الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تلاوة القرآن في رمضان رحلة إيمانية عميقة تظلل المسلم بنور الإيمان

تلاوة القرآن في رمضان رحلة إيمانية عميقة تظلل المسلم بنور الإيمان
11 يوليو 2013 21:54
القرآن شعار شهر رمضان، والعلامة البارزة فيه، وهو العمل العظيم الذي لا يكاد يخلو منه جدول أعمال أي امرئ في شهر الرحمة والمغفرة، ولا شك في أن قراءة القرآن في رمضان هي من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، فقد كان صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم يحرصون على قراءة القرآن ويجتهدون في قراءته في رمضان. وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على من يقرأه ويتدبره في الشهر الفضيل، فقال جل شأنه: «إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرّاً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور». وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه». أي يشفع لك بالطاعة والإيمان ويقول القرآن يا رب إني حرمته النوم فشفعني فيه، ولا يزال كذلك حتى يشفع فيه. هناء الحمادي (أبوظبي) - إن قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان لها فضائل كثيرة، منها ما جاء في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن، مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر.. لذلك لعل المرء حين يدرك ذلك تنهض به همته وينشط بدنه لقراءة القرآن، فيجتهد أن يختم ختمات عدة في رمضان، لكن البعض قد يقع في المحظور ظناً منه أن ختم القرآن مطلوب لذاته فحسب، ومقصود بعينه فقط، فيقرأ القرآن قراءة سريعة ربما أتى على بعض الحروف فأكلها، وبخس أحكام التجويد حقها، وعطل العقل والقلب عن فهم معاني ما يقرأ ولطائف ما يتلو. تأمل معانيه ومن جانبه، يقول مدير الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي طالب الشحي: «لابد عند قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان الكريم من التدبر والتأمل لمعانيه وقراءته بتأن. ويضيف: «فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «كان النبي- صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من ليالي رمضان فيدارسه القرآن»، كما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم، حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يطيل القراءة في قيام رمضان في الليل أكثر من غيره، وهذا أمر يشرع لكل من أراد أن يزيد في القراءة ويطيل، وكان يصلي لنفسه فيطيل ما شاء». من الأعمال العظيمة ويضيف الشحي: «كما تعتبر قراءة القرآن الكريم وختمه في رمضان من الأعمال العظيمة التي يثاب عليها العبد وينال بها الدرجات العلى، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختم القرآن في شهر رمضان، وكذلك صحابته رضوان الله عليهم، وكان الكل يجتهد في هذا الشهر، ويختم القرآن تيمناً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك التابعين والسلف الصالح من هذه الأمة، فقد كان منهم من يختم القرآن أكثر من ستين ختمه في هذا الشهر المبارك، كل منهم على قدر استطاعته». لافتا الشحي: «لابد لكل مسلم ومسلمة في الشهر الفضيل أن يستغل وقته بقراءة القرآن باعتباره شهر فيه إصلاح القلوب والهداية للتي هي أقوم لمن تلاه وتدبره وسأل الله به. ولما له فضل عظيم وأجر كبير. يقول صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأهله يوم القيامة». وقوله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً»، والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فما بالكم بالحسنات التي يجنيها خاتم القرآن، بالإضافة إلى الثواب الكبير الذي سيناله، فعن ‏عبدة ‏قال: «‏إذا ‏‏ ختم ‏الرجل القرآن بنهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي وإن فرغ منه ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح». أجواء روحية عالية وفي السياق ذاته، يرى الشحي أن قراءة القرآن في شهر رمضان في لياليه وأيامه، ترتفع بالإنسان إلى أجواء روحية عالية، موضحاً: إذا أضفنا إلى ذلك الثقافة الإسلامية التي تتمثّل في القرآن وفيما تحمله آياته من مفاهيم الإسلام وأفكاره وشريعته، عرفنا كيف يساعد ذلك على نمو الشخصية الإسلامية التي ينبغي لها أن تعيش فكرها في أجواء روحية هادئة، لتتمكن من خلال ذلك من الانطلاق من قاعدة فكرية روحية عميقة في داخل النفس والفكر والوجدان. أما الطريقة التقليدية التي ترتكز على أساس ملاحظة الكم دون الكيف في قراءة القرآن فإنها لا تستطيع أن تضيف إلى الإنسان شيئاً في مشاعره وأفكاره، بل التسابق في عدد «الختمات» من دون تفهم لمعاني الروح. أجر وثواب من جانبه، يستغل فهد خليل «مواطن»، وقته في رمضان بقراءة القرآن الكريم، لما فيه من أجر وثواب مضاعف في هذه الأيام الفضيلة، ويقول في هذا الشأن: «كثيرا ما أقضي ساعات طوال في قراءة القرآن، فالعبرة في قراءة القرآن الكريم تكمن في تدبر معانيه ومعرفة الأحكام التي يمكن أن تستنبط منه أو واضحة فيه». ويضيف: «ليست غايتي في النهاية أن أتسابق مع الآخرين بختمه، بل إن الأمر يتطلب التدبر، والقرآن يريد الإنسان الذي يشعر به ويعمل به، ولا يحتاج لشخص يقرأه ويمر علية مرور الكرام، وأوضح فهد، أن القراءة لها ضوابط لابد أن تتحقق، فلا يكون من المقبول ما نراه من قراءة سريعة أو وسط الزحام أو في أماكن العمل، لأنها لا تؤدي إلى تدبر معاني الآيات والتفكر فيها أو الإحساس بها». فهم القرآن وتدبره ويستغرب حسين محمد «مقيم»، قيام البعض بقراءة القرآن بشكل سريع، فقط من أجل أن يُختم القرآن عدة ختمات مع نهاية الشهر الفضيل. ويتابع: «لا يوجد في الشرع ما يدل على ختم القرآن مرة أو أكثر في شهر رمضان، كما لم يرد في السنة النبوية ذلك، وبالتالي فالإنسان له أن يقرأ ما يشاء لكن بطريقة عادية تساعده على فهم القرآن وتدبره دون تعجل بختمه. ولفت حسين إلى أن الرسول الكريم لم يأمر بختم القرآن في رمضان، وإنما أمر بقراءته والتدبر فيه، وفهم معانيه، فإذا لم يلتفت الإنسان لهذا في القرآن فبماذا استفاد من قراءته». وحول استغلال وقته في الشهر الفضيل، يخصص حسين الليل لقراءة القرآن الكريم، ليتدبر معاني الآيات، وفي كل عام يختم القرآن بما يعادل (2-3) ختمات. فضل ختم القرآن في شهر رمضان من ختم القرآن الكريم تلاوة فله بكل حرف منه حسنة، فروى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن «ألف» حرف و»لام» حرف و»ميم» حرف.»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©