الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاعتكاف.. تربية للنفس وترك الرياء

9 يوليو 2015 23:05
أحمد محمد (القاهرة) الاعتكاف هو المكوث في المسجد بقصد التعبد لله، مشروع بالقرآن والسنة والإجماع، ليكون وسيلة موقوتة وعبادة محدودة تؤدى بين حين وآخر، والتعبد بلزوم بيت من بيوت الله. وينبغي للمعتكف أن يستشعر حقيقة هذه العبادة، ويملأ وقته بالصلاة، وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار، وأفضل الأوقات للاعتكاف هو شهر رمضان وأفضل أيام الشهر ولياليه، العشر الأخيرة منه. صلاح القلب ومن حكم الاعتكاف، صلاح القلب واستقامته على الطريق إلى الله، وترك فضول المباحات وتحقيق الأنس والاشتغال بالله وحده والتفكر في تحصيل مرضاته، والانقطاع عن الدنيا، فروح الاعتكاف الاشتغال بالخالق عن المخلوقين، فهو من الأعمال الفضيلة، والطاعات الجليلة. والاعتكاف مشروع بالكتاب والسنة، قال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، «سورة البقرة: الآية 125»، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، «سورة الحج: الآية 25». تربية النفس وعن عائشةَ رضى الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأَواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده»، قال ابن المنذر، أجمع أهل العلم على أن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضاً، إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذراً فيجب عليه. ومن ثمرات الاعتكاف، تربية النفس على الإخلاص في العبادة، وترك الرياء، والتخفف من ضغوط الحياة، والتخلص من فضول الكلام والثرثرة، وفضول النوم الطعام والشراب، وتعويد النفس عليها، وتقوية الصلة بالله، واختلف الفقهاء في تعداد أركانه، والأقرب ما ذهب إليه الحنفية، أن ركنه اللبث في المسجد، إذ هو جزء العبادة، وما عدا ذلك شروط خارجة. وجمهور العلماء على أنه مسنون في كل وقت في رمضان وغيره، وأفضله في رمضان وآكده في العشر الأواخر منه، قال ابن تيمية إنه يستحب أن لا يدع أحد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم داوم عليه وقضاه لما فاته، وكل ما واظب عليه الرسول كان من السنن المؤكدة، كقيام الليل. ليلة واحدة قال ابن حجر في الفتح، واتفقوا على أن لا حد لأكثره واختلفوا في أقله فمن شرط فيه الصيام قال أقله يوم، ومنهم من قال يصح مع شرط الصيام في دون اليوم، وعن مالك يشترط عشرة أيام وعنه يوم أو يومان، ومن لم يشترط الصوم قال أقله ما يطلق عليه اسم «لْبث» ولا يشترط القعود، وقيل يكفي المرور مع النية كوقوف عرفة. ويصح أن يعتكف ليلة واحدة، فقد سأل عمر، النبي، صلى الله عليه وسلم، قال كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، قال: «أوف بنذرك»، وقال ابن قدامة ولو كان الصوم شرطاً لما صح اعتكاف الليل. ويشرع الاعتكاف في المساجد التي تقام فيها الصلاة جماعة، قال تعالى: (... وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ...)، «سورة البقرة: الآية 187». ويبدأ الاعتكاف في العشر من غروب ليلة إحدى وعشرين وينتهي بغروب ليلة العيد عند انتهاء رمضان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©