يتزوجن أيام الأحد ويلتقطن الصور عند ضريح محمد الخامس

رغم أن أوروبا تقع على مرمى البصر من المغرب، فإن المغاربة لم يتأثروا بالطريقة الأوروبية، واحتفظوا بأسلوبهم الخاص المتميز· ومع تنوع عادات وتقاليد الزواج في المغرب، واختلافها من منطقة إلى أخرى، فإنه يجمع بينها وحدة ما على الأقل في خطواتها العامة · ''دنيا الاتحاد'' التقت المغربية فتيحة ظريف لتحدثنا عن طقوس الزواج في المغرب· تقول فتيحة : ''يتم الزواج في المغرب بطريقتين ، الأولى زواج تقليدي عن طريق الأهل حسب العادات المتبعة في كل منطقة، عن طريق النسب عائلة فلان تناسب عائلة فلان ، تحضر أم العريس وأخواته لزيارة أهل العروس، ويقدمون لهم الصينية ومعناها طلب النسب، هذا زواج تقليدي وما زال موجودا، في المدن أحياناً يسبق الزواج تعارف بين العروسين، كأن يكونا زميلين في الجامعة ، أو في العمل ، ويتفقان على الزواج، بعد ذلك يتعرف الأهل على بعضهما البعض· بالنسبة للمهر يختلف حسب العائلات، بعض الآباء يرفض مهر ابنته، يقول إنه يشتري رجلاً، البعض الآخر يطلب مهراً، لا يوجد مبلغ محدد إنما حسب اتفاق الطرفين وعند عقد القران يحضر العريس من بلدية مدينته شهادة عزوبية يقدمها للمأذون، هذه الشهادة لا تصدر سوى مرة واحدة''· الاستعداد للزفاف تبدأ العروس بالاستعداد للزفاف تشتري حلي الذهب، ثم يتم خياطة الزي المغربي لها من مهرها ، ومما يقدمه لها والداها من هدايا، وتشتري (الطبز المغربي) وهو عبارة عن تطريز يدوي ثمين، يشتمل على غطاء للسرير، وللصواني وكذلك يشتمل على ثوب أبيض، فيه رسومات دقيقة باللون الأخضر تلبسه العروس يوم الحنة· جهاز العروس يحمل إلى بيت الزوجية في يوم صباحية العروس، يحمل على صوان مزينة، وبرفقة فرقة موسيقية شعبية· احتفالات الزواج تبدأ احتفالات الزواج بحفل الخطبة يحضرها أهل العروسين، وفق فتيحة، وتلبس فيها العروس الزي المغربي، وعادة تلبس أكثر من ثوب، وتستمر الخطبة بين العروسين مدة ستة أشهر إلى عام كي تجهز العروس نفسها وتخيط ثيابها· أما مراسم الزفاف فتكون لمدة ثلاثة أيام، الأول يوم الحمام، والثاني يوم الحنة، والثالث الحفل الكبير، ومعظم الأعراس تكون في فصل الصيف· يوم الحمام يكون يوم الخميس الذي يسبق موعد الزفاف، ويكون هذا الحمام عمومياً، يتم استئجاره خصيصا لهذه المناسبة، وتحت قبة الحمام حيث تتم إضاءة الشموع لطرد الأرواح الشريرة، وإنارة سبل السعادة والهناء أمام العروسين، وتذهب العروس برفقة أخواتها وأمها وقريباتها وصديقاتها وسط الزغاريد والأغاني، والشموع والبخور والعطور، ينظف الحمام ويجهز للعروس ومرافقاتها، وتشرع النسوة في العناية بالعروس، واستعمال أنواع ممتازة من الصابون، والغسول والمسواك والعطور· والدة العروس تدفع مصاريف الحمام عن الجميع· يوم الحنة اليوم الثاني من الاحتفالات هو يوم الحنة، ويكون في يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، فنقش الحناء من مستلزمات حفل الزفاف المغربي، إذ يعتبر التخلي عن هذه العادة في المعتقد الشعبي نذير شؤم بالنسبة للعروس فيما يخص حياتها الزوجية فالحناء مصدر تفاؤل بالنسبة لحياة العروس، وبالنسبة للبنات الحاضرات معها في ذلك اليوم، إذ تحرص كل واحدة منهن على نقش الحناء من باب التفاؤل بقدوم عريس على الأبواب · تقام حفلة في منزل العروس، وإذا لم يتسع المكان للضيوف يتم بناء خيمة قرب المنزل في هذا اليوم تذهب العروس إلى صالون التجميل، لعمل تسريحة شعر ومكياج، ثم تعود إلى منزلها وتجلس في الكوشة المعدة لها سابقا، ثم تبدأ النقاشة بنقش الحناء على يديها وقدميها، أثناء ذلك تقوم فرقة نسائية بالغناء· ويتم الاستعانة بامرأة أخرى تدعى (النكافة)، مقابل مبلغ من المال، تقوم بتلبيس العروس في يوم الحنة ويوم الحفل الكبير، تلبسها ثوباً مطرزاً بالذهبي لونه أخضر، وتلبسها أيضا التاج والإكسسوارات· وبنفس اللون والتطريز يكون غطاء الشموع وغطاء علبة المحارم وغطاء علبة السكر وعلبة الحليب، يتم تنزيله أمام العروس على صينية· بعد أن تنتهي النقاشة من الحناء يحضرون للعروس ''الدفوع''، وهو كل ما جهزه لها العريس من هدايا والذبيحة، تأتي بسيارة كبيرة مكشوفة، وبرفقة فرقة موسيقية شعبية· عادة تنتهي النساء من حفل الحنة بعد صلاة العشاء، ثم يأتي الرجال من المسجد ويبدأون بإنشاد المدائح والأذكار النبوية، ويستمرون حتى منتصف الليل يتناولون طعام العشاء ثم يذهبون لبيوتهم· ومن المتعارف عليه أن تعمل أم العروس وليمة غداء يوم الحنة للنساء ووليمة عشاء للرجال· يوم الزفاف في اليوم التالي تذهب العروس لصالون التجميل في وقت العصر، وفي المساء عند الساعة الثامنة تبدأ الفرق الموسيقية والمعازيم يتوافدون على منزل العروس ، وفي تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل تدخل العروس الحفل، وهي محمولة في ''العمارية'' وهي عبارة عن هودج يحمله أربعة شباب، يرتدون زيا موحدا، يأتون مع ''النكافة'' التي تشرف على تلبيس العروس الزي المغربي عدة مرات أثناء الحفل ثم تجلس العروس في الكوشة قرب عريسها، وتستمر الاحتفالات حتى الساعة السابعة صباحاً· يتناول المعازيم طعام الفطور ثم ترتدي العروس فستان الزفاف الأبيض، صباح يوم الأحد، وتنزل لتسلم على المعازيم، وتودعهم، وتوزع عليهم الحلوى من سلة تحملها بيدها، ثم تقطع الكيكة· بعد ذلك تأخذها السيارات برفقة أهلها وصديقاتها إلى ضريح محمد الخامس، حيث تتصور العروس هنالك، وفي صباح كل يوم أحد يكون هذا المكان مزدحماً فيه عدة عرائس· ثم تذهب العروس إلى منزل زوجها، وعادة تكون تكاليف احتفالات العرس تكون على نفقة والد العروس