القدس - رويترز: قالت مصادر دفاعية إسرائيلية إنه بالرغم من أن خطف مقاتلي ''حزب الله'' لجنديين وقتله عدداً آخر في غارة عبر الحدود كانا السبب في الهجوم الضاري الذي تشنه إسرائيل على مقاتلي الحزب، فإن هذا الهجوم كان يجري الإعداد له منذ فترة طويلة ويهدف الى تغيير ميزان القوى العسكرية في المنطقة· وأضافت أمس الأول أنه بمحاولة القضاء على صواريخ ''حزب الله'' على الأرض فإن إسرائيل لا تأمل في حماية شمالها فحسب بل وإضعاف ذراع استراتيجية لإيران التي قامت على رعاية ''حزب الله'' كقوة بالوكالة للتصدي لاية مواجهة مستقبلية مع الدولة اليهودية· ويحمل الهجوم رسالة أيضاً لسوريا المتحالفة مع ''حزب الله'' العدو الكؤود لإسرائيل· كما تراقب حركة ''حماس'' التي تقود الحكومة الفلسطينية، الموقف عن كثب· وقال اللفتنانت كولونيل اوليفيير رافوويتز المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي لدى سؤاله عن القصف الثقيل المنتظم للبنان الذي بدأ بعد ساعات من قتل ''حزب الله'' ثمانية جنود إسرائيليين وخطف اثنين آخرين، ''هذه الحملة قائمة على تحضيرات قمنا بها ومعلومات جمعناها على مدار السنوات''· وأضاف رافوويتز ''يجب أن تحتفظ إسرائيل بقوتها الرادعة وتظهر للدول التي تهددها أن هناك حداً لا يمكن تجاوزه''· وتابع قائلاً: ''نأمل أن تعرف إيران وسوريا أن رعايتهما لـ''حزب الله'' لن تكون مقبولة بعد الآن''· وربط مسؤول دفاعي إسرائيلي بارز طلب عدم نشر اسمه بين الهجوم على لبنان ومخاوف بلاده بشأن البرنامج النووي الايراني واحتمال صراع مسلح طويل الأمد مع الفلسطينيين تحت قيادة ''حماس''· وقال المسؤول: ''سعى كل من حزب الله وحماس الى إقامة توازن لقوى الإرهاب بمباركة إيران·
صواريخ كتيوشا من الشمال وصواريخ قسام من الجنوب'' مشيراً الى الصواريخ بدائية الصنع التي يطلقها نشطاء فلسطينيون على إسرائيل من غزة· وأضاف المسؤول ''حزب الله ينظر اليه أيضاً على أنه وسيلة لتقييد أيدينا فيما يتعلق بالتهديد النووي الإيراني''· وتثق إسرائيل منذ وقت طويل في وضعها بوصفها الثقل العسكري في المنطقة حيث تشعر أنها مهددة من جميع الجوانب· غير أن هجمات المقاتلين التي تشنها حركة ''حماس'' و''حزب الله'' يصعب وقفها وقفاً دائماً باستخدام القوة العسكرية التقليدية· ومع القلق الدولي الذي أثاره الاشتعال المتصاعد للموقف الاقليمي أصر مسؤولون إسرائيليون علناً أن الهجوم على لبنان يتركز على مقاتلي حزب الله فحسب· وقال شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي لإذاعة الجيش: نحن نقاتل بعد أن هوجمنا· من الأهمية بمكان أن نؤكد أن هذا دفاع عن النفس· نحن لا نحاول خلق نظام عالمي جديد''·
وقال بيريس: ''ليست هناك قوة دولية أو قدرة دولية للتأثير على ''حماس'' أو ''حزب الله'' أو إيران أو سوريا· إذا كانت (القوى الخارجية) غير قادة على وقفهم فلماذا يضغطون علينا''· وقد يكون التفكير في أي عمل ضد طهران ودمشق أكثر سهولة بالنسبة لإسرائيل او حليفتها الولايات المتحدة في ضوء انخفاض مخاطر الانتقام المباشر من قبل ''حزب الله'' على إسرائيل
عدد اليوم
