«كريمسك» الأوكرانية تتجرع مرارة الحرب الأهلية

كريمسك (وكالات) تشهد مناطق قليلة على طول خط الجبهة في شرق أوكرانيا أعمال قتال منتظمة بنفس القسوة التي تعانيها قرية «كريمسك» الحدودية الواقعة في إقليم «لوغانسك». وتدمرت كافة الطرق المؤدية إلى القرية بسبب ثقل الشاحنات العسكرية والدبابات وناقلات الجنود المصفحة. وتخضع «كريمسك» في الوقت الراهن لسيطرة القوات الحكومة الأوكرانية، والكتائب المتطوعة التي تقاتل إلى جانبها، بينما يقبع الانفصاليون المدعومون من روسيا على مقربة من القرية، وهدفهم المعلن هو مضاعفة الأراضي الخاضعة لقبضتهم. وخط الجبهة بأسره مكتظ بالألغام، وتنتشر أسلاك القنابل المفخخة على الأرض، والمشي دون حذر على أوراق الأشجار يعني المجازفة بجذب نيران مدفعية ثقيلة. ويوم الأحد الماضي، قتل خمسة جنود أوكرانيين في انفجار لغم في منطقة شرق أوكرانيا الانفصالية على بعد نحو 45 كلم من لوغانسك، بحسب ما أفاد متحدث باسم الجيش. وتتواصل في القرية أصوات انفجارات الذخائر طوال الليل، ويستخدم الجميع كل ما لديهم من أسلحة، بما في ذلك قذائف هاون ومنصات صواريخ والمدافع الثقيلة، ولا تستمر هذه المعارك في غالب الأحيان أكثر من ساعتين أو أقل. ومثلما يوضح الجنود الأكرانيون، يبحث المتمردون عن المناطق الضعيفة في خطوطهم الدفاعية، وقبل أقل من ساعة على بزوغ الفجر، تقصف مواقع المتمردين وابلاً من الصواريخ الجديدة، وتستمر المدفعية في إطلاق نيرانها حتى الساعة الخامسة صباحاً، بينما تسقط القذائف المتفجرة على «كريمسك» أو على مقربة منها. وبينما يرد الجنود الأوكرانيون على الهجمات، يتذمرون بشأن اتفاق السلام المفترض الذي تم توقيعه في فبراير الماضي، والذي يحظر تواجد أسلحة ثقيلة على خط الجبهة. وهكذا تتواصل الكرّة في كل ليلة. وفي حين تدعو القوى الغربية وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الجانبين إلى احترام الهدنة التي تطالب الطرفين بسحب الأسلحة الثقيلة، إلا أن الاشتباكات اليومية تتواصل وتسفر عن زيادة عدد القتلى.