الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المدرسة والمشاغبون

10 أكتوبر 2010 23:05
دائماً ما تستوقفني كلمة يرددها حكمنا المونديالي علي بوجسيم في كثير من لقاءاته ومداخلاته التلفزيونية عندما يتحدث عن حكام أو خبراء في مجال التحكيم فتجده يبادر إلى التأكيد على أن هذا الخبير ينتمي لنفس (المدرسة)، وكانت آخر مرة اسمعها منه منذ أيام قليلة عندما اتصل ببرنامج رياضي محلي مختلفا ًمع الكابتن سالم سعيد في تقييمه لأحد القرارات التحكيمية، والمتتبع لمسيرة علي بوجسيم لن يتكبد كثير عناء لمعرفة ما يقصده بالمدرسة. بعض المتعاطين مع الشأن التحكيمي إدارة وممارسة أو نقداً وتحليلاً باتوا بحاجة ماسة للتعرف على هذه المدرسة، ولا نقصد هنا استاذ المدرسة وتلاميذها وفي أي عام افتتحت، بل التعرف على منهاج هذه المدرسة، كما حدث في تلك المداخلة بين بوجسيم وسالم سعيد التي غلفها الود والاحترام وطوقتها الثقة المتبادلة وتقبل اختلاف الآراء، أو كما حدث في تصريحات صحفية لعلي بوجسيم منذ شهور أكد بها ان هذا المنهاج يضع الوطن أولاً وفوق أي اعتبار. التحكيم الاماراتي بات في خطر في أعقاب ما اعترى الميدان التحكيمي في الموسمين الاخيرين من خلل وزلل، فالمآسي التي سمعنا عنها في الفترة الماضية ومازالت تتوالى بقية أخبارها في هذه الأيام تعطي انطباعات كارثية عن بعض من انتموا يوماً للسلك التحكيمي، فممارسات من قبيل استغلال الصلاحيات لزيادة قيمة المكافآت، واتخاذ قرارات بناء على العلاقات، والكيد للزملاء السابقين والتربص بهم من قبل المعتزلين، هي ممارسات لا تليق بمن كانوا قضاة، فهي تجعلهم أقرب (للمشاغبين)، وكان يجدر بهم أن يكونوا تلاميذ نجباء في المدرسة التي ينتمي إليها علي بوجسيم وسالم سعيد وآخرون من المخلصين للتحكيم، الساعين إلى الرفع من شأن المنتمين إليه. ان استمر الحال على ما هو عليه وظل رواد المدرسة خارج الساحة وغاب المثل والقدوة، فعلينا أن نتوقع للتحكيم مصيراً شبيها بما آل اليه في دول أخرى فقد فيها الحكم احترامه، فجدية الدعوة للاستعانة بالحكام الاجانب بلغت مبلغاً لم تبلغه من قبل وهذا لم يحدث من قبيل الصدفة ولا يدل إلا على تدني الثقة في نزاهة الحكام، فنحن نخدع أنفسنا ان صدقنا ان هناك رياضيا لا يؤمن بان الحكم الاجنبي سيقع في أخطاء شأنه شأن أي حكم آخر، فالمطالبة بالحكام الأجانب في كل البلدان التي طبقتها لا تأتي إلا نتيجة للشك في النزاهة والحيادية. صافرات اليس غريباً ان يدعونا حكم إلى تقبل قراراته بروح رياضية، ثم يهاجم لجنة الحكام ويعتزل التحكيم إذا تم اختيار زميل له لنيل جائزة أفضل حكم، والأغرب ان هذا يتكرر بعد كل حفل تسلم فيه جوائز للحكام. التحكيم الاماراتي وسمعته ومكانته مسؤولية كل حكم كان معتزلاً أم ممارسا، مسؤولاً كان أم مراقباً ومتابعاً، هذا أيضاً جزء من منهاج المدرسة. التحكيم الاماراتي في مفترق طرق فاما ان يستعين (بالمدرسة)، أو أن يترك (للكسالى والمشاغبين). Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©