الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو عبيدة بن الجراح مبشر بالجنة في كتاب الله

11 يوليو 2013 21:57
أحمد مراد (القاهرة) - هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، أبو عبيدة، ولد سنة 40 قبل الهجرة، وكان نحيفاً، خفيف اللحية، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، فقد أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر الصديق، وكان إسلامه على يدي الصديق نفسه، فمضى به وبعبد الرحمن بن عوف وبعثمان بن مظعون وبالأرقم بن أبي الأرقم إلى النبي، فأعلنوا بين يديه كلمة الحق، فكانوا القواعد الأولى التي أقيم عليها صرح الإسلام العظيم. وأبو عبيدة بن الجراح هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة»، وعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أيُّ أصحاب رسول الله كان أحب إلى رسول الله ؟ قالت: أبو بكر. قلت: ثم مَن؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح. قلت: ثم من؟ قال: فسكتت. ومن أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أبي عبيدة هذا الموقف البارع؛ فعن عبد الله بن شوذب قال: جعل أبو أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر الجرَّاح قصده أبو عبيدة فقتله؛ فأنزل الله فيه هذه الآية: (لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، «المجادلة: الآية 22». ذات مرة أمسك الرسول صلى الله عليه وسلم بيمين أبي عبيدة وقال عنه: «إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»، وفي غزوة أحد مضى يضرب بسيفه الأمين في جيش الوثنية الذي جاء باغياً وعادياً يريد أن يطفئ نور الله، وكلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركة بعيدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل وعيناه لا تسيران في اتجاه ضرباته، بل هما متجهتان دوماً إلى حيث يقف الرسول صلى الله عليه وسلم. وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخبط أميراً على ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً من المقاتلين وليس معهم زاد سوى التمر، والمهمة صعبة، والسفر بعيد، استقبل أبو عبيدة واجبه في تفان وغبطة، وراح هو وجنوده يقطعون الأرض، وزاد كل واحد منهم طوال اليوم بضع تمرات، حتى إذا أوشك التمر على أن ينتهي، هبط نصيب كل واحد إلى تمرة في اليوم، حتى إذا فرغ التمر جميعاً راحوا يتصيّدون الخبط، أي ورق الشجر، فيسحقونه ويشربون عليه الماء، ومن أجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط. وكما عاش أبو عبيدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أميناً، عاش بعد وفاة الرسول أميناً بحمل مسؤولياته في أمانة تكفي أهل الأرض، وعندما كان خالد بن الوليد يقود جيوش الإسلام في إحدى المعارك الفاصلة الكبرى، واستهل أمير المؤمنين عمر عهده بتولية أبي عبيدة مكان خالد لم يكد أبو عبيدة يستقبل مبعوث عمر بهذا الأمر الجديد، حتى استكتمه الخبر، وكتمه هو في نفسه طاوياً عليه صدر زاهد، فطن، أمين حتى أتمّ القائد خالد فتحه العظيم. وذات مرة أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف درهم وأربعمئة دينار، وقال لرسوله: انظر ما يصنع؟ فقسّمها أبو عبيدة، فلما عرف عمرَ بما صنع أبو عبيدة بالمال، قال: «الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا»، وكان عمر يقول: «لم أكن مغيرًا أمراً قضاه أبو عبيدة»، وتُوفي أبو عبيدة بن الجراح سنة ثماني عشرة من الهجرة، عن ثمانٍ وخمسين سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©