المقاتلات اليمنية تكثف البحث عن عناصر «القاعدة»

كثف سلاح الجو اليمني طلعاته “الاستطلاعية” على منطقة “يشبم” بمحافظة شبوة، جنوبي شرق البلاد، بحثاً عن عناصر “مفترضة” من تنظيم “القاعدة” لجأت إليه بعد المواجهات المسلحة مع الجيش بمنطقة “الحوطة” أواخر الشهر الماضي. وقال مصدر مسؤول بمحافظة شبوة لـ”الاتحاد” إن سلاح الجو “بدأ منذ الجمعة الماضي بتنفيذ طلعات جوية مكثفة” على منطقة “يشبم” بمديرية الصعيد، مسقط رأس الداعية الأميركي اليمني أنور العولقي، والمطلوب للسلطات الأميركية، على خلفية تفجير قاعدة “فورت هود العسكرية” في تكساس في نوفمبر الماضي. وأوضح المصدر أن الطلعات الجوية “مستمرة”، في ما تواصل وحدات من الجيش، منذ مطلع أكتوبر الجاري، “مرابطتها” على أطراف منطقة “يشبم” المشهورة بتضاريسها الجبلية الوعرة، لافتاً إلى أن “تكثيف” سلاح الجو طلعاته الاستطلاعية على المنطقة “أثار فزع الأهالي” خوفاً من غارة جوية محتملة. وأشارت تقارير صحفية يمنية إلى “نزوح جماعي” من تلك القرى “تخوفاً من قصف المنطقة خاصة بعد التعزيزات العسكرية خلال الأيام الماضية”. إلا أن مدير عام مديرية الصعيد فريد بن أبوبكر، نفى، في تصريح لـ”الاتحاد”، حدوث أي نزوح جماعي للأهالي في “يشبم”، مشيراً في الوقت ذاته إلى نزوح عشر أسر فقط من قرية “المحضرة” في “يشبم”، التي قال إن “بعض” عناصر “القاعدة” لجأوا إليها. وقال: “معظم عناصر القاعدة في الجبال” المحيطة بمنطقة “يشبم”. وتتهم السلطات اليمنية عناصر من “القاعدة”، قالت إنها فرت إلى “يشبم”، بمحاولة اغتيال محافظ شبوة علي الأحمدي، ونائب رئيس هيئة الأركان بالجيش اليمني اللواء سالم قطن، في كمين مسلح استهدف موكبهما أواخر سبتمبر الماضي، وأسفر عن مقتل جندي وإصابة 9 آخرين. وفي الأسبوع الماضي، سلمت السلطات الأمنية بالمحافظة قبيلة “العوالق” بمديرية “الصعيد” قائمة بأسماء من اتهمتهم بتنفيذ الهجوم على الموكب الأمني. وتتهم منظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية معارضة، الولايات المتحدة بشن 4 غارات جوية منذ أواخر العام الماضي 2009 على مواقع مفترضة لـ”القاعدة”، كان آخرها تلك التي أسفرت عن مقتل نائب محافظ مأرب جابر الشبواني أواخر مايو الماضي. وفي سياق متصل، أكد السفير الأميركي الجديد في صنعاء جيرالد فيرستين، التزام بلاده بدعم اليمن في “مواجهة التحديات التي تواجهه في المرحلة الراهنة لا سيما الاقتصادية والأمنية منها”. وجدد فيرستين، خلال لقائه أمس رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور، تأكيد الإدارة الأميركية موقفها “المساند لأمن واستقرار ووحدة اليمن”، و”مساعدته علي تحفيز برامجه التنموية والاقتصادية والاجتماعية”. وأعلن السفير الأميركي، في لقاء آخر مع وزير الداخلية اليمني اللواء الركن مطهر المصري، عن إنشاء قسم أمني داخل السفارة الأميركية بصنعاء مهمته “تقديم المساعدات للأجهزة الأمنية في مجال مكافحة المخدرات”، مؤكداً أن اليمن بات أحد “الشركاء الأساسين في مجال مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم”. وقد بحث السفير الأميركي مع وزير الداخلية اليمني، التعاون القائم بين صنعاء وواشنطن “في مجال مكافحة الإرهاب”، و”التدريب والتأهيل والتعاون الفني” بين الأجهزة الأمنية . في غضون ذلك، أقال وزير الداخلية اليمني مسؤولاً أمنياً بمحافظة أبين، جنوب اليمن، “لعدم قدرته على السيطرة على الأوضاع الأمنية”. وذكرت وزارة الداخلية، عبر موقعها الإخباري، أن اللواء المصري وجه بإقالة مدير أمن مديرية الوضيع بمحافظة أبين، “واستبداله بضابط من المشهود لهم بالكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية”. وأوضحت أن الإقالة جاءت على خلفية تردي الوضع الأمني بالمديرية، بسبب عدم قدرة مدير الأمن “على السيطرة على الأوضاع الأمنية”. وتعد محافظة أبين، معقلاً بارز لأنصار “الحراك الجنوبي” الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله. وأعلنت وزارة الداخلية اعتقال اثنين من المسلحين الانفصاليين هاجما دورية أمنية بمديرية لودر في أبين أمس الأول. وأسفر الهجوم عن إصابة جنديين وأحد المهاجمين بجروح متفاوتة. كما اعتقل الأمن اليمني بمحافظة الضالع، جنوب صنعاء، أحد أنصار “الحراك الجنوبي” بتهمة قتل 4 جنود يمنيين بمحافظة لحج الجنوبية في يوليو الماضي. قتيلان في صعدة وجنوب اليمن صنعاء (الاتحاد)- قتل يمني وأصيب آخر برصاص مسلحين من جماعة “الحوثي” المتمردة في شمال اليمن، حسبما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية. وذكر مركز الإعلام الأمني، أمس أن “عناصر حوثية” بمديرية سحار بمحافظة صعدة، أطلقت النار “لأسباب غير معروفة” على حافلة كانت تقل شخصين ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر الذي كان يقود الحافلة. وأوضح أنه تم نقل السائق إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، فيما تم “التحفظ على جثة” القتيل في “ثلاجة المستشفى لإجراءات التحقيق”.وفي سياق متصل، أُصيب عدد من المسلحين الحوثيين في انفجار عبوة ناسفة داخل مبنى محكمة حيدان في صعدة. إلى ذلك قتل شخص وأصيب خمسة آخرون بينهم ثلاثة جنود جنوب اليمن خلال تبادل لإطلاق النار امس بين الجيش اليمني وانفصاليين جنوبيين. وقال مصدر امني إن مسلحين اطلقوا النار على جنود كانوا يحاولون فتح طريق في محافظة لحج بعدما اغلقها انفصاليون احتجاجا على اعتقال الزعيم القبلي سعيد مليط. وأضاف أن ثلاثة جنود جرحوا إصابة احدهم بالغة، لافتا الى مقتل انفصالي جنوبي واصابة اثنين اخرين. وأوضح مصدر في الحراك الجنوبي أن شقيق الزعيم القبلي المذكور قتل في المواجهة وأصيب انفصاليان اخران. واكد أن مسلحي الحراك الجنوبي استولوا على صهريجين مدنيين وسيارة تابعة للإدارة، فيما قال شهود إن الجيش استقدم تعزيزات الى المنطقة. يذكر أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أعلن، في فبراير الماضي، وقف العمليات المسلحة ضد المتمردين الحوثيين بعد حرب دامت ستة أشهر، وتتسبب بنزوح أكثر من 300 ألف مدني يمني.