الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طريق النحل

19 فبراير 2009 23:17
أهدتني جامعتي ساعة يد في حفل تكريم المتفوقين دراسيا لدى تخرجي، وجدت نفسي أملك ساعة يد لأول مرة في حياتي؛ لم أقتن قبلها ساعة قط ولم يخطر ببالي يوماً أن أشتري واحدة· والحقيقة أنه لا يمكنني أن أسوق مبرراً مقنعاً لعدم اكتراثي بالوقت وبالساعات التي تحصيه، لا سيما أنني مؤمنة بأن الساعة ليست بالضرورة مقداراً ثابتاً يساوي ستين دقيقة· فأنا أقيسها بمقياس إحساسي بمرورها· من منظوري، تبقى الساعة كوحدة زمنية مفهوماً نسبياً يختلف باختلاف الأشخاص والمواقف· ففي حين تزحف ببطء عند الانتظار أو القلق، تمر كالبرق في لحظات السعادة والفخر· ربما كنت متأثرة بالمقاربة التي أجراها عرّاب النسبية الفيزيائي آينشتاين عندما فسر نظريته المعقدة قائلاً: ''إن المرء إذا جلس مع حبيبته ساعة من الزمن شعر وكأنها لحظات بينما إذا وضع يده في فرن مشتعل ثانية واحدة أحس وكأنه وضعها فيه لساعات وساعات''· وكمحصلة لقناعتي تلك امتنعت عن شراء الساعات، بيد أن للساعة التي حصلت عليها من جامعتي وقعاً مختلفاً، في بادئ الأمر أغراني سوارها الجلدي الأسود الفاخر وإطارها الذهبي اللماع· لكنني سرعان ما اكتشفت أن رصد حركة عقربيها لا يعنيني بقدر ما عنت لي الساعة ذاتها بوصفها مؤشراً على تميزي· كنت كلما التفت تلك الساعة حول معصمي اختلقت كل المقدمات المنطقية لخوض مواضيع تفضي للحديث عن مناسبة حصولي عليها وتالياً الحديث عن نفسي! بت أحس بأن تلك الساعة ''الفاخرة'' وقد نقش اسم جامعتي وسط قرصها المستدير دليل ''دامغ'' على تفوقي· رويداً رويداً فقدت ساعتي قيمتها الاعتيادية لدي كمقياس للزمن وتحولت إلى معزز لثقتي بنفسي، حتى أنه حدث ذات مرة أن سألني أحدهم عن الوقت لأتفاجأ بأن الساعة متوقفة! ليلى خليفة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©