الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسان بن ثابت.. شاعر الرسول

9 يوليو 2015 20:00
محمد أحمد (القاهرة) أبو الوليد حسان بن ثابت من الخزرج، ولد في المدينة في بيت وجاهة وشرف، قبل مولد الرسول بثماني سنوات، من بني النجار أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، كان منصرفاً إلى اللهو والغزل، وعاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين أخرى. كانت هناك نزاعات وحروب بين الأوس والخزرج، وكان حسان بن ثابت شاعر الخزرج، ولسان قومه في تلك الحروب، صارت له شهرة واسعة، قبل أن يدخل الإسلام كان شعره يغلب عليه الفخر، ومدح كثيراً من أمراء غسان، فقربه الغساسنة وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا، وجعلوا له راتباً سنوياً، وكان يستدر العطاء بشعره، ثم اتصل ببلاط الحيرة، وقد أفاد من اتصاله بالملوك والأمراء معرفة بشعر المديح والهجاء. لما بلغ حسان الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل فيه، وراح يدافع عن النبي والإسلام، ويهجو الكفار، قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: «ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟»، فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال: «والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء». وكان النبي يثني على شعر حسان، ويحثه على ذلك ويدعو له ويقول: «اللهم أيده بروح القدس»، وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا». ولم يكن حسان يهجو قريشاً بالكفر وعبادة الأوثان، وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويعيرهم بالمثالب والأنساب، واكتفى بالشعر، ولم يكن يقوى على الحرب، ولم يشهد معركة مع رسول الله ولا غزوة. قال رسول الله: «اهجُ قريشا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل»، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: «اهجهم»، فهجاهم فلم يُرْضِ، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فقال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحق، لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم، فقال رسول الله: «لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا، حتى يلخص لك نسبي»، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق، لأسلنَّك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة: فسمعت رسول الله يقول لحسان: «إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله»، وقالت: سمعت رسول الله يقول: «هجاهم حسان، فشفى واشتفى». حظي حسان بن ثابت بمنزلة رفيعة لدى الخلفاء الراشدين فكانوا يجلونه، والتزم بمبادئ الإسلام في إشعاره، ومن خلاله نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقة في التعبير مع وجود الألفاظ البدوية. ونصب نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي، والرد على أنصار الجاهلية، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية، ولم يكن مدحه ولا هجاؤه للتكسب أو الاستجداء، بل للدفاع عن الرسول الكريم. والمدح الذي نجده في شعر حسان، مقصور على النبي وخلفائه وكبار الصحابة، والذين أبلوا في الدفاع عن الإسلام بلاءً حسناً. قال حسان: نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثــــــــــــــــــــــان فـــــــي الأرض تعبـــــــــــــــــــد فأمســـــى ســـــراجاً مســـــتنيراً وهـاديــــاً يلــــــوح كمــــــا لاح الصقيـــــــــل المهنــــد وأنذرنــــــــــــــا نـــــــــــــارًا وبشـــــــــــــــــــر جنـــــــــــــــــــة وعلمنــــــــــــــا الإســــــــــــلام، فالله نحمـــــــــد وأنــــت إلـــه الخلـــــــــــــق ربـــــــي وخالقــــــي بـــذلك ما عمـــــرت فـي النــــاس أشـــهد وفي رثاء محمد صلى الله عليه وسلم قال: مع المصطفى أرجو بذاك جواره. وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد توفي حسان بن ثابت في المدينة المنورة سنة 54ه- 674 م في عهد معاوية بن أبي سفيان عن عمر 120 عاما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©