الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اتحاد الكتاب يؤبّن بن حاضر ويستحضر مناقبه الشعرية والحياتية

اتحاد الكتاب يؤبّن بن حاضر ويستحضر مناقبه الشعرية والحياتية
13 يوليو 2011 21:48
أقام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول، أمسية تأبينية للشاعر عضو اتحاد الكتاب، الراحل محمد بن حاضر الذي غيبه الموت يوم السادس من الشهر الجاري عن عمر ناهز الـ63 عاماً. تحدث في الأمسية بلال البدور المدير التنفيذي للشؤون الثقافية والفنية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد والشاعر ابراهيم محمد ابراهيم، والإعلامي التونسي عبد اللطيف الزبيدي، وأدار الأمسية التأبينية الشاعرة جميلة الرويحي مدير الشؤون الثقافية بالاتحاد. وكان الشاعر حبيب الصايغ أول المتحدثين فقال: “بعيداً وهادئاً كنبؤة نسمة، يغيب محمد بن حاضر، يحمل معه روحه ويغيب ثم يحلّق بجسده في الأعالي وهو يعود. وعندما يرقد الشاعر في قبره بعد تعب العمر، فإن حلمه يستيقظ، وتضيء حروف قصائده أكثر ويحضر في قلوب محبيه وشعبه وكأنه دورتهم الدموية” واضاف “أنشأ كل منّا غربته على كفيه، وعشنا معاً وحيدين وبعيدين كما لا ينبغي للشعراء بالتأكيد، وربما كما ينبغي بالتأكيد، مع الاعتراف بأن غربة الشاعر معلّقة في الركن الأقصى من رأسه منذ الولادة، فإنها قادرة على التحول وفقاً للمراحل والتقلبات، واستناداً إلى لحظات موت الشاعر في الحياة، وحياته في الحياة، وحياته في الموت”. وفي صدد إبداع الشاعر، قال الصايغ هو “براهين على مجد القصيدة الكلاسيكية، اللغة الطازجة، جزالة التراكيب والمقاصد، التفاف اللفظ والمعنى حول جذور الدمع والحنين، وحول سؤال يبتكر أسباب وجوده كل يوم، ويؤسس يومياً أيضاً لوجود الشاعر والإنسان”. كما كشف الصايغ أيضاً عن أن “اتحاد الكتّاب بصدد نشر أعمال الشاعر محمد بن حاضر الشعرية والنثرية في مجموعتي أعمال كاملتين، انطلاقاً من واجبه تجاه رجل تميّز طوال سنوات عمره بعطاءات الجهد المخلص والمواطنة الصالحة”. أما بلال البدور بدأ كلمته بالقول “لا أشكر اتحاد الكتّاب على هذا التأبين لأن من الواجب عليه أن يقف هذا الموقف، إذ يقفه كلما فُقِد أديب عربي أو عالمي من أي مكان فكيف هي الحال والفقيد كاتب إماراتي من طراز رجل، مثل الشاعر محمد بن حاضر”. ثم تناول البدور عدداً من المناقب الشخصية التي عُرف بها الراحل بدءاً من منتصف الثمانينيات عندما دار الحديث عن ضرورة وجود مؤسسة ثقافية في دبي، بعدما حققته من إنجاز اقتصادي، حيث طُرحت فكرة دار الندوة للثقافة والعلوم، وأشار إلى أنه عندما كان نائباً لرئيس مجلس إدارة الدار كان شعلة من النشاط، فعندما يدور نقاش حول فكرة ما، فكان تنفيذها لا يُؤجل بل يسارع إلى تنفيذها. واستذكر قائلاً: “لدى لقاء المؤسسين بصاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سأل عمَنْ بينهم سيتابع معه استكمال تأسيس دار الندوة فكان إجماع المشاركين عليه”. ثم تطرق البدور إلى كرم أخلاق ونَفْس الشاعر الراحل ومبادراته الاجتماعية تجاه المواطنين والمقيمين، وكذلك مواقفه المتقدمة تجاه قوميته العربية ووطنيته التي كان في الصف الأول من المثقفين المدافعين عنهما. وتحدث البدور أيضاً عن معرفته بصدق الشاعر الراحل وصدقيته في التعامل مع الآخرين ليختم بأنه ينتمي، شعرياً، إلى المدرسة الكلاسيكية ويُدافع عنها شكلاً ومضموناً. اما عبد اللطيف الزبيدي فتناول الرحل محمد بن حاضر شاعراً، بدلالة العلاقة التي جمعته به، فقال: “لو أردت أن ألخّص علاقته بالشعر لقلت بأنه مسكون به، فهو بالنسبة إليه ليس متعة ولا موهبة ولا مهنة أو حرفة، بل هو تماهٍ في الشعر، هو شاعر الليل والنهار، وهما صديقان روحيّان لا يفترقان، فكان يرى أن الشعر ردّ فعل على أحداث الحياة وحوادثها وحادثاتها في السراء والضراْء” وأضاف “كان يعيش مع الشعر ولا يدع مناسبة إلا ويتفاعل معها، وأطلقت على قراءته إياه: قراءة القناعة والإيمان التي تحتاج إلى الدليل والبرهان”. عودي في الأمسية التأبينية قرأ الشاعر ابراهيم محمد ابراهيم قصيدتين حملت الأولى منهما عنوان “عودي”، فيما كانت الأخيرة بلا عنوان، ومن أجواء القصيدة الأولى: “ لا الليل ليلي، لا ولا النجوى إذا ناجيتُ ذاتي حتى الندامى غادروا حانَ الليالي المقمراتِ وذهبتُ أضربُ في الخيال طفقتُ استجدي شتاتي عبثاً أحاول نيل ذاك النجم، إن النَّيلَ عاتي كم ليلة غَنَّيتُ للآتي ولم أظفر بآتي ريحٌ تئن بحرقةٍ ثكلى تئن على رفاتِ”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©