الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطأ طبي يدمر أسرة ·· والمريض يطلب 14 مليون درهم تعويضاً

22 يوليو 2006 01:15
أحد ضحايا إعلانات الضعف الجنسي يروي قصته لـ الاتحاد خطأ طبي يدمر أسرة ·· والمريض يطلب 14 مليون درهم تعويضاً ... حمد الكعبي: بالرغم من التطور الصحي والطبي على مستوى العالم، وثورة المعلومات التي حققتها البشرية في كافة المجالات الحياتية، إلا أنه لا زالت تقع هناك أخطاء طبية عقيمة!! بعضها يكون بسبب سوء حالة المريض وبعضها يكون بسبب نقص في الأدوية والمعدات كما يبرر عادة ''أطباء الأخطاء'' ولكن هناك أخطاء فادحة كثيرة يتسبب فيها الإهمال في القضاء على حياة البعض وتدمير الأسر، وبعضها ترك ضحايا كثيرين وهم يعيشون بقية حياتهم بإعاقة او معاناة مرضية مزمنة بسبب إهمال من طبيب أو بسبب انعدام الخبرة والمؤهلات· الاتحاد حاورت أحد الاشخاص الذين وقعوا في مصيدة الإعلانات الرنانة واندفع نحو المستشفى الذي يدعي مقدرته على علاجه من الضعف الجنسي الذي يعاني منه، فقاموا بإجراء سلسلة من العمليات الفاشلة والتي كانت نتائجها فقدان أسرته واستقرارها واستئصال عضوه الذكري· وكما يقال في الأمثال المحلية '' جينا ندور الفائدة ولقينا المصائب زائدة ''· تدور قصة المريض ( ع· ص ) حول مأساته التي امتدت على مدى 4 سنوات بين المستشفيات والعمليات الجراحية وكأنها قصة لفيلم رعب، راحت ضحيتها أسرة كاملة· وكان هذا الحوار: ؟ بداية نود التعرف عليك وكيف كانت حياتك قبل وقوع الخطأ الطبي لك ؟ ؟؟ عمري خمسون عاماً، كنت أعيش في حياة مستقرة وطبيعية في كنف الأسرة التي تتكون من زوجتين وعدد من الأبناء أصغرهم طالب في الثانوية، ولدي وظيفة وميسور الحال وبعض من أبنائي موظفون وكنت أعيش فى سعادة وراحة بال· ؟ كيف حصل لك الخطأ الطبي؟ ما هي العملية التي أجريت لك ؟ اندفعت وراء أحد الإعلانات الرنانة بالصحف عن وجود حل للمشكلة التي بدأت تؤرق ذكوريتي من خلال إحساسي بوجود ضعف جنسي، حيث توجهت لذلك المستشفى للحصول على علاج فيزيائي أو دوائي ولكن كان تساهل الأطباء واستهانتهم بعلتي وراء السبب في الخطأ الطبي · تم الكشف علي وقاموا بإجراء كافة الفحوصات اللازمة معللين سبب الضعف الى خلل فى الدورة الدموية داخل جسدي، وأوضحوا لي ان الأمر طبيعي وهناك عدد كبير سبق لهم القيام بنفس العملية· وهي عملية جراحية تعتمد على تركيب جهاز يساعد العضو على الانتصاب· ؟ كيف توصلت لقناعة بأن ذلك علاج مفيد لك ؟ ؟؟ وافقت على إجراء العملية من خلال شرح ''الأطباء'' الموسع وتسهيل موضوع تركيب الجهاز الذي سيعمل لي 70 سنة إضافية بعد التركيب كما قالوا لي أطباء المركز، مع ضمانات بأنه سيكون حيوياً وفعالاً لأداء الغرض المطلوب منه· وبعد العملية التي أجريت بزرع جهاز للعضو الذكري للمريض، تركت آثاراً جانبية في فترة قصيرة بعد مغادرته للمركز حيث سبب الجهاز التهابات حادة في العضو مما سببت له بوجود ورم طفيف يسمى ''ناسور'' ، وراجعت المركز فور التهاب العضو، فقاموا بعملية استئصال الناسور الذي تسبب في الالتهاب مبررين أن ذلك الأمر طبيعي · ؟ وما الدافع الذي جعلك تستمر في العلاج بالمركز نفسه بعد تعرضك لخطأ ؟ - حالتي لم تستقر بعد حيث إن العملية الجراحية الثانية لم تنفع في إزالة الالتهابات او حتى وقفها، بل تفاقمت الالتهابات وتدهورت حالتي مما دفع بالمستشفى الذي تلقيت فيه العلاج الى مطالبتي بالخضوع لإجراء عملية أخرى لإزالة الجهاز الذي تم تركيبه في مساعدة العضو الذكري على الانتصاب، وذلك بحجة ضرورة إبقائي فترة تصل الى 6 أشهر ليرتاح موضع العملية الجراحية· ؟ كيف كانت رؤية المستشفى لذلك الخطأ الطبي ؟ ؟؟ لم يتوقف استهتار المستشفى الى ذلك الحد وذلك لأنني كنت قد دفعت تكاليف العلاج بالكامل قبيل العملية الأولى ، ومن المؤكد أن المستشفى لن يرضى بإرجاع المبالغ المدفوعة للعملية الأولى بسهولة· وبعدها تمت معاودة إقناعي من جديد وإيحائي بأن الذي سيقوم بزرع الجهاز من جديد طبيب مختص أجنبي زائر بإيحاء أنه ذو خبرة عريقة في ذلك المجال، مما دفعني الى موافقة بإجراء عملية مرة أخرى ولكن تم زرع جهازين اثنين بالعضو الذكري محاولين بذلك تصحيح تداعيات الأخطاء، ذلك أن طاقم الأطباء الذين تعاملت معهم لم يعترفوا بالخطأ ولم يوضحوا لي ماذا يحدث أو ما هي المشكلة وليس لدي خبرة طبية حتى أعرف عن ذلك· ؟ ما هي المشكلة الرئيسية التي تعاني منها بعد وقوع الخطأ الطبي ؟ ؟؟ أعاني من مشاكل أخرى بالجهاز التناسلي لي حيث أصبت بالآم حادة في الخصيتين ، مما أستدعى إجراء عملية خامسة تم فيها ربط دوالي الخصيتين، وتوالت المشكلات دون تقدم ، أو تحويلي الى أحد المستشفيات الكبرى المتخصصة في الخارج · لقد حدث كل ذلك من العمليات الجراحية التي تستدعي تخديراً وما شابه ذلك من أمور طبية لا تحدث حتى في المختبرات على فئران التجربة لاكتشاف أو إحراز تقدم في مجال معين ، والغريب أنه لم يكتفي المستشفى الى ذلك الحد ولكن وبعد عدة أيام من إجراء مسلسل العمليات اللانهائية بدأت تحدث لي التهابات شديدة في منطقة العضو مما استدعى الأمر تدخلاً جراحياً جديداً تمت فيه إزالة الجهازين من العضو ولكن ذلك لم يساعد على وقف الالتهابات مؤدية الى حدوث تمزقات بالعضو الذكري مستدعياً إجراء العملية الجراحية السابعة والتي تم فيها تنظيف الالتهابات· ؟ كيف تم استئصال العضو الذكري دون علمك ؟ ؟؟ حاول المستشفى تدارك بعض الأخطاء الطبية المتوالية ومعالجة حالتي التي باتت تزداد سوءاً ولكن دون جدوى حيث قاموا بتحويلي الى غرفة العمليات مجدداً بغرض عمل جراحي جديد، وأنا لا أملك الرفض بسبب سوء حالتي وشدة الآلام التي أعاني منها، وذلك دون أن يتم إعلامي عن ماهية هذا العمل الجراحي وقد غبت عن الوعي تحت تأثير المخدر الطبي وتم أجراء العملية الثامنة لي· وبعد أن عدت الى وعيي من تأثير التخدير، كانت منطقة العمل الجراحي وما حولها ملفوفة بالضمادات الطبية وبعض الأنابيب موصولة من تحت الضمادات لتصريف البول· وبعد أيام تم فك الضمادات الطبية وانصعقت من هول المفاجأة، حيث اكتشفت أنه تم استئصال العضو الذكري كاملاً فصرخت من شدة المصيبة التي حلت علي بسبب ذلك المستشفى وأهماله المتكرر، ولم أجد من يقدم لي إجابة تبرر هول تلك الفاجعة، التي قضت على حياتي الأسرية والزوجية· وكان السبب الذي أدى الى استئصال العضو بالكامل اكتشاف أنه به ''غرغرينا'' من كثرة الأهمال الطبي الذي تعرضت له بعد العمليات التي قاموا بها· ؟ كيف أثر ذلك الخطأ الطبي على حياتك الأسرية؟ ؟؟ بداية، أسمحوا لي أن أوضح لكم أن تلك المصيبة ساهمت في تفكيك أسرتي حيث طلبت مني إحدى زوجاتي الطلاق والانفصال وذلك حقها وقد تدخل أبنائي ولكن لا جدوى لحل المشكلة، مما جعلني أنفذ رغبتها والآن أعيش في سكن لوحدي ولا يوجد أحد معي من أسرتي، إضافة الى تلك المصيبة والمعاناة فلم أعد قادراً على التحكم بتصريف بولي حيث أصبت باحتباس للبول، وقام المستشفى بإجراء عملية بالمثانة حيث تم توصيل أنابيب الى داخل مجرى البول لتصريف البول الى خارج الجسم · ؟ وما هو طلبك الآن، وكيف تصرفت مع ذلك الخطأ الطبي ؟ ؟؟ لا شك أن أغلى ما يملكه الرجل هو أسرته وأنا فقدتها بسبب ذلك الخطأ وحياتي أغلى من كل شي، وعندما طلبت من المستشفى تدارك الموقف وإرسالي الى الخارج حتى أستطيع أن أعيش باقي حياتي، للاسف شعرت وكأنهم يريدون التخلي عنى بإضاعتهم للملف الطبي بالمستشفى مما أدخل في نفسي الشك برغبتهم في التخلص من الموضوع برمته، وعندما تجادلت معهم بسبب حالتي قال لي أحدهم: '' الخطأ وارد في كل مكان وما هو طلبك، أتريد مالاً سوف نعطيك 200 ألف درهم'' ، وهو ما جعلني ألجأ للقضاء حتى يعرفوا أن حياة الناس وصحتهم لا تقدر بالمال وأنا على علم بأن الإمارات ولله الحمد تتمتع بالعدل والمساواة بين جميع أفرادها، والمسؤولون لا يرضون بالظلم فإن حقي سيكون بالطريقة القانونية التي تحفظ لي كرامتي بقية حياتي· ؟ وكيف تثمن تعويضك عن ذلك الخطأ الطبي ؟ ؟؟ أعتقد أن 14 مليون درهم، مبلغ لا يساوي صحتي التي فقدتها بسبب ذلك الخطأ كما أن أسرتي تساوي الكثير وأنا طلبت ذلك المبلغ مقابلاً لاستئصال العضو ومعاناتي وآلامي الحادة خلال رحلة المرض، إضافة الى إصابتي بمرض السكري، وضعف بالبصر وارتفاع ضغط الدم ناهيك عن الآلام النفسية الشديدة التي أعاني منها بسبب هذه الكارثة الطبية والأسرية والإنسانية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©