الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاد المعرفة يفرز طبقة جديدة من التنفيذيين

اقتصاد المعرفة يفرز طبقة جديدة من التنفيذيين
10 فبراير 2008 23:39
ظهر في الآونة الأخيرة فرع جديد من فروع العلوم الاقتصادية هو اقتصاد المعرفة الذي يقوم على فهم جديد أكثر عمقاً لدور المعرفة ورأس المالي البشري في تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع· وأفرز اقتصاد المعرفة عدداً من القضايا الإدارية، كاجتذاب الشركات للأفراد الذين يعرفون الكثير، خاصة الشباب منهم، مما أثار القلق في صفوف التنفيذيين الأكبر سناً· ويذكر أن متوسط عمر المديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة بلغ 52 عاماً في العام الماضي، بينما تحبذ الشركات البريطانية الأشخاص في الأربعينات من العمر· ووفقاً لتقديرات شركة ''ماكنزي للاستشارات'' فإن الشركات الأميركية ستحتاج إلى ملء 34 مليون وظيفة جديدة شاغرة ما بين عامي 2005 و ·2015 ويشير خبراء التنمية البشرية إلى أن أحد الأسباب التي كانت تدعو إلى تفضيل المديرين التنفيذيين الأكبر سناً هو مسألة الولاء الوظيفي حيث تبين الدراسات أن معظم هؤلاء المديرين بقوا في شركاتهم منذ أن كانوا موظفين عاديين حتى وصلوا للإدارة العليا· كما أن عالم المال والأعمال، وبالأخص قطاع الشركات العامة والخاصة، كان أكثر استقراراً وقدرة على التنافس بطريقة عملية احترافية تدفع إلى المزيد من الإبداع والابتكار· ودوام الحال من المحال فالمعرفة اليوم لم تعد رقياً فكرياً فقط، بل أصبحت أهم عنصر من عناصر الإنتاج في ظل انفتاح السوق أمام المهارات الشخصية والمهنية· والواقع أن متوسط فترة تولي المديرين التنفيذيين مناصبهم بات يتراجع بسبب التقلبات الاقتصادية السريعة حتى لم يعد لدى الأشخاص صبر، بالإضافة إلى الطلب الكبير على التنفيذيين ممن هم في الأربعينات ويتمتعون في الوقت ذاته بمهارات قيادية تمكنهم من أن يتبوأوا مثل هذا المنصب الإداري الرفيع· وحول هذه المسألة يقول أحد المديرين التنفيذيين:''إن منصب المدير التنفيذي لا يعني أن هناك راتباً جيداً ومركزاً وظيفياً مرموقاً فقط، ولكنها وظيفة تُحمِل صاحبها مسؤولية ضخمة تتطلب قدرات مهنية وشخصية مميزة حيث التركيز على الأداء والإنتاج هو كل شيء ''· كما أن تبوء المناصب الإدارية العليا في عمر مبكر لا يبدو خبراً جيداً لكبار السن ممن يتوقون إلى مثل تلك المناصب· ولكن ما يشير إليه المسؤولون في هذا الشأن يعد في الحقيقة من الأخبار المفرحة للموظفين الكبار في السن من ذوي الخبرة والكفاءة حيث ستشهد السنوات القليلة المقبلة احتمالية حدوث نقص في أعداد الموظفين المدربين ذوي الخبرة الجيدة، مما سيؤدي إلى ظهور مناصب استشارية في عدد من الشركات العالمية في مختلف القطاعات والتي تسعى إلى الاستفادة من خبراتهم العميقة في مجال العمل، إلى جانب تدريب الجيل الجديد من المديرين الشباب· وبعيداً عن الإجراءات الإدارية الصارمة تمنح تلك المناصب الاستشارية مرونة في عمل أصحابها حيث المهارات والقدرات هي الأساس وليس العمر· وخلاصة القول إن حقيقة أن المديرين التنفيذيين أصبحوا أصغر سناً لا تعني أنه لم يعد هناك مكانة للكبار في السن ممن يتمتعون بالمعرفة الغزيرة والمقدرات العالية والخبرات الطويلة، هذه الامتيازات التي تساهم حتماً في إنجاح أي شركة وإثراء عالم المال والأعمال· نقلاً عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©