الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبز السفاع.. سيد موائد العيد

خبز السفاع.. سيد موائد العيد
29 يوليو 2014 22:10
يعد خبز السفاع، المصنوع من القمح أو ما يعرف بحب البر في الإمارات، من الأنواع الأكثر شعبية عند أهل الجبال خاصة في العيد إذ يعتبر سيد مائدة العيد بلا منازع، ويرتبط هذا الخبز قديما ارتباط وثيقا بموسم الأمطار، لأنه لا بد أن يصنع من القمح وبكامل النخالة، وتعد عملية زراعة القمح بمثابة قدوم حياة جديدة بالنسبة للمزارعين، لأن دخول موسم جديد يعني أن الله أمد بعمر المزارع كي يشهد موسما جديدا، ويشكر المزارعون الله الذي أنعم عليهم بالعمر كي يشهدوا مواسم الزرع والحصاد، لأنهم يكونون في شدة التوتر منذ موسم الزرع ووضع البذور، خشية أن تتأثر الغلة في كل موسم من طارئ ما، وبرغم أن القمح يزرع على مساحات قليلة، خاصة تلك التي أقامها الأجداد على قمم الجبال، إلا أنهم كانوا دائما ما يتجاوزون تلك الصعاب ويفرحون بالكميات القليلة منه. وللقمح مع الإنسان قصة طويلة موغلة في القدم، وفي منطقة النخيل بإمارة رأس الخيمة يقع مخبز خاص بصناعة السفاع، سواء منزوع النخالة أو بكامل النخالة وهو ما يعرف اليوم بالخبز الأسمر، ويحظى بإقبال كبير، حتى أصبح لديه أفرع عدة في الإمارة والدولة. وعن رحلة رغيف السفاع، يقول راشد الشحي «رغيف السفاع كان خير معين في الحروب ضد الغزاة في قديم الزمان، خاصة عندما دخل المستعمرون البلد، فكان الرجال يقتاتون ويتغذون بخبز السفاع، لأنه من النوع الذي حتى لو جف يبقى صالحا للأكل، وهو يمد الإنسان بقوة كبيرة، وقصته مرتبطة بالغيث وسقوط الأمطار، لأن الإنسان مستمر في زراعة القمح تلك الغلة التي تسمى البر في الإمارات، وله عند المزارع الإماراتي موسم للحصاد، ويعد الموسم بحد ذاته تراثا عريقا، خاصة أن غالبية من يزرع القمح من أهل الجبل، الذين يقيمون فعاليات يتشاركون من خلالها في الحصاد وفي وسائل الحفظ بعد عدة مراحل من تقليب التربة، حيث يعد الحراث ما يسمى الهياس عند الشحوح أو غيرهم من قبائل أهل الجبل، وعندما يصنعون الأطباق الشعبية من البر أو القمح، فإنهم يتبادلونه ويقسمون على بعضهم كجزء من تلك الاحتفالية، ويستخدم الشحوح نظام الوعب أو الوعوب خلال السهول وسفوح الجبال، ويكون مجاورا لأماكن تمر بالقرب منها السيول المائية الناتجة عن مياه الأمطار، كما أقام الأجداد خزانات طبيعية من الجبال ذاتها تحفظ لهم مياه الأمطار، وأيضا يترسب فيها الطين الذي يساعد في النمو الزراعي لغلة القمح أو حتى الشعير، وعند موسم الحصاد يكون كل مزارع قد أعد العدة للتخزين الجيد أو للبيع أو للإهداء ولإعداد الوجبات». ويضيف أنه رغم مرور تلك السنين إلا أن خبز السفاع له صيت وهو سيد المآدب لاسيما في العيد، مضيفا «نحن منذ عدة سنوات نعمل قبل العيد أو في الأعراس مدة 24 ساعة في اليوم، كي نلبي الطلب المتزايد لأن البعض يتصل قبل مدة من العيد أو العرس ليحجز من ألف إلى ألفي رغيف من السفاع، يقدم على مائدة ضيافة العيد، ولم تتغير العادات التي تقول إن من العيب أن تكون المائدة خالية من أرغفة السفاع، كما كانت الأعراف قديما تتضمن وضع طبق من التمر، وإن لم يتم وضع التمر يشعر الضيف أنه انتقص من قدره ومكانته عند المضيف، ولذلك عندما يأتي العيد يبدأ الناس في تحضير المأكولات التي تقدم للضيوف ومنها التمر وخبز السفاع، ويتم تناوله مع العسل ويوضع بجانبه أيضا طبق من الجبن المحلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©