الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الممنوع والمرغوب

23 يوليو 2006 01:27
كثيراً من الأحيان تقف النفس راغبة فيما وضع عليه علامة الممنوع·· وبالرغم من التحذير إلا أن الرغبة تشتد لتلك الأمور، والمسألة هنا تعود لمدى وعي الشخص حول حظر تلك الأمور·· فعندما يعلم السائق بأن السرعة ممنوعة نراه يسرع في القيادة·· وحين يعلم الطالب بأن الغش ممنوع يتكاسل عن الدراسة ويلجأ للحل الأسرع للنجاح·· وعندما يدرك التاجر بأن رفع الأسعار ممنوع لا يبالي بهدف زيادة الربح·· الغريب هو أن هناك الكثير من المتاح في حياة الأشخاص ذاتهم، وفي مجالات أخرى، ولكن لا يميلون للاستفادة منها، فما هو سبب نبرة الرغبة لما هو ممنوع؟ ألم نقترف بعض الأمور برغم أننا ندرك بأنها ذنوب؟ أتصور بأن نبرة الرغبة للشيء الممنوع ربما يكون سببها هو جهل أو عدم الوعي عن سبب الحظر·· وهنا تختلط عليه الأمور بين خيار عاطفته وصوت عقله، فالأول يرغب شعورياً والآخر يمنع منطقياً·· وللأسف ليس الكثير منا من يمتلك جهاز تحكم للذات وتنسيق بين المهم والأهم في الحياة، فالمهم هو النجاح ولكن الأهم هو كيفية النجاح، كذلك المهم الحصول على حياة سعيدة ولكن الأهم من ذلك كيفية اقتناء حياة هادئة مليئة بالدفء والاطمئنان· إن السبيل في تحقيق الملكية التي تنشدها النفس البشرية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الممارسة وصولاً الى الغاية من الفعل، فهناك من يتخطى حدود المقبول، ويجتاز حواجز المعقول ولكن لا يجني وراء كل ذلك سوى سراب الوصول، فينتهي به الأمر حيثما بدأ، بل ربما قد يخلف وراءه خسائر لم تكن في الحسبان وذلك لتهوره وتتبع المجهود، إذ لابد من التساؤل قبل الجري خلف الأشياء التي لا ندرك نهاية مطافها وحقيقة أمرها·· كالمدمن الذي أهلك نفسه بيده وذلك بسبب حبه لتجربة مجهول الشعور حيال أخذ جرعة مخدرات·· خيراً تبقى دائرة الممنوع والمرغوب سلعة رائجة خلال عصر التطور والعصف الغربي على مجتمعاتنا العربية·· فتكثر المحظورات وتتداخل المعلومات بين الصح والخطأ، وبين المرفوض والمقبول·· ومن جهة أخرى أرى بأن ليس الشخص وحده المسؤول عن الجهل والاختيار الخطأ·· فهنا يأتي دور المانع أن يفسر ويقنع لما وقع الحظر على الشيء، كأن يقوم بسد ثغرات الفضول لدى الآخرين حتى لا يعتريهم شعور التجربة التي من الممكن أن تودي بحياتهم· ü إشارة حمراء: دع العقل هو من يقود·· بين الممنوع والمرغوب! سيف بن تويلي النعيمي - العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©