الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عهد بناء الأسرة السعيدة

19 فبراير 2009 23:19
الزواج في حياتنا انقلاب جذري، لكننا ندخله بلا مقدمات، أو بمقدمات مليئة بالأغلاط والخرافات·· الزواج في حياتنا له حكايات مختلفة، تصلح لتشكيل فن سينمائي خاص باليمن، لو امتلكنا القدرات والإمكانات، لربما اكتشفنا في حياة كل زوجين قصة ومثلاً، وكثيرة من هذه الحكايات ليست سارة، وبعضها قد تثير البكاء من شدة الضحك، ولكن بعض هذه الحكايات يستطيع الأزواج البوح بها وأكثرها مختفية في جوانح المتزوجين إما خوفاً أو حرجاً·· الزواج في حياتنا حكاية غامضة، يواجهها الزوجان بالمصادفة، وقد يترتب على خبرات الزواج العشوائي حكايات ومشكلات مستعصية، قد تودي بحياة أحد الزوجين أو كليهما أو توصلهما إلى مرحلة الانفصال العاطفي أو الطلاق أو المرض المزمن أو الجنون·· متى نرى في بلادنا معهداً متخصصاً في إدارة حياتنا؟·· حلم يراودني منذ فترة وأتمنى أن أراه حقيقة واقعية في بلادنا، من خلال معهد يلتحق به المقبلون على الزواج، وتشرف عليه وزارتا الأوقاف والعدل، ويتولاه المتخصصون المدركون لأبعاد الحياة الأسرية ومتطلبات بنائها، وتقدم من خلاله برامج متنوعة لإعداد الأزواج والزوجات الجدد للحياة المستقبلية· المنطق يشير إلى أن الإنسان العاقل يهتم بأي مشروع يقدم عليه، ونجد الإنسان اليمني يهتم بمشاريعه التجارية بجدية، ويعمل للربح والخسارة ألف حساب، فنراه يدرس مشروعه التجاري من كل الأبعاد، ويضع الفروض والاحتمالات لمدى النجاح والفشل، ويتوقع ويتنبأ ويحلل كل خطوة من خطواته فيه، ويوفر له كل شروط الحماية والسلامة·· إلا مشروع الزواج فنحن لا نهتم حين نقرره لأولادنا وبناتنا إلا بتوفير مبلغ من المال يجمع بين زوجين لا يعرفان عن بعضهما شيئاً، ونوكل إليهما تحمل مسؤولية لم يتم إعدادهما لها من قبل على سبيل ''تصيب أو تخيب بالبركة''·· فالزواج هو الخبرة الوحيدة التي يدخلها الأبناء والبنات بلا تخطيط مسبق وبلا ثقافة علمية صحيحة، وتوجد كثير من الزيجات التي يتعايش فيها الزوجان بعد الزواج رغماً عنهما، وينجبان رغماً عنهما، وينفصلان رغماً عنهما أيضاً·· لماذا لا نهتم بتأهيل الزوجين للزواج؟ !! هل لأن النظرية الاجتماعية وفق ثقافتنا وتقاليدنا تقر بأن الزواج الصحيح لا يشترط فيه غير سنوات العمر أو البلوغ البيلوجي؟! ، أم أن ذلك يحدث لأن القدرة على الزواج في نظر الآباء والأمهات مرتبطة بالعضلات والجسد وليس بالنضج وكم الخبرات والمعلومات عن متطلبات الحياة الزوجية وبناء الأسرة الجديدة ؟ في زيجاتنا يهتم الأهل والمجتمع بالشكليات، ويهملون كل ما له علاقة بالزواج·· فأجمل الزيجات هي التي يمر فيها حفل العرس على خير، ويتكلم الناس عن مباهج العرس وكرم الضيافة وما تم صرفه لإرضاء المدعوين، وليذهب العروسان إلى الجحيم، أو إلى شهر العسل كما يسمونه·· وأي عسل يجده الزوجان وهما يتوجهان إلى مستقبل مجهول لا يعرفان معالمه ؟! نريد أن نرى معاهد نوعية وجديدة تقدم برامج متنوعة لتأهيل المقدمين على الزواج، وأن يكون الالتحاق بهذه المعاهد والحصول على شهادة منها من ضمن وثائق إتمام عقد الزواج· د·سعاد السبع كلية التربية - جامعة صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©