الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هل يحتاج إنقاذ الشرق الأوسط إلى أكثر من معجزة؟

22 يوليو 2006 01:30
''الاتحاد'' - خاص: في مطلع الخمسينات من القرن الفائت، وصف الرئيس الأميركي ''دوايت أيزنهاور'' الشرق الأوسط بأنه ''أغلى قطعة عقارية في العالم''· أين البشر؟ المشهد تغير كثيراً، أزمة المنطقة تناسلت أزمات، الستاتيكو مرهق، ودون أفق، التحولات تسلك ذلك الخط الدموي المعقد باستثناء دول قليلة تعيش حالة من الرفاه والاستقرار، هناك دول تواجه أزمات بنيوية تضاف الى الأزمات الأخرى التي اندفع آخرها في العراق، ليكون شاهد إثبات على أن المنطقة بحاجة الى إنقاذ· الإنقاذ بحاجة الى معجزة·· موسكو تعيد طرح ورقتها على الطاولة: المؤتمر الدولي هو الحل· ''الاتحاد'' تقرأ المشهد الشرق أوسطي في التحقيق التالي: الضباع المجنحة للدبلوماسي الأميركي المخضرم ادوارد جيرجيان: ''انتهت الحرب الباردة، لتندلع الحروب الباردة، معتبراً أنه عندما اطلق وزير الخارجية الأميركي الأسبق دين اتشيسون ذلك المصطلح على أنه ''الوسيلة البشرية الفذة'' لكي لا ينفجر العالم للمرة الثالثة والأخيرة بعدما ظهرت على الأرض مفاعيل القنبلة النووية، كان يعتقد أن المعادلة التي أرساها المصطلح (العكس جائز أيضاً) يمكن أن تغطي القرن الحادي والعشرين بأكمله· هذا ليلاحظ جيرجيان، وهو الآن يتولى إدارة معهد ''جيمس بيكر'' أنه كان هناك تصور في الرؤية، إذ بدا أن العالم يزداد تعقيداً إن من الناحية الثقافية، أو من الناحية الاقتصادية والسياسية، ناهيك عن الناحية الأيديولوجية، وهذا يعني أن لا مجال للذهاب بعيداً عن التصورات الطوباوية ''لأننا جميعاً نرتبط، ومع كل ذلك الحنين الغامض، بالعصر الحجري''· قيد أنملة ونعود الى العصر الحجري، لا بل رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دو فيلبان، وهو فيلسوف وشاعر يحذر من ''تواطؤ الثقافة الحديثة مع العدم''· كلمة ''ثقافة'' هنا لها دلالتها السياسية أيضاً· هو من اعتبر ''أن بعض الأيديولوجيات في زماننا الراهن تخلط بين الضباع المجنحة و··· الملائكة''· أكثر من معجزة الآن، جدل حول المرحلة الراهنة، وإذا كان الذين التقوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد فوجئوا بتحذيره من أن الحرب العالمية الثالثة قد تكون تتشكل في الشرق الأوسط فإن الصحافي البريطاني البارز روبرت فيسك الذي أصدر أخيراً كتابه الرابع ''حرب الحضارات'' يعتبر أن إنقاذ الشرق الأوسط أو إنقاذ العالم من الشرق الأوسط يحتاج الى معجزة، ربما الى أكثر من معجزة، لأن المظلة العقائدية أو التاريخية تمزقت· ثمة أضواء كثيرة، ولكن ثمة خنادق كثيرة أيضاً· الأميركيون هم من استعمل تعبير ''الفوضى البناءة''، الواقع أن هذا ليس بجديد· ''جاليليو'' الذي قال بكروية الأرض وحدث له ما حدث، هو الذي اعتبر أن نوعاً من ''الفوضى البناءة'' نشأت عشية نشوء الكون بنظامه الراهن، هم أيضاً من قال بـ ''حرائق الغابات''، أي تلك الحروب المبرمجة التي يمكن السيطرة عليها، لكنها توظف لأغراض محددة، هل يعني مصطلح ''الفوضى البناءة'' الآن إعادة تشكيل العالم؟ والواقع أنهم في الغرب يلاحظون الآن أنها قليلة جداً تلك المجتمعات في الشرق الأوسط التي تعيش حالة من الرفاه والاستقرار، فيما تحول التفاعلات الداخلية (أو الجيوبوليتيكية على المستوى العام)، دون ظهور ذلك التخطيط الاقتصادي المشترك، وخلافاً لأقاليم أخرى في هذا العالم، حيث تقود التكتلات الإقليمية الى أحداث دينامية اقتصادية أكثر قدرة على المواجهة· لعنة ''قابيل'' من يمنع سكان الشرق الأوسط من أن يتفاهموا؟ روبرت فيسك يلاحظ أن البعض يلقي باللائمة على الشيطان· هذه طريقة رديئة جداً للهروب الى ما وراء العالم· وكان المستشرق الفرنسي جاك بيرك يتخوف من أن الذي يحدث في المنطقة هو نتيجة ''لعنة قابيل''، إذ يعتبر مؤرخون بارزون أن ''قابيل'' قتل شقيقه (هابيل) (بالحجر) في هذه المنطقة· لعلنا نسأل: كيف التخلص من تلك اللعنة؟ فلسطينياً، أبواب المقبرة مفتوحة على مصراعيها، وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي رسمت على شاهدة قرب أبيها، الذي كان زعيماً للهاجاناه، خريطة إسرائيل الكبرى، وضعت في رأسها هذه الفكرة: ''لا عرب في إسرائيل في عام ·''2020 يحدث هذا بواسطة المقايضة، مقايضة الأراضي، تقوم فديرالية أو كونفديرالية فلسطينية، فالمهم أن تحتفل الدولة العربية بمئويتها الأولى (2048) وقد خلت حتى الذاكرة الإسرائيلية من الفلسطينيين· العبوات البشرية المسألة تُطرح بجدية· إذا لم تُعالج دبلوماسياً قد تكون الحرب التي في نظر العديد من الإسرائيليين تُحدث واقعاً جديداً· إذاً، هذه هي خارطة الطريق الحقيقية، ومع اعتبار أن هناك في حزب كاديما الذي أنشأه أرييل شارون''، الراقد منذ أشهر في غيبوبة، من يعتبر أن فكرة وزيرة الخارجية الأكثر شراسة من سابقتها جولدا مئير، مع فارق الشكل، هي التي ينبغي أن تتحقق لمصلحة الإسرائيليين الذين يتخلصون من تلك العبوات البشرية التي في ظهورهم، ولمصلحة الفلسطينيين الذين يلتحقون بمداهم الحيوي على المستويات الدينية والاتنية والتاريخية· هذا يعني أن القضية الفلسطينية لن تقفل بإقفال ملفي الضفة والقطاع· هناك موضوع فلسطيني عام 1948 الذي يثار حالياً بين أوساط مختلفة في اسرائيل، المقايضة بدل الترحيل، هكذا يتم تنظيف الهيكل من العرب· لا أحد في الغرب الذي يرعى الأمور بصورة جيدة يقول إن كرنفال الدم في العراق يمكن أن توقفه حكومة ''نوري المالكي''، ومهما حكى وتوعد، فالمشكلة أكثر تعقيداً· العراق تحول الى ساحة لصراع المصالح على أنواعها· كل شيء يختلط بكل شيء تحت مظلة الدم، بالأحرى تحت مظلة المجهول· التنين ينتفخ·· الأميركيون ينظرون الى البعيد، التنين ينتفخ، صحيح أن الصينيين لم يسبق لهم أن اندفعوا نحو ذلك الشرق الأوسط، فعل ذلك المفعول، والعثمانيون، والسلاجقة، وغيرهم وغيرهم، هذا يثير القلق لدى الأميركيين الذين أحدثوا تعديلاً في برنامج ''حرب النجوم''، حيث يتم تثبيت منصات فضائية وفوقها مدافع لايزر تدمر أي صاروخ عابر للقارات خلال 7 أو 8 ثوان، فالتركيز الآن على الصين، وإن كانت لم تظهر على أرض المونديال· يحكى الآن عن ''المونديال الصناعي'' والديموغرافي بطبيعة الحال· إن برنت سكروكروفت هو الذي يسأل: ''هل حقاً أننا نواجه طراز واحد من الأشباح''، ليؤكد أن المشهد أضحى أكثر تعقيداً بكثير، فثمة ساحات مكشوفة لـ ''القتال'' ضد أميركا، ليس المقصود ''أسامة بن لادن'' أو ''أبو أيوب المصري'' (خليفة ''أبي مصعب الزرقاوي'')، هناك قوى أخرى بطبيعة الحال، ولها مصالحها، أو هواجسها، الجيوبوليتيكية البعيدة المدى· وإن كان واضحاً أن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش أحدثت تعديلاً جوهرياً في مفهومها للشرق الأوسط الكبير، وبالطبع بعد التجربة العراقية الراعبة· اللعب بحذر، وبأدوات مدروسة بدقة، وإلا فالاستنزاف الدراماتيكي لذلك المخزون الامبراطوري· سفير روسي في إحدى العواصم العربية قال: ''لا شيء ينقذ الشرق الأوسط من سلة الأزمات هذه سوى مؤتمر دولي يخرج بمفهوم فلسفي، واستراتيجي، محددة لمنطقة يفترض ألا تكون، كما وصفها الرئيس دوايت أيزنهاور ذات يوم أغلى قطعة عقارية في العالم· كل من زار موسكو يسمع كلاماً من هذا القبيل، ويسمع أن الأميركيين يعارضون ذلك لأنهم يرفضون الشراكة مع موسكو وبكين وغيرهما، حتى إشعار آخر يعملون بمفردهم، ويعتقدون أن باستطاعتهم أن يفعلوا المستحيل، ولكن ألم يكتب روبرت نوفاك: ''المستحيل يمكن أن يكون أميركياً أيضاً''· أورينت برس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©