الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان يقر بـ «الإخفاق» في سوريا وغير واثق من النجاح

عنان يقر بـ «الإخفاق» في سوريا وغير واثق من النجاح
8 يوليو 2012
أقر موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان، بأنه “لم ينجح” في مهمته بعدما بقيت خطته للخروج من الأزمة حبراً على ورق، داعياً مجدداً إلى ضم إيران إلى المحادثات، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة “لوموند” الفرنسية أمس. وقال عنان “هذه الأزمة مستمرة منذ 16 شهراً، لكن تدخلي بدأ قبل 3 أشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح أننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك أي ضمانة بأننا سوف ننجح”. وتابع “لكن هل قمنا بدرس حلول بديلة؟، هل طرحنا الخيارات الأخرى على الطاولة؟، هذا ما قلته لمجلس الأمن الدولي”، مشيراً إلى أن هذه المهمة “ليس مفتوحة زمنياً، مثل دوري أنا”. ونشرت المقابلة غداة انعقاد مؤتمر مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” في باريس أمس الأول الذي شارك فيه أكثر من مئة بلد عربي وغربي طلبت من مجلس الأمن إصدار قرار ملزم يتضمن تهديداً بفرض عقوبات على دمشق. ولم يشارك عنان في هذا المؤتمر. وعلق عنان على مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا التي تم نشرها منتصف أبريل الماضي، وتضم حوالى 300 عسكري غير مسلح موزعين على عدد من المدن السورية، فضلاً عن مئة خبير مدني. وعلقت البعثة دورياتها في منتصف يونيو المنصرم بسبب استمرار المعارك. وقال عنان “يقال أحياناً إن المراقبين غير المسلحين لم ينجحوا في وقف العنف، لكن هذا لم يكن دورهم إطلاقاً! لقد دخلوا إلى سوريا للتثبت من احترام الأطراف لتعهداتها بوقف الأعمال الحربية. وهذا ما حصل لفترة قصيرة في 12 أبريل الماضي، إذ أوقف الطرفان المعارك”. وأشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة إلى أهمية دور روسيا حليفة النظام في دمشق التي عرقلت حتى الآن أي تحرك دولي حازم ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مشدداً كذلك على أهمية إشراك إيران في المحادثات. وقال “روسيا تمارس نفوذاً لكنني لست واثقاً من أنها ستكون قادرة وحدها على تحديد مسار الأحداث.. إيران لاعب، وينبغي أن تكون جزءاً من الحل. لديها نفوذ ولا يمكننا تجاهلها”. وعارض الأميركيون والأوروبيون دعوة طهران حليفة دمشق إلى المؤتمر الوزاري لمجموعة العمل الدولية حول سوريا الذي عقد في جنيف منذ 9 أيام، بسبب النزاع معها حول البرنامج النووي الإيراني. ورأى عنان أن السابقة الليبية هي التي تفسر موقف موسكو وبكين اللتين تعرقلان أي تحرك دولي حازم ضد نظام الأسد في مجلس الأمن الدولي. وأوضح “دعوني أقول لكم بصراحة: الطريقة التي استخدمت بها (مسؤولية الحماية) في ليبيا، طرحت مشكلة بالنسبة لهذا المفهوم. الروس والصينيون يعتبرون أنهم خدعوا: فهم تبنوا قراراً في الأمم المتحدة تم تحويله إلى عملية تغيير نظام، وهو ما لم يكن المقصد أساساً من وجهة نظر البلدين”. وفي وقت سابق أمس، رفضت الصين اتهام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لها ولروسيا بعرقلة الوصول لحل للأزمة السورية وقالت إن أي محاولة “لتشويه صورتها” مصيرها الفشل. وكانت كلينتون حثت الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس أمس الأول، على التوضيح لبكين وموسكو أنهما “ستدفعان ثمن” مساعدة الأسد على الاحتفاظ بالسلطة، وهي واحدة من أقوى التصريحات الأميركية منذ بدء الانتفاضة في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين إن تصريحات كلينتون “غير مقبولة بالمرة”. وأضاف في بيان نشر على موقع الوزارة الإلكتروني “فيما يتعلق بمشكلة سوريا.. نال موقف الصين العادل والبناء ومساهماتها على صعيد الجهود الدبلوماسية، تفهماً واسعاً وتأييداً من الأطراف المعنية في المجتمع الدولي.. أي كلمات أو أفعال تشوه صورة الصين وتزرع الخلاف بين الصين ودول أخرى، ستذهب هباء”. الى ذلك دعت المعارضة السورية أمس، الأمم المتحدة إلى دعم بعثة المراقبين الدوليين حيث زادت المخاوف من أن يمتد نزيف الدم المستمر منذ 16 شهراً، إلى دول مجاورة بسبب تقارير حول قصف دموي في لبنان من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض لوكالة الأنباء الألمانية من باريس أمس، “يتعين زيادة عدد المراقبين لا تقليصه. يتعين تسليحهم لحمايتهم وليصبحوا قوة رادعة في هذا الوقت الحرج من الأزمة السورية”. وكان غليون يعلق على تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام مجلس الأمن الدولي أوصى فيه بتقليص حجم بعثة المراقبين غير المسلحين في سوريا وتحويل مهمتها من مراقبة وقف إطلاق النار إلى العمل على التوصل لحل سياسي للصراع الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألف سوري منذ اندلاع الانتفاضة منتصف مارس 2011. وأضاف بان كي مون أن البعثة الأصغر حجماً يتعين أن تركز بدلاً من ذلك، على دعم الحوار السياسي بدلاً من مراقبة وقف لإطلاق النار يتعرض يومياً للانتهاك. ويتعين أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً حول مستقبل الفريق المكون من 300 شخص بنهاية تفويضها الذي يصادف 20 يوليو الحالي. وذكر مصدر في الأمم المتحدة ببيروت للوكالة إن العديد من الدول التي لديها مراقبون في سوريا تهدد بسحبهم بسبب تصاعد العنف بها. وكانت وفود مشاركة في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد في باريس أمس الأول، دعت إلى اتخاذ قرار صارم تحت الفصل السابع من الأمم المتحدة ضد نظام الأسد لكن المؤتمر، دون التهديد باستخدام القوة من قبل القوى الأجنبية. ومنتصف يونيو الماضي، أضطرت الأمم المتحدة إلى تعليق عمل بعثة المراقبين بسبب تصاعد أعمال العنف ووقوع حوادث إطلاق نار على قوافل للمراقبين.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©