الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبو سياف» جماعة إرهابية.. أهدافها سياسية بخطاب ديني

«أبو سياف» جماعة إرهابية.. أهدافها سياسية بخطاب ديني
9 يوليو 2015 20:00
أحمد محمد (القاهرة) الفلبين من أكثر الدول غير الإسلامية التي نمت فيها حركات الإسلام الجهادية منذ أكثر من ثلاثين سنة، وقادت هذه الموجة مجموعة من رجال الدين الفلبينيين وتتلمذ على أيديهم العديد من الطلبة الذين شكلوا فيما بعد أجنحة التيار الإسلامي. بدأ الصراع بين الحركات والنظم السياسية الآسيوية كصراع اقتصادي اجتماعي وليس دينياً عقائدياً، وإن أخذ بعداً دينياً في مرحلة لاحقة، مما يؤكد أن أي جماعة تخفق في تحقيق مكاسب سياسية عبر الأساليب المدنية أو المسلحة، تلجأ إلى الخطاب الديني لكسب التأييد وجعل القضية التي يتبنونها عقائدية لتحقيق هدف سياسي. التجار العرب منذ دخول الإسلام الفلبين في أوائل القرن الخامس عشر على يد التجار العرب عبر شبه القارة الهندية، دخلت المسيحية في منتصف القرن السادس عشر على يد الاستعمار الإسباني عام 1571، أي بعد دخول الإسلام بأكثر من قرنين، وبينما تحول معظم سكان الأقاليم الشمالية إلى المسيحية، تمسك سكان الأقاليم الجنوبية بالإسلام، ويتركزون في مناطق محددة خاصة «مورو» في الجنوب ويبلغ عددهم سبعة ملايين مسلم. ظهرت النزاعات حول الأراضي الزراعية، واتسمت إدارتها بدرجة كبيرة من التمييز ضد السكان الأصليين، وأدت تلك السياسة إلى تعميق الشعور بالانعزال والتهميش الاقتصادي والاجتماعي لدى المسلمين في مواجهة المستوطنين الكاثوليك، والنظر إلى تلك العملية باعتبارها حالة من الاستيطان للمناطق الإسلامية، ودفعت الحكومة للنصارى وساعدتهم، وكونت منهم جماعات مسلحة. الجهاد الإسلامي كان علماء فلبينيون يقودون حركات الجهاد، وآلت الأمور إلى «الجبهة الإسلامية»، فهادنت الحكومة وسلمتهم أسلحتها وعقدت الصلح مقابل مكاسب بسيطة، وغضب المجاهدون وعرضوا على أبي سياف أن يقودهم، وأنشأ «الحركة الإسلامية في الفلبين» التي اشتهرت باسم «جماعة أبي سياف»، وأنشأها عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني المعروف بأبي سياف. ولد أبو سياف في 1959 لأب مسلم وأم مسيحية، والده، كان مع المجاهدين، حصل أبوه على منحة إلى ليبيا لدراسة اللغة العربية، والتحق بجامعة أم القرى في مكة، وأتم دراسته، ورجع إلى الفلبين، ثم إلى أفغانستان، حيث شارك في المعارك ضد السوفييت، ليعود إلى الفلبين ويؤسس الجماعة سنة 1991. الاغتيال والخطف ويعتمد نشاط الجماعة على الاغتيال والخطف، وتورطت في عدد من الهجمات الإرهابية منها تفجير المنشآت المدنية والعسكرية والبنى الأساسية المحلية كالمطارات وعبارات الركاب، وخطف المسؤولين المحليين والسياح الأجانب، وضربت أعناق الرهائن وابتزت رجال الأعمال، ونسب إلى الجماعة الهجوم عام 1995، على بلدة إيبيل في جزيرة مندناو، وفي أبريل سنة 2000، خطفت 21 شخصاً من منتجع ماليزي. قُتل أبو سياف خلال اشتباك مع الشرطة الفلبينية في 18 ديسمبر 1998 في معركة بجزيرة باسيلان وحل محله بعد ستة أشهر أخوه الأصغر قذافي، وسجن أخوه الثالث هكتور بتهم القتل والخطف. بعد مقتله انقسمت الجماعة إلى مجموعتين، الأولى يقودها «راودلان»، وهي الأكبر، والثانية يقودها «قذافي جنجلاني»، وتطلق الجماعتان اسم «أبي سياف» على نفسيهما، وهناك مجموعة ثالثة تسمى «روبوت». وجماعة «أبو سياف» مدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية، في عدد من الدول، وتتهمها الفلبين بالارتباط بتنظيم القاعدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©