مجال تصنيع الحلول التكنولوجية لمواقف السيارات في العالم. ويعد نظام حلول مواقف السيارات تكنولوجيا جديدة تعمل أوتوماتيكياً، وذلك من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر للسيطرة على جميع المراحل بدءاً من توقيف السيارة حتى استرجاعها. وقال الظاهري إن استخدام الحلول الجديدة يوفر مزيداً من المساحات للمكاتب، إضافة إلى توفير الوقت والجهد في عملية البحث عن مكان لتوقيف السيارة واسترجاعها، فضلاً عن زيادة المساحات المؤجرة، والحصول على مزيد من المواقف بالقليل من عمليات التغير في المباني الموجودة فعلياً، وتوفير مواقف مؤمنة، وتكلفة منخفضة لصيانة المواقف، فضلاً عن توفير مواقف صديقة للبيئة ذات تكنولوجيا تقليل الضجيج والتلوث. وأكد الظاهري أن المواقف الأوتوماتيكية مطبقة بالفعل منذ نحو 20 عاماً في عدد من الدول المكتظة بالسكان مثل اليابان وكوريا وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أهمية اعتياد المقيمين بأبوظبي على هذا النوع من المواقف. وأشار الظاهري إلى اهتمام الشركة بالمنافسة على مناقصات دائرة النقل بأبوظبي الخاصة بإنشاء المواقف الأوتوماتيكية. مواقف متطورة وقال محمد فراج الرئيس التنفيذي لشركة “سمارت باركن” إن اهتمام دائرة النقل بطرح مناقصات لإنشاء المواقف الإلكترونية يعد تطوراً مهماً في اتجاه تركيز العاصمة على هذه المواقف المتطورة، متوقعاً انتشار هذه المواقف بالدولة بصورة كاملة خلال 3 إلى 5 سنوات. وأكد فراج أن المواقف الأتوماتيكية لن تكون مرتفعة القيمة مقارنة بالمواقف العادية، موضحاً أن هذه المواقف توفر مساحات لاستيعاب عدد أكبر من السيارات، وهو ما يعني عدم الحاجة لزيادة القيمة المدفوعة من المستخدمين. وأضاف فراج أن هذه المواقف تسهم أيضاً في توفير الوقود لعدم حاجة صاحب السيارة للبحث عن موقف لسيارته والتي يتم حملها مباشرة للأدوار العليا، فضلاً عن توفير الإضاءة والتي لا يتم استخدامها نظراً لعدم وجود أفراد داخل الموقف. كما أن خلو الموقف من الأفراد يزيد من نسبة الأمان، وحتى في حالة حدوث حريق على سبيل المثال، فإن ذلك يقلل نسبة الخسائر البشرية، رغم صعوبة حدوث حرائق لا سيما في ظل عدم تشغيل السيارات بالداخل. وقال فراج إنه رغم وجود هذه التقنية بأغلب دول العالم منذ فترة طويلة، إلا أنها لم تر النور حتى الآن في أبوظبي، وذلك بسبب مخاوف البعض من أي جديد، متوقعاً أن يصل حجم استثمارات شركته في هذا المجال لأكثر من 500 مليون درهم بأبوظبي فقط.