إعداد - محمد عبد الرحيم:
يبدو أن صناعة شاشات الكريستال السائل تمر بمرحلة تكسير عظام بين المنافسين ·· فبعد أن اكتسبت زخماً هائلاً في مبيعات الأجزاء وأطقم التلفزه ذات الشاشات المسطحة في الربع الثاني من العام بدأت شركة سامسونج اليكترونيكس تخطط لزيادة في انتاجها وحجم إنفاقها في الأشهر القليلة القادمة للتفوق على منافسيها·
وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فإن هذه الاستراتيجية الجديدة من المرجح لها أن تحتفظ بهوامش الأرباح في وضعية متدنية في داخل إدارة شاشات الكريستال السائل في شركة سامسونج الا أن الشركة فيما يبدو بدأت تأمل في أن يعود الانتعاش عوضاً عن ذلك إلى اعمالها التجارية في هاتف الموبايل وبشكل يؤدي إلى ازدهار في قاعدتها الانتاجية الاجمالية اثناء فترة النصف الثاني من هذا العام·
ويذكر أن سامسونج كانت قد أعلنت في الأسبوع الماضي عن انخفاض بمعدل 11 في المئة في أرباحها للربع الثاني من العام بعد أن تراجعت مبيعاتها في الهواتف الخلوية لأول مرة خلال ثلاثة سنوات وانخفاض أيضا في هوامش أرباح اشباه الموصلات الى أقل من مستوياتها في العام الماضي·
أما فيما يختص بأعمالها التجارية في شاشات الكريستال السائل فعلى الرغم من فشل الشركة في ادراك مستوى الأداء الذي توقعته في السابق الا أن هذه الأعمال استطاعت أن تستدر مقدارا هامشياً من الأرباح مكنها من تجاوز أقرب منافسيها شركة ''ال جي فيليبس ال سي دي'' التي تكبدت خسائر جسيمة في الوقت الذي تشهد فيه الصناعة بأكملها نوعاً من التراجع الملحوظ·
وقد أعلنت سامسونج أيضاً أنها أبرمت اتفاقية نهائية مع مؤسس سوني لكي ينفقا معاً مبلغ 1,9 مليار دولار لانشاء مصنع جديد لشاشات الكريستال السائل للأجهزة التلفزيونية بحجم 47 بوصة وأكثر· وسوف يصبح هذا المصنع الثاني من نوعه الذي يتم عبر هذه الشراكة التي انطلقت منذ عامين والتي تتطلع للاستحواذ على حصة سوقية مقدرة في نفس الوقت الذي بدأت فيه الشركات الأخرى تتجه لخفض انتاجها في محاولة للمحافظة على توافق المخزون مع مستوى الطلب·
ويقول شو يونغ دوك نائب رئيس إدارة شاشات الكريستال السائل في شركة سامسونج مخاطباً مجموعة من المحللين والمستثمرين في مؤتمر عقد الجمعة الماضي ''نتوقع أن تتحول ظروف السوق في النصف الثاني من العام لمصلحة الطلب الموسمي على شاشات الكريستال والأجهزة التلفزيونية على حد سواء''· ومن جهة أخرى فقد ذكرت سامسونج أنها تمكنت من تحقيق أرباح بمبلغ 1,51 تريليون وون (1,58 مليار دولار) في الربع الثاني من العام مقارنة بمبلغ 1,69 تريليون وون في العام الماضي· ولكن الايرادات قفزت بنسبة 3,8 في المئة الى مستوى 14,11 تريليون وون بينما تراجع مستوى الارباح التشغيلية بمعدل 14 في المئة إلى 1,42 تريليون وون·
بيد أن عمليات الهاتف الخلوي في الشركة هي التي وقعت تحت اسوأ الضغوط في الربع الثاني من العام في الوقت الذي بدأت فيه سامسونج تتبنى فيه برنامجاً جديداً ومعدلاً فيما يختص باطلاق وطرح المنتجات الجديدة، وإلى ذلك فقد شهدت شحنات الهواتف من الشركة تراجعاً إلى 26,3 مليون هاتف مقارنة بعدد 29 مليون هاتف في الربع الأول من العام وهو الانخفاض الأول من نوعه الذي تشهده الشركة منذ الربع الثاني من عام ·2003
وكان بعض المحللين قد وجهوا انتقادات للقرار الذي اتخذته سامسونج بالبقاء بعيداً عن السوق الأسرع نمواً للهواتف الرخيصة الثمن التي يتم انتاجها خصيصاً للأسواق الناشئة مثل الهند· وقد تصدى كيم جيونغ هان أحد المدراء التنفيذيين في إدارة الاتصالات الهاتفية في شركة سامسونج لهذه الاتهامات في الأسبوع الماضي مجدداً تأكيداته بأن الشركة تعتقد أن هذا النوع من الهواتف لا يحقق الأرباح والعائدات المرجوة· إلا أن رقائق الذاكرة المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية الأخرى ظلت تمثل أكبر الأعمال التجارية للشركة استدراراً للأموال حسبما ظهر في النتائج المعلنة·
عدد اليوم
