الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبداعات تحاكي الطبيعة من خلف زجــــاج

19 فبراير 2009 23:18
يزاول عمله بعشق غير متناه، يحرر الأفكار الخيالية، والإبداعات الفنية، ولا يطلق سراح هذه الإبداعات بل يسجنها بحب، يجسد رسومات جميلة وغاية في الدقة، واختلافه عن الآخرين يكمن في جعلها حبيسة قوارير ''غرش''، من بيئة الإمارات استوحى أفكار رسوماته وكانت النخيل والجمال والجبال والكثبان الرملية ملهمته، طوّع الرمال، وقهر الفكرة التي تقول إن الرمال متحركة وتنزلق ولا ترسي على حال، وهنا يكمن تميزه·· بطل هذه الفكرة هو محمد حسنين عبدالغني الذي ربط ألفة مع القرية العالمية، منذ خمس سنوات وهو لا يبرح نفس المكان، ألف الناس وألفته، يحكي عن عمله وإبداعاته المشكلة من الرمل والتي يتفنن في صنعها داخل قوارير زجاجية· ويقول: ''أمارس الأعمال الفنية اليدوية، وأرسم على الرمل، وأهوى ذلك، وعملي داخل القرية العالمية بدبي محدد المدة ينطلق من بداية القرية لنهايتها خلال كل سنة، أما عملي الدائم فهو بمؤسسة الفنون الجميلة للأعمال الزخرفية بأم القيوين، وقد أشكل رسومات من الرمل الذي أطوّعه وأجعله في خدمة الفن والإبداع، وأشكل من ذلك لوحات إبداعية على اختلاف أنواع القوارير، وقد رسمت في أكثر من 12 شكلاً من الغرش، والرسم عبارة عن درجات من الرمال التي نستعمل لها جهازاً لتشكيلها وهذا الجهاز يسمى ''مِحآن''، وهو عبارة عن مثلث يساعد في وضع كمية قليلة من الرمل الأسمر داخل هذا المثلث ثم نقوم بإدخاله للغرشة ''القارورة''، ونشكل منه أرجل الجمل مثلاً، كما نستخدم نوعاً من السلك ''السلكة'' في تشكيل رجل الجمل وتحديد رقبته وجسمه، ثم نضع كمية قليلة من الرمل ثم نعدل الجمل مرة ثانية بالسلكة، ثم نضع كمية أخرى من الرمل، ونعدل من جديد بالسلكة، ونضيف كمية أخرى من الرمل الأسود ونشكل الجبال ومناظر طبيعية بألوان مختلفة مستوحات من ألوان البيئة الإماراتية وألوان الطبيعة الخلابة، مثل البني والأزرق والسماوي، والأخضر وغيرها من الألوان، ونشكل هذه الألوان بإضافة مسحوق ألوان صناعية إلى الرمل الأبيض، ونرسم بالإضافة للجمال والجبال والنخيل لوحات من العصافير والشمس والسحاب، ثم نحاول بعد ذلك تقفيل الغرشة وبأداة اسمها ''الِمدك'' نحاول تقليل الفراغات بين حبات الرمل، ونستمر في دك الرمل بطريقة تقنية حتى نلاحظ اندثار هذه الفراغات، ثم نضرب الغرشة ''القارورة'' على حجر ضربتين أو ثلاث حتى تتشكل الصورة في مرحلتها النهائية، ويثبت الرمل ويتخذ مكانه بالغرشة، ونقوم بتقفيلها، ونخلط نوعاً من الصمغ مخلوطاً بالماء، ثم نضع كمية قليلة منه على القارورة من فوق ثم نضربها مرة أخرى على الحجر لتثبيتها، وهذه المادة عبارة عن مثبت قوي ولاصق يمنع تحرك الرمل، وقد تظل القارورة واللوحة التشكيلية بداخلها لعشرات السنين إن لاقت الاهتمام اللازم· يضيف: أشكل بعض الرسومات بنفسي وأعرضها على الزبائن وتلقى استحساناً، وهناك من يطلب أشكالاً مختلفة يتصورها ويطلب منا تنفيذها ونقوم بذلك، ومن الصعوبات التي تواجهنا أن بعض الأشخاص قد يطلبون رسم شعار شركاتهم وتشكيلها داخل القوارير، ولكن مع مرور الوقت وممارسة العمل أكثر من مرة اعتدنا على ذلك'
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©