الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يراهن على تشتت المعارضة لاستعادة قبضته

10 يوليو 2015 01:00
اسطنبول (رويترز) يبدو أن التأخير في جهود تشكيل حكومة ائتلافية في تركيا يتيح للرئيس رجب طيب أردوغان كسب الوقت، ويزيد من فرص إجراء انتخابات مبكرة، قد يستعيد فيها حزبه العدالة والتنمية أغلبيته، ويترك المعارضة في حالة من التخبط. ولم تبدأ بعد المحادثات الرامية لتشكيل حكومة ائتلافية على الرغم من مرور شهر على الانتخابات التي فقد فيها حزب العدالة والتنمية للمرة الأولى الأغلبية التي تمكنه من الحكم بمفرده. ولا تزال أحزاب المعارضة ممزقة كما هو شأنها دائماً، ويعكف أردوغان من الظل على بحث أفضل السبل للحفاظ على قبضته على السلطة. وألقت انتخابات السابع من يونيو تركيا في حالة من الغموض السياسي لم تشهدها منذ الحكومات الائتلافية غير المستقرة في التسعينات، كما قوضت، حتى الآن، طموحات أردوغان لتحويل منصب الرئيس الذي تولاه العام الماضي، وهو منصب شرفي إلى حد كبير إلى منصب يتمتع بالسلطات التنفيذية الكبيرة التي كان يتمتع بها. ولا يبدو أن الرجل الذي هيمن على الساحة السياسية في تركيا لأكثر من عشرة أعوام مستعد لتقاسم السلطة. وعلى الرغم من نداءاته المتكررة للإسراع في تشكيل حكومة جديدة، فإن مصلحته ومصلحة حزب العدالة والتنمية الذي أسسه تكمن على الأرجح في إجراء انتخابات جديدة، وفي فشل محادثات تشكيل حكومة ائتلافية. وأوضح عضو كبير من حزب العدالة والتنمية على دراية بتفكير أردوغان أنه سيكون من الصعب تشكيل ائتلاف، ومن المستحيل أن يستمر، لافتاً إلى أن ثمة حاجة لإجراء انتخابات مبكرة على نحو عاجل. ويأمل حزب العدالة والتنمية في حال إجراء انتخابات مبكرة أن يستعيد أغلبية بسيطة على أساس أن الناخبين الذين تخلوا عن الحزب في يونيو يرفضون أي احتمال للعودة مجددًا إلى مشاحنات الحكومات الائتلافية التي أغرقت تركيا في أزمة اقتصادية في التسعينات. وهذا الاحتمال يزعج شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي الذين يحرصون على الاستقرار في بلد يتاخم إيران والعراق وسوريا، خاصة أن متشددي تنظيم «داعش» الإرهابي يتمركزون على بعد مئات الأمتار من الحدود التي يجتازها لاجئون جيئة وذهاباً. ويبدو أن ابتعاد أردوغان عن الأضواء يصب لصالحه، خاصة أن الدستور يحظر على الرئيس المشاركة في السياسات الحزبية، وبينما يتشاحن آخرون ويتبادلون الانتقادات فإن الرجل الذي استعدى الكثيرين بسبب أسلوبه الحاد بات يلتزم الآن الصمت وكأنه لم يتأثر بما يحدث حوله. وقال «حقان بايراكجي» رئيس مؤسسة سونار لاستطلاعات الرأي: «إن المعارضة مهترئة، وأردوغان يروج إلى أنهم يتشاحنون فيما بينهم». وكلف أردوغان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة إيذانًا ببدء فترة مدتها 45 يوماً للنجاح في مهمته أو إجراء انتخابات جديدة، وأشار بعض نواب المعارضة في البرلمان إلى أن أردوغان يماطل من أجل بث الفوضى في صفوف المعارضة، وضمان بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة، لحين تعيين كبار قادة المجلس العسكري في أغسطس. ويأتي ذلك في الوقت الذي تبحث فيه أنقره تدخلًا عسكرياً على الحدود السورية، وهي تعلم جيدًا إحجام الجيش التركي في السابق عن التحرك خارج الحدود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©