حدث على الهواء مباشرة

قبل عدة أيام قليلة، وأثناء عودتنا الى منازلنا من الدراسة الصيفية، وتحديداً عند أحد تقاطع إشارات المرور، حدث استعراضي فجائي، من أجلنا فقط، أو بالأحرى فداء لنا، شاب ''بايع عمره'' يستعرض بسيارته الصغيرة يميناً ويساراً، وأيضاً بعض ''الويلات السريعة'' ونحن أعيننا مفتوحة لهذا المشهد الخطير! وجميع السيارات واقفة تشاهد ماذا سيحدث بعد هذا الاستعراض الجنوني، في البداية توقعت أن الإشارة حمراء ولن يستطيع أن يقف بالسيارة فتجاوز الشارع بهذه الحركات، ولكنني شاهدت الإشارة خضراء والمفروض أن يمر مرور الكرام ولكن حين شاهد هذا الشاب المتهور، باص جامعة جن جنونه وقت الظهيرة، وصمم على أن يبيع حياته أمامنا لولا عناية وستر الله على روحه، لأن الذي شاهدناه كان فظيعاً وتوقعنا بأن السيارة سوف تنقلب أو تتجه يساراً لتصطدم بالسيارات الواقفة، المهم توقعنا حادثاً مرورياً على الهواء مباشرة، وبعد هذه الثواني السريعة والاستعراض الجنوني مرت السيارة بشكل سريع أمام دهشة السائقين، فعلق سائق الباص سهراب'' تعليقا سريعا حيث قال: خايس واحد·· أما نحن - الطالبات - فكنا نضحك لتعليق السائق ثم بدأت تعليقاتنا تنهال من كل صوب، وأكثر التعليقات التي أضحكتنا هو ما قالته إحدى الطالبات: ''هذا بايعنها، أتحراه يضارب ويا حرمته قلت يمكن هي تدزه يسار وهو يدز يمين'' وآخرها ''يحليله·· بنات في الباص ما يقدر يتحمل'' وأخرى: ''خسارة كنت بشوف أول حادث جدامي''، وبعد هذه التعليقات السريعة ضحكنا ''من الخاطر عليه''، ولكن فعلاً ما شاهدته أمامي كان تهوراً من شاب لا يخاف على حياته، فلو كان يخاف على حياته ما فعل هذا في وسط تقاطع الإشارات ووقت الظهيرة والازدحام بالشوارع وأمام مرأى السائقين الآخرين، وعن نفسي فقد تمنيت لو أن أي دورية موجودة أو ''واحد فيه خير'' يأخذ رقم لوحته وتقوم شرطة المرور باستجوابه على هذه الحركات الجنونية في الشوارع فهو لا يراعي حياته ولا حياة الآخرين، ولكن حين سيشاهد نفسه في المستشفى ''مكسراً'' سيشعر حينها بأن حياته غالية ولا تستحق هذا الاستعراض الجنوني· أميرة العبدلي جامعة الإمارات