الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المافيا تمد نشاطها إلى حدائق الحيوان

22 يوليو 2006 01:09
إعداد ـ محمد عبدالرحيم: شرعت شبكات العصابات الإجرامية في استهداف حدائق الحيوان وساحات السفاري الافريقية من أجل مقابلة الطلب المتنامي من الأثرياء والراغبين في الاحتفاظ بمجموعات من الحيوانات الغريبة والنادرة وهم يعتزمون فيما يبدو انشاء ''سفينة نوح'' جديدة تركز أولويتها على استجلاب الأنواع النادرة من الثدييات الرئيسية كالقرود· وجاءت سرقة خمسة منها في أوائل هذا الشهر لتعيد تسليط الضوء على المخاوف بشأن امتداد حجم المشكلة· وكما ورد في صحيفة الاندبندنت اللندنية مؤخراً فإنه وحتى قبل ثلاث سنوات من الآن لم يتم الابلاغ عن سرقة هذا النوع من القرود في المملكة المتحدة قبل أن يعمد اللصوص مؤخراً إلى سرقة ثلاثة من قرود القشة الأميركية الفضية اللون واثنين من أنواع السعدان العنكبوتي من اقفاصها في حديقة الحيوان في ايست ساسيكس· فقد كانت العصابات تركز اهتمامها على أنواع الطيور والزواحف والحيوانات البرمائية النادرة عوضاً عن ذلك· ولكن هذه الحادثة الأخيرة رفعت اجمالي عدد القرود المسروقة إلى 80 قرداً يعتقد أن العديد منها قد لقي حتفه أثناء عمليات الهجوم ولم يتم استرداد سوى عدد على أصابع اليد الواحدة في كل مرة· وكشفت دراسة تم الافراج عنها مؤخراً أن 40 في المئة من حدائق الحيوان في جميع الأنحاء الأوروبية ابلغت عن أنها وقعت ضحية لسارقي الحيوانات بعد أن افتقدت بعض هذه الحدائق إلى عدد يصل إلى ثمانية من الأنواع النادرة· وفي إحدى الحالات تمت مهاجمة العصابة وهي تحاول سرقة احد الأسود بعد أن تم تخديره ونزع اظافره· وتضمنت العمليات الأخرى سرقة طائر البطريق النادر من حديقة أمازون العالمية في جزيرة ويت في ديسمبر الماضي· غير أن بعض السرقات الأخرى ظلت تتسم بنوع من الانتهازية حيث درج بعض الزوار على سرقة الأرانب والسلاحف الصغيرة إلا أن أكثر ما بدأ يشغل الكثير من المحققين مؤخراً الارتفاع المتنامي في سرقات أنواع القرود النادرة حيث أصبح أكثرها تعرضاً للمخاطر تلك الصغيرة الحجم التي يمكن الاحتفاظ بها في داخل الاقفاص مثل قرد التامارين الجنوب أميركي وقرد السعدان العنكبوتي· وفي أحد أسوأ الحوادث تمت سرقة 15 من الأنواع النادرة المهجنة من ساحة احد المختبرات الحيوانية في أغسطس من عام 2004 من ضمنها أنواع عديدة من القرود النادرة التي يعتقد بأنها نقلت إلى خارج بريطانيا· ويعتقد جون هاوارد مفتش التحقيقات السابق في شرطة ثيمز فالي الذي يدير حالياً قائمة سجل الحيوانات المسروقة أن حدائق الحيوان أصبحت في مواجهة شرسة مع شبكات الجريمة المنظمة حيث يقول ''إن هذا الأمر يبدو أقرب إلى العصابات المنظمة حيث أخذ يتسم بطابع دولي وتخصص عالي الاحترافية، إنهم لا يختلفون أبداً عن العصابات التي تبحث عن اللوحات الفنية أو القطع التذكارية النادرة''· فإلى جانب تجشم مخاطره تعرضها للاصابات من الحيوانات المسروقة أصبح يتعين على هذه العصابات معرفة الكيفية التي تتم بها مناولة ونقل هذه الحيوانات· وفي بعض الأحيان تلجأ هذه العصابات إلى استخدام نفس شبكات العبور الخاصة بتهريب المخدرات وهي تنفذ عمليات للسرقة ''حسب الطلب'' بالنيابة عن مجرم آخر يعمل بدوره على تسلم الحيوانات وعرضها على المهتمين من الأثرياء· أما السعر الذي يمكن أن يجلبه الحيوان فقد ظل يعتمد بشكل كبير على مدى ندرته في الأنحاء البرية كما يشير هاوارد· ومضى يقول: ''هنالك أعداد كبيرة من الراغبين في الاحتفاظ بمجموعة خاصة تماماً كما يحدث في عالم الفنون حيث يرغب معظم الأثرياء في تملك لوحة الموناليزا!''· وإلى ذلك فإن أكثر أنواع الطيور ندرة مسجلة في الملحق الأول من ميثاق التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض، وهي تتضمن الببغاء الأميركي العملاق والذي بإمكانه النمو إلى طول يبلغ 36 بوصة ويصل سعره إلى 10 آلاف دولار· وعلى كل فإن عدد سرقات الببغاوات والطيور الغريبة الأخرى ظلت في انخفاض مستمر في السنوات الأخيرة بفضل النمو في عمليات زرع الرقائق الاليكترونية والإجراءات الأمنية التي تتبناها سلطات حدائق الحيوان· ولطالما ظلت جماعات حماية الحيوان تمارس ضغوطها مطالبة بتوقيع عقوبات أكثر قسوة على اللصوص· وعلى الرغم من رفع العقوبة في عام2005 إلى خمس سنوات لتهمة الإتجار في الأنواع النادرة المسروقة إلا أن عدد المحاكمات والقضايا المرفوعة ما زالت قليلة ومتباعدة في توقيتها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©