أكدت الهيئة العامة للطيران المدني لـ«الاتحاد» أمس استمرارها في اتخاذ العديد من التدابير والإجراءات الاحترازية من أجل توفير أفضل مستويات الأمن والسلامة لحماية الطائرات والمسافرين على متن رحلات الناقلات الوطنية في جميع المناطق الساخنة حول العالم، وذلك بعدما أعلنت «طيران الإمارات» تغيير مسار 20 رحلة يوميا تستخدم الأجواء الجوية العراقية، بعد قرار سابق بوقف جميع الرحلات إلى كييف إثر إسقاط طائرة الركاب الماليزية أثناء تحليقها فوق شرق أوكرانيا بصاروخ أرض-جو.
وقال سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني لـ «الاتحاد» «إن كافة المخاطر على حركة الطيران الوطنية تخضع لدراسة دقيقة، وفي ضوء حجم الخطر يتم اتخاذ الإجراء المناسب بتوسيع حظر تسيير رحلات حول المناطق الخطرة، وهو ما تم سابقا على مناطق في أوكرانيا، فيما تتخذ كل شركة طيران وطنية الإجراء المناسب لتفادي المخاطر على رحلاتها في ضوء تقييم دقيق للموقف».
ولفت إلى أن اتخاذ «طيران الإمارات» إجراءات بتغيير مسار رحلاتها فوق مناطق التوتر في العراق جاء وفقا لتقييم المخاطر للطيران في هذه المنطقة، مشيرا إلى أنه كلما زادت المخاطر ارتفعت تكاليف التأمين على الرحلات وتزايدت الأعباء، إلى جوانب عوامل أخرى تتعلق بتهديد سلامة الركاب والطائرات.
وبين السويدي أنه في حال كان الخطر مرتفعا تتخذ الهيئة قرارا عاما بالحظر، ومنع الطيران في منطقة التوتر، أما في حال احتمال خطر بسيط تقوم شركة الطيران باتخاذ القرار بنفسها، شرط ألا يكون أقل من تقييم الخطر والإجراء الذي تتخذه الشركة أقل من الإجراء المحدد من جانب الهيئة.
وأوضح أن الهيئة تراقب وتدرس بدقة كل المخاطر في المناطق الساخنة حول العالم، لحظة بلحظة كما تتواصل في هذا الشأن مع سلطات الطيران المدني لحكومات هذه الدول، من أجل توفير عناصر السلامة، لافتا إلى أن الهيئة في انتظار نتائج تقييم حادث سقوط الطائرة الجزائرية فوق مالي، وأنه في حال ثبوت أنه حادث إرهابي، سيتم اتخاذ الإجراء الأنسب لحماية سلامة الطيران المدني للدولة.
وأشار السويدي الى أن مسؤولية سلامة الطيران المدني في أجواء كل دولة تقع على عاتق الدولة ذاتها، وهي مطالبة بإبلاغ المنظمة الدولية للطيران المدني «ايكاو» واتحاد النقل الجوي الدولي «أياتا» بحجم الخطر وأن أجواءها غير آمنة، ليتم فرض حظر على أجوائها بشأن حركة الطيران المدني، لافتا إلى أن مثل هذا الأمر ينطبق على حالات أوكرانيا والعراق ومالي، إذا ما تم التوصل إلى خطر يتطلب ذلك، وذلك تنفيذا لاتفاقية «شيكاغو» التي تقر ضمانات سلامة الطيران المدني عالميا في أجواء كل دولة.
وأضاف «إلى حين وضوح الرؤية من حق كل دولة أو شركة طيران أن تتخذ الإجراء المناسب لها، وهو ما تم فعليا في حالة أوكرانيا من جانب الإمارات بحظر الطيران ، وما اتخذته طيران الإمارات في العراق، وما ستتخذه شركات أخرى».
وأعلنت «طيران الإمارات» في بيان أنها ستتجنب الأجواء العراقية فيما تبذل الحكومة هناك جهودا مضنية للقضاء على مقاتلين متشددين سيطروا على مناطق شاسعة في شمال العراق، وقالت «إنها تتخذ إجراءات وقائية فيما تعكف في الوقت الحالي على وضع خطط بديلة لمسار رحلاتها التي تستخدم الأجواء العراقية»، وأضافت «أن الشركة إلى جانب الوكالات الدولية المختصة تراقب الوضع عن كثب».
وأفاد المتحدث الإعلامي باسم «طيران الإمارات» بطرس بطرس لـ«الاتحاد» أن الأوضاع في المناطق الساخنة في العراق تمثل خطرا على حركة الطيران في ظل الصراع العسكري في بعض مناطقها، وفي ضوء ذلك اتخذت الناقلة إجراءً سريعا يحظر تسيير رحلات في هذا الأجواء، لتجنب أي مخاطر على مسافري الناقلة وطائراتها.
وأشار إلى أنه حتى أمس تم تغيير مسار أكثر من 20 رحلة يوميا من الأجواء العراقية إلى أجواء دول مجاورة أخرى مثل إيران، لافتا إلى أن تغيير مسارات الرحلات يترتب عليه تكلفة أعلى في الوقود، تتحمله الشركة، من أجل توفير أعلى درجات سلامة المسافرين، وموضحاً أن الإجراء جاء تحسبا لأي مخاطر في مناطق صراع من جماعات خارج سيطرة الدولة العراقية، كما أن رحلات أخرى ستتغير مساراتها من العراق عبر أجواء أخرى بينها مصر، والسعودية ومنطقة البحر الأحمر.
وكان رئيس «طيران الإمارات» تيم كلارك أوضح «أن ناقلات الشركة ستتفادى التحليق فوق العراق تحسبا لإطلاق صواريخ، وذلك بعد تحطم الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا»، وأضاف في تصريحات لصحيفة «تايمز» «علينا اتخاذ إجراء ومواجهة الأمور.
.
إن هذا احد الأمور الذي يثبت للرأي العام أننا نأخذ الأمور بجدية».
ولم تستبعد مصادر مطلعة في تصريحات لـ«الاتحاد»، قيام ناقلات وطنية أخرى بإجراء مماثل لما قامت به «طيران الإمارات» قريبا.
عدد اليوم
